المتأمل في وضع المملكة العربية السعودية اليوم يجدها -ولله الحمد- ذات حضور كبير على المستوى الدولي في العديد من النطاقات والصعد، ولعل آخرها مشاركة رائدي الفضاء السعوديين ريانة برناوي وعلي القرني في رحلة شركة "أكسيوم سبيس" (Axiom Space) الأميركية التجارية للمحطة الفضائية الدولية من مركز كينيدي للفضاء التابع لوكالة الفضاء والطيران الأميركية (ناسا)، وما تلاه من افتتاح مسار الابتعاث للفضاء ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي، وهذا كله يأتي مصداقاً لما سبق وأن كتبته عبر هذه الزاوية عن "عصر النهضة السعودي" والذي تمر به المملكة. لقد قادت رؤية المملكة 2030 إلى جعل المملكة قبلة ليس فقط للمسلمين الراغبين الحج والعمرة، بل لكل إنسان يبحث عن مستقبل أفضل، فالمملكة اليوم هي أرض الطموحات، والآمال، والأحلام دون تمييز، في عام 1934م، يقول كنث وليمز في كتابه (ابن سعود: سيد نجد وملك الحجاز) ومشيداً بإنجازات المؤسس -رحمه الله- في مجال توفير الأمن والسلام: "أجل، لا يمكن للعاهل العربي أن يتباهى ببلاده من الناحية المادية، فهي ليست "أرض الموعد" ولكن يحق له أن يتباهى بأنه الرجل الوحيد الذي في إمكانه أن يجلب السلام الدائم إلى مملكته القاحلة، التي لا تفيض لبناً وعسلاً فحسب، بل لا تفيض حتى بالماء". ولكن ماذا لو قدر لهذا الكاتب أن يخرج من قبره اليوم ليشاهد عصر النهضة السعودي الذي وبلا شك قد تم تشييده على ما قدمه الملك عبدالعزيز؟ كأني به حينها يقول: "حق لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- أن يتباهوا بأنهما القادران على جلب السلام ليس لمملكتهما فقط، بل وللعالم أجمع، وكذلك حق لهما أن يتباها ببلادهما من الناحية المادية، هذه البلاد التي أصبحت "أرض الموعد" التي تفيض لبناً وعسلاً على مستوى العالم".