عزيزي مشجع الاتحاد الحديث، أحب أن أبارك لك أنت شخصياً، فقد تجاوزت الأيام الصعبة بنجاح، وعاصرت الاتحاد في الفترة الصعبة التي صقلت في داخلك حب العميد، يفترض أنك الآن احتفلت بالملك والسوبر والدوري وستحضر المونديال والبطولة القارية وستحتفي بجماهيرية الاتحاد في الدول العربية "كل هذا وأنت تتخطى الأيام الصعبة" هل أدركت عظمة الاتحاد؟ لا تصدق العبارة الجماهيرية التي كُتب بالخطأ the last step، هذه مجرد البداية، مازال للاتحاد الكثير ليقدمه لك، هل شاهدت صرخة شراحيلي، لقد كانت مستنسخة من فرحة الجميل بعد هدفه ضد الاتفاق، ولدغة روما للمرمى، لم تكن سوى مشهد مكرر من لدغات البرق، وحين قرر روما الاخترق فقد أراد أن يكرر ما فعله ابن جلدته سيرجيو في مرتدته الشهيرة واحتفاليته بحركة الإنهاء الخالدة، حين خطف الاتحاد الدوري أعتقد أنك سمعت صراخ الجيران وشاهدت مسيرة الفرح في الشوارع ورأيت كيف صرخت جدة، واحتفلت مدن المملكة، وانتشت القرى والهجر واحتفى سكان الأودية والجبال ورددوا بصوت عالٍ "عالي عالي يا اتحادي". هل شاهدت كيف ركض الكبار قبل الصغار نحو شارع الصحافة، حتى هذا المشهد ليس جديداً فقد اعتدنا على ذلك، ركز في الوجوه ستراها كثيراً، لأنها تمارس هذا السلوك منذ ولادتها، تشجيع الاتحاد لديها عادة وحبه واجب ودعمه سلوك نشأت عليه، وأنت تسير باتجاه الصحافة ستشاهدها وهي تزحف من بين المباني، لا تستغرب حين تشاهد الطرقات وقد أغلقت وتصدى رجل الأمن لهيجان الجماهير وطالبهم بالهدوء أو المبيت في ضيافتهم، هو يدرك أن الانفلات الجماهيري يعني استمرار الضجيج الذي لا ينتظره ممن هو في مكانه، كن حذراً منه حتى لا تكون بعض ذكريات البطولات عبارة عن المبيت في التوقيف. حين تتخطى كل المباني المتوشحة بالشعار الاتحادي وتقترب من السور، ستشم رائحة العشب، هذه الرائحة لن تنساها، هي عبارة عن أرض اكتست بالبطولات وتوشحت بروح النجوم الذي عاصروا هذا الملعب وقضوا حياتهم بين جدرانه، لا تنسى أن تشاهد وجوه الجماهير وهي تردد الأهازيج، استمع لصدى اتصالاتهم والتهاني فيما بينهم والابتسامة تعتلى شفاههم، وأحاديث الآباء للأبناء التي لا تتوقف عن سرد الذكريات والبطولات، عن نادي يفتح أبوابه، ومسن يحشد أحفاده، ومغترب وجد أسرته بين أركان هذا المدرج، وفقير اغتنى بعشقه، شاهد الوجوه جيداً، لأنك في هذه الحياة من النادر أن ترى ابتسامة صادقة، في داخل هذا النادي وبعد كل بطولة ستراها كثيراً. قبل أن تغادر هذه الجدران، شاهد تنوع الأطياف والجنسيات والألوان، الاتحاد جمعهم وحطم الحواجز بينهم، يشدون في حضرموت ويرقصون في عمان وتنتشي برامج الكويت وتعج مواقع التواصل بلقطات الجماهير الإماراتية والمصرية والمغربية، قيمة الاتحاد في تنوع أطيافه "تذكر ذلك دائماً"، بعد أن تغادر أسوار النادي، احفظ تفاصيل الشوارع جيداً فستعود لها مع أحفادك، لأن الانتماء يتوارثه الاتحاديون. الآن، انتهى وقت الفرح وحان وقت التتويج، وأنت بلا تذاكر، لا تستغرب فلم يتغير شيء، هكذا هو الاتحاد، لا تتسع الملاعب لجمهوره مهما كبرت وتطور، لكن الاتحاديين لا يستسلمون، وشح التذاكر لا يعيقهم عن الحضور. هكذا هو تاريخهم، وهذه هي عاداتهم، وهذا هو أسلوبهم في التشجيع و الانتماء، لذلك صمدوا في وجه كل الانكسارات، كما صمدت أنت تماماً في السنوات الماضية، وها أنت اليوم تعلتي المجد رغم صغر سنك وإيمانك بأن الاتحاد تاريخ، والتاريخ لا يموت ولا يحتضر ولا يتوج ببقلاوة. عماد الحمراني - جدة