اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ الأربعاء أن "لا مؤشر" يسمح بالقول إن الانفجار الذي أسفر عن قتيلين في بولندا ناجم عن "هجوم متعمّد". وقال ستولتنبرغ في مؤتمر صحافي في بروكسل "تحليلنا الأولي يفيد بأن الحادثة ناجمة على الأرجح عن صاروخ أطلقه نظام الدفاع الجوي الاوكراني للدفاع عن الأراضي الأوكرانية ضد صواريخ عابرة روسية". وأكدت موسكو أن روسيا "لا علاقة لها" بسقوط صاروخ مساء الثلاثاء في بولندا، ورحبت ب"ضبط النفس" الأميركي في هذه الحادثة التي أثارت توترا شديدا. وما زال الجيش البولندي في حالة تأهب قصوى الأربعاء بعد سقوط صاروخ يرجح أنه روسي الصنع، حسب وارسو، بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن "روسيا لا علاقة لها بالحادثة التي حصلت في بولندا". وأضاف "في هذا الصدد، تجدر الإشارة إلى ردّ فعل يتميز بضبط النفس وبمهنية أكبر من الجانب الأميركي"، منددًا ب"هستيريا" من طرف "مسؤولين كبار لدول عدة". من جهتها، أكدت وزارة الدفاع الروسية الأربعاء أن ضرباتها الثلاثاء لم تصب سوى الأراضي الأوكرانية، مضيفةً أنها تمكنت من تحديد أن الصاروخ الذي سقط في بولندا هو قذيفة أطلقها نظام دفاع إس-300 تابع للقوات الأوكرانية. وقالت الوزارة نريد أن نشير إلى أن الضربات العالية الدقة التي شُنّت على أراضي أوكرانيا كانت على مسافة تتجاوز 35 كلم من الحدود الأوكرانية البولندية". وأضافت أن "خبراء روسًا حدّدوا بشكل قاطع" طبيعة الحطام الذي عُثر عليه في بولندا "كجزء من صاروخ موجّه مضاد للطائرات (أُطلق) من أنظمة إس-300 للدفاع الجوّي التابعة للقوات الأوكرانية". ورأى الرئيس الأميركي جو بايدن أنه "من غير المحتمل" أن يكون الصاروخ الذي أصاب بولندا أطلق من روسيا. من جهته، حذر المستشار الألماني أولاف شولتس الأربعاء من أي "استنتاجات متسرعة" بعد سقوط الصاروخ. واتهمت أوكرانياروسيا باستهداف الأراضي البولندية بضربة صاروخية. وأكدت وزيرة الدفاع البلجيكية لوديفين ديدوندر الأربعاء أن الانفجار الذي أودى بحياة شخصين بشرق بولندا هو "نتيجة أنظمة دفاع أوكرانية مضادة للطائرات تستخدم لاعتراض الصواريخ الروسية". وأضافت أن "التحقيقات مستمرة ولا يوجد حاليا ما يشير إلى أنه هجوم متعمد". وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن موسكو لم تشنّ أي ضربة على كييف الثلاثاء وأن الدمار الذي سُجّل في العاصمة الأوكرانية سببه الدفاعات الجوية الأوكرانية. وأصيب عدد من المباني في كييف الثلاثاء في القصف. وتنفي موسكو بشكل منهجي قصف مواقع مدنية في أوكرانيا وتحمل أنظمة الدفاع الأوكرانية المضادة للطائرات الأوكرانية مسؤوليتها أو تتهم كييف بها. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أن "كلّ الدمار في الأحياء السكنية في العاصمة الأوكرانية هو نتيجة مباشرة لسقوط لصواريخ مضادة للطائرات أطلقتها القوات الأوكرانية وتدميرها ذاتيًا". وتابعت الوزارة أن روسيا دمّرت كافة أهدافها في ضرباتها الكثيفة على أوكرانيا الثلاثاء، مشيرةً إلى أنها استهدفت القيادة العسكرية الأوكرانية وبنى تحتية للطاقة. وقالت الوزارة إن "الهدف تحقق". وأضافت أن "كافة الصواريخ ضربت بدقة الأهداف المحددة وكلّ هذه المواقع دُمّرت" مضيفةً أنها استهدفت "نظام القيادة العسكرية الأوكرانية ومنشآت الطاقة المرتبطة بها". وعبر حلفاء وارسو الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (ناتو) عن دعمهم لبولندا بعد سقوط هذا الصاروخ في جنوب شرق البلاد بالقرب من الحدود مع أوكرانيا. وفي أوج توتر بشأن هذا الصاروخ، أكدت مجموعة العشرين في البيان الختامي لاجتماعها في جزيرة بالي الإندونيسية أن "غالبية أعضائها تدين بحزم الحرب في أوكرانيا"، معترفة بأن الحرب في أوكرانيا "تقوض الاقتصاد العالمي". وأكد أكبر عشرين اقتصادا في العالم في البيان المشترك أن "استخدام الأسلحة النووية أو التهديد باستخدامها غير مسموح به". * انسحاب روسي جديد - قال فياتشيسلاف غلادكوف حاكم منطقة بيلغورود الروسية على الحدود الشماليةالشرقية، على التيليجرام أن ضربات أوكرانية على المنطقة أدت إلى سقوط قتيلين وثلاثة جرحى. وجاءت الضربات الروسية المكثفة على أوكرانيا بعد أربعة أيام على الانسحاب المهين للقوات الروسية من جزء من منطقة خيرسون بما في ذلك المدينة التي تحمل الاسم نفسه وتقع في الجنوب بعد أكثر من ثمانية أشهر من السيطرة عليها. وفي مؤشر إلى الصعوبات التي يواجهها الروس على الأرض اضطرت السلطات في منطقة خيرسون التي أعلنت موسكو ضمها، للتخلي عن مدينة جديدة هينوفا كاخوفكا. وتقع هذه المدينة على الضفة اليسرى (الشرقية) لنهر دنيبر حيث انسحبت القوات الروسية الأسبوع الماضي لعدم تمكنها من السيطرة على الضفة اليمنى (الغربية) حيث تقع خيرسون.