قال سكان إنه سمع دوي مدفعية في مناطق بالعاصمة السودانية، كما تتجول مركبات مدرعة في دوريات وتحلق طائرات حربية في سماء الخرطوم، مما يهدد اتفاقا لوقف إطلاق النار لمدة أسبوع، كان يمثل الأمل الأكبر حتى الآن، في توقف طرفي الصراع عن القتال. وقال سكان آخرون، إن الخرطوم شهدت أجواء هادئة نسبية في وقت مبكر من صباح أمس، غداة بدء سريان وقف إطلاق النار الخاضع لمراقبة من المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، والذي يهدف للسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية. وبعد خمسة أسابيع من المعارك الضارية بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، اتفق الجانبان يوم السبت على هدنة تستمر سبعة أيام، بدءا من الساعة 9:45 مساء بالتوقيت المحلي، يوم الاثنين بهدف تسهيل وصول المساعدات. وزاد اتفاق وقف إطلاق النار الآمال، في استراحة من الحرب التي تسببت في نزوح ما يقرب من 1.1 مليون شخص من ديارهم، من بينهم أكثر من 250 ألف فروا إلى دول مجاورة، وتهدد بزعزعة الاستقرار في منطقة مضطربة بالفعل. وقال عاطف صلاح الدين (42 عاما)، وهو من سكان الخرطوم "أملنا الوحيد أن تنجح الهدنة، حتى نتمكن من العودة إلى حياتنا الطبيعية والشعور بالأمان والعودة إلى العمل مرة أخرى". وبالرغم من استمرار القتال خلال سريان فترات سابقة، لوقف إطلاق النار، فإن هذا هو أول وقف لإطلاق النار يأتي بناء على اتفاق رسمي بين الجانبين بعد إجراء مفاوضات. ويشمل الاتفاق آلية مراقبة يشارك فيها الجيش وقوات الدعم السريع، بالإضافة إلى ممثلين عن المملكة والولايات المتحدة، اللتين توسطتا في الاتفاق بعد محادثات في جدة. وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، إن آلية المراقبة ستكون "عن بعد"، دون أن يقدم أي تفاصيل. وأضاف في رسالة عبر مقطع فيديو "إذا تم انتهاك وقف إطلاق النار، سنعرف، وسنحاسب المنتهكين من خلال عقوباتنا، وأدوات أخرى تحت تصرفنا". كما قال "محادثات جدة كانت تركز على نطاق محدد. إنهاء العنف وتقديم المساعدة للشعب السوداني. الحل الدائم لهذا الصراع سيتطلب ما هو أكثر بكثير". وقبل قليل من سريان وقف إطلاق النار، بثت قوات الدعم السريع رسالة صوتية من قائدها الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، شكر فيها المملكة والولايات المتحدة، لكنه حث رجاله على الصمود. وقال "لن نتراجع إلا بإنهاء هذا الانقلاب ومحاكمة كل من أجرم في حق الشعب السوداني، والعودة إلى المسار الديمقراطي". وتبادل الجانبان الاتهامات بمحاولة الاستيلاء على السلطة في بداية الصراع في 15 أبريل. وحذر فولكر بيرتيس مبعوث الأممالمتحدة إلى السودان أمس، من تزايد "الطابع العرقي" للصراع العسكري ومن تداعياته المحتملة على دول الجوار. وقال بيرتيس في إفادة بمجلس الأمن الدولي "الطابع العرقي المتزايد للصراع يهدد بإغراق البلاد في صراع طويل الأمد وبامتداد تداعياته إلى المنطقة".