تعرّض مبنى سكني الخميس لضربة أوكرانية في مدينة بلغورود الروسية في منطقة محاذية لأوكرانيا، حسبما أعلنت السلطات الروسية المحلية الخميس. وقال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف على تيليجرام "قصفت القوات المسلحة الأوكرانية بلغورود. تم تفعيل الدفاع الجوي. هناك دمار في مبنى سكني". وأضاف "يجري توضيح المعلومات حول وقوع ضحايا" مرفقا المنشور بصور حطام وسيارة مدمّرة في أحد الشوارع. وأشار إلى سقوط جزء غير منفجر من مقذوف على ملعب رياضي تابع لمدرسة ثانوية في المدينة. وأظهرت صور انتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي الطابق الأخير من مبنى سكني يحمل فجوة. ويُظهر مقطع فيديو الأضرار وعمودًا من الدخان الأسود. واتهم غلادكوف كييف أيضًا بالقصف على قرية كراسنوي الروسية الواقعة على الحدود مع أوكرانيا. وقال "هناك دمار على أرض المدرسة"، ونشر صورة تُظهر حفرة فيها شظايا قذيفة. ورغم استهداف منطقة بلغورود بانتظام بقصف من أوكرانيا وخصوصًا منذ بداية فصل الربيع، نادرا ما تعرضت عاصمة المنطقة للقصف منذ بدء النزاع في أوكرانيا. وأفاد غلادكوف الثلاثاء عن انقطاع التيار الكهربائي عن ألفي شخص بعد ضربة أوكرانية على محطة كهربائية في مدينة شيبيكينو في منطقة بلغورود أيضًا. وقُتلت الاثنين امرأة بالغة من العمر 74 عامًا وأُصيب آخرون في قصف على المدينة. في نفس السياق هاجمت ثلاث طائرات مسيرة تابعة للقوات الروسية بلدة ماكاريف الصغيرة غربي العاصمة الأوكرانية في ساعة مبكرة من صباح أمس الخميس، وأوضح مسؤولون أن منشآت حيوية للبنية التحتية تعرضت للقصف بما قالوا إنها طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع. وقال آندريه نيبيتوف، قائد شرطة منطقة كييف، عبر تطبيق المراسلة تيليجرام "شن الغزاة قصفا بطائرات مسيرة ليلا على ماكاريف". وأضاف "بحسب المعلومات الأولية، لم تقع إصابات". وقال كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس فولوديمير زيلينسكي في وقت سابق إن الهجوم وقع بواسطة "طائرات مسيرة كاميكازي على منشآت بنية تحتية حيوية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل. وأشار نيبيتوف وأوليكسي كوليبا حاكم منطقة كييف إلى أن قوات الإنقاذ تعمل في الموقع. وكان عدد سكان ماكاريف يقدر بعشرة آلاف نسمة قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط. وتقع على بعد نحو 55 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة كييف. وأبلغت أوكرانيا عن سلسلة من الهجمات الروسية بطائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز شاهد-136 في الأسابيع الأخيرة. وتنفي إيران تزويد روسيا بالطائرات المسيرة، بينما لم يعلق الكرملين. كما تنفي روسيا استهداف المدنيين فيما تسميه "عمليتها العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. وتواصل أوكرانيا تلقي المساعدة العسكرية من حلفائها الغربيين للدفاع عن أجوائها في مواجهة الضربات الروسية، بينما تنتظر موسكو عرض وساطة من تركيا خلال لقاء في كازاخستان بين رئيسي البلدين الخميس. ورحبت كييف، التي أكدت أنها استعادت مناطق من الروس في جنوب البلاد، بدعم حلفائها الغربيين الذين وعدوا بتقديم دفاعات مضادة للطائرات "في أسرع وقت ممكن" بعد موجة من عمليات القصف. وأكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ أن تقديم هذه الأنظمة القادرة على تحييد الصواريخ الروسية في سماء أوكرانيا يمثل "الأولوية". وعود جديدة من لندنوباريس جاءت الوعود الجديدة بينما تواجه أوكرانيا منذ الإثنين دفعات "كبيرة" من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة، التي تستهدف البنية التحتية للطاقة المدنية خصوصا، ردا على التفجير على جسر القرم السبت. وتحدث وزير الدفاع الأوكراني أوليكسيتش ريزنيكوف عن "مرحلة جديدة من الدفاع الجوي" مع وصول "نظام +إيريس-تي من ألمانيا" وقرب تسليم منظومات "ناسامس الأميركية"، على حد قوله. وأعلنت المملكة المتحدة الخميس أنها ستزود أوكرانيا بصواريخ إضافية للدفاع الجوي بما في ذلك ذخيرة قادرة على إسقاط صواريخ كروز. وأكدت وزارة الدفاع البريطانية أن صواريخ "أمرام" التي سيتم تسليمها "في الأسابيع المقبلة" إلى كييف لاستخدامها من قبل نظام الدفاع الجوي "ناسامس" الذي وعدت به الولاياتالمتحدة، هي الأولى التي تقدمها لندن والقادرة على إسقاط صواريخ كروز. كما وعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء الأربعاء ب"رادارات وأنظمة وصواريخ" مضادة للطائرات من دون أن يحدد موعد تسليمها. وصرح وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بأنه "ليس هناك خطر" من أن إمداد الغرب لأوكرانيا بالأسلحة قد ينفد قبل روسيا. وتابع والاس بأنه "على عكس روسيا، التي عزلت نفسها بالفعل، وهو ما رأيناه يوم أمس في تصويت هيئة الأممالمتحدة، فإن لدينا القدرة على تجديد أو بالفعل تصنيع سلاسل إمداد جديدة، وهو ما نقوم به الآن، حيث يعمل الصندوق الدولي المشترك ما بين بريطانيا والدنمارك على تلبية الطلبات في قطاع التصنيع، للتأكد من قدرتنا على المضي قدما والاستمرار في عامي 2023-2024". وقد وعدت لندن بإرسال صواريخ دفاع جوي لأوكرانيا، بينما قالت باريس إنها ستسلم كييف أنظمة دفاع مضاد للطائرات، في الوقت الذي يجتمع فيه وزراء دفاع "الناتو" لليوم الثاني، اليوم الخميس، في بروكسل، لمناقشة مزيد من الدعم لأوكرانيا.