منذ اللحظات الأولى لتأسيس هذا الوطن الشامخ على يد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – ويد الخير والعطاء والبذل تصل إلى جميع المحتاجين حول العالم دون استثناء، فبلادنا ولله الحمد تعد من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية، وفي مد يد العون ومساعدة المحتاجين في معظم دول العالم، حيث أرسى مؤسسها قواعد العمل الإنساني في المملكة في وقت كانت فيه محدودة الإمكانات، وفي ظل احتياجات ضخمة لتأسيس قواعد الدولة، وكانت أولى المساعدات الإنسانية السعودية في عام 1370ه - 1950م حين تعرضت «البنجاب» لفيضانات مدمرة، فكانت المملكة في موقع الحدث تبذل وتواسي وتساعد ضحايا الكارثة، وفي عام 1371ه - 1952م شيدت المملكة مدرسة كبيرة في القدس تتسع ل 500 طالب يتلقون رعاية كاملة من غذاء وعلاج وتعليم وملبس ومأوى، ورصد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - لها 100 ألف دولار سنوياً، كما أنشأت مستشفى حديثاً يقدم العلاج والدواء بلا مقابل، ويسجل التاريخ للملك عبدالعزيز مواقفه الراسخة في دعم وتعزيز التضامن العربي والحرص على وحدة الصف ونبذ الخلافات والدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس الشريف، وجرى إنشاء الصندوق السعودي للتنمية لحفز النمو الاقتصادي في الدول النامية. وتلا ذلك التوسع في البذل والعطاء في العهود التي تلت عهد المؤسس الراحل حيث قام أبناؤه الملوك البررة من بعده بالسير على منهجه واستمر العطاء والبذل بسخاء وصولاً إلى عهد الخير والرخاء والنماء عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – حيث تبوأت المملكة في عهده المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم - طبقاً لإحصاءات منظمة الأممالمتحدة -، وتجاوز إجمالي ما أنفقته الدولة على برامج المساعدات الإنسانية خلال الأربعة عقود الماضية مبلغ 115 مليار دولار، استفاد منها أكثر من 90 دولة في العالم. تاريخ حافل وتعد المملكة من الدول الرائدة في الأعمال الإنسانية والإغاثية والتنموية في مختلف دول العالم، حيث دأبت على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها، جراء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت أولوية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد، وبحكم مكانة المملكة الإسلامية فقد كانت خدمة الإسلام والمسلمين في جميع أقطار العالم في أعلى درجات سلم أولوياتها، وبذلت بسخاء جميع أنواع الدعم الذي استفادت منه جميع الدول العربية والإسلامية، وقامت بإنشاء المساجد ودور العلم، وتزويدها بملايين النسخ من المصحف الشريف، والمراجع ذات العلاقة بتبصير المسلم بأمور دينه ودنياه، بما يضمن عيشه بسلام وفعالية لمجتمعه، وقد امتدت يد العطاء منذ عهد المؤسس الراحل الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه – حيث غمر بعطفه المنكوبين في شتى بقاع الأرض وذلك بمواساتهم وتخفيف وطأة الفقر عليهم وذلك بتخصيص جزء من المال للمساهمة في ذلك، ولا تزال بلادنا ولله الحمد تضطلع بدور ريادي في العمل الإنساني من خلال مساعداتها التي تقدمها في كل عام لكل من يحتاج الدعم والمساعدة أينما كان. صندوق التنمية وجاء تأسيس الصندوق السعودي للتنمية بموجب مرسوم ملكي برأس مال قدره عشرة ملايين ريال سعودي مقدمة من حكومة المملكة العربية السعودية، وتضاعف على ثلاث مراحل ليصبح واحدًا وثلاثين مليار ريال سعودي، من أجل الإسهام في مساعدة الدول النامية من خلال الإقراض لمواجهة صعوبات الحياة، ويعد الصندوق القناة الرئيسية التي تقدم من خلالها حكومة المملكة مساعداتها الإنمائية، وتتميز قروض الصندوق بارتفاع عنصر المنحة وبأنها غير مشروطة، كما أنها مركزة على قطاع البنية الأساسية كالصحة والتعليم ومياه الشرب والإسكان والطرق والزراعة، وذلك لأهمية تلك القطاعات في رفع مستوى معيشة البلدان النامية، ومنذ أن بدأ الصندوق نشاطه وحتى الآن أسهم في تمويل 582 مشروعًا و27 برنامجًا تنمويًا في 82 دولة نامية تتوزع ما بين قارتي أفريقيا وآسيا ومناطق أخرى بمبلغ إجمالي تجاوز 51 مليار ريال، خصص الصندوق منها حوالي 27 مليار من إجمالي مساعداته لتمويل 359 مشروعًا وبرنامجًا إنمائيًا في 45 دولة أفريقية وأكثر من 23 مليار ريال لتمويل 232 مشروعًا وبرنامجًا تنمويًا في 29 دولة في آسيا، و18 مشروعًا في مناطق أخرى من العالم بأكثر من مليار ريال، ولم يقتصر دور الصندوق على تقديم القروض لمساعدة الدول النامية على تحسين مستوى معيشة شعوبها بل أسهم في تنفيذ المنح المقدمة من حكومة خادم الحرمين الشريفين لدعم الدول الفقيرة لمواجهة الظروف الطبيعية الطارئة، حيث نفذ الصندوق برنامج المملكة لحفر الآبار في أفريقيا لمساعدة دول الساحل الإفريقي لمواجهة الجفاف، وقد نفذ البرنامج على خمس مراحل بأكثر من 330 مليون دولار أسهمت في حفر أكثر من 6300 بئر في 12 دولة إفريقية ليوفر مياه الشرب لأكثر من ثلاثة ملايين مواطن إفريقي يعانون من الجفاف وقلة المياه، ويواصل الصندوق السعودي للتنمية من منطلق ترجمته لتوجهات خادم الحرمين الشريفين وحرصًا منه على مساعدة الدول الفقيرة لتحسين المعيشة بها ومكافحة الفقر فيها، في دعم الجهود الدولية لمساعدة الدول النامية مباشرة أو عن طريق مؤسسات التنمية الدولية أو الإقليمية تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة. مركز الملك سلمان واستشعارا لدور المملكة الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المنكوبة في شتى أنحاء العالم، ولأهمية هذا الدور المؤثر في رفع المعاناة عن الإنسان ليعيش حياة كريمة، بادرت المملكة بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في العاصمة الرياض، الذي سيدفع بعملها الإنساني العالمي لمزيد من العطاء والبذل، وفق أسلوبٍ تنظيمي يضمن دقة وصول المساعدات لمستحقيها، ويعتبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مركز مخصص للأعمال الإغاثية والإنسانية الدولية، وقد تم تأسيسه في 27 رجب 1436 ه بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز –حفظه الله-، ويقوم المركز بعملية التنسيق مع المنظمات والهيئات العالمية بهدف تقديم المساعدات للمحتاجين في العالم، وقد نفذ المركز عددا من البرامج والمبادرات الإنسانية بهدف إيصال المساعدات الإغاثية للمستفيدين منها في العالم ، واستفادت أكثر من 37 دولة حول العالم من المساعدات الإنسانية والإغاثية والإنمائية التي يقدمها المركز بالتعاون مع عدد من الشركاء الدوليين والإقليميين. ريادة عالمية وتعد المملكة العربية السعودية الأولى عالميًا في نسبة الإنمائية الرسمية، وتبلغ نسبة المساعدات 1.9 من دخلها الوطني، كما احتلت المركز الرابع عالميًا بين الدول المانحة لتصدرها دول العالم باستضافتها لثلاثة ملايين لاجئ، فيما بلغت قيمة المساعدات التي تقدمها للاجئين 139 مليار دولار خلال أربعة عقود، أما عن الأزمة السورية، فقد قدمت للاجئين السوريين في الدول المحيطة أكثر من 800 مليون دولار، إضافة إلى المساعدات التي تطوع بتقديمها المواطنون السعوديون في مناسبات عدة، كما تتصدر قائمة الدول المستقبلة للاجئي اليمن بإيوائها ما يقارب 58% من عدد اللاجئين اليمنيين حول العالم، واستمراراً لتقديم المملكة الدعم لكل المحتاجين، واستجابة للنداء العاجل الذي أطلقته منظمة الصحة العالمية لجميع الدول والرامي إلى تكثيف الجهود من أجل اتخاذ إجراءات عالمية لمحاربة انتشار فيروس كورونا، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتقديم دعم مالي مقداره عشرة ملايين دولار أمريكي لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) ، كما وصلت إلى مدينة ووهان الصينية مؤخراً دفعة جديدة من المساعدات السعودية المقدمة من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تشتمل على 60 جهازًا للأشعة الصوتية، و30 جهاز تنفس صناعي، و89 جهازًا لصدمات القلب، و200 مضخة حقن وريدية ، و277 جهازًا لمراقبة المرضى، و500 مضخة محاليل وريدية، وكذلك ثلاث أجهزة لغسيل الكلى، وكان مركز الملك سلمان للإغاثة قد قام بتسليم دفعات سابقة الشهر الماضي، كما سيتم إرسال المزيد من الدفعات الإضافية في الأسابيع المقبلة، وتأتي هذه المساعدات إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان –حفظه الله- بتقديم مساعدات عاجلة لجمهورية الصين الشعبية بما يسهم في تجاوز آثار فيروس كورونا المستجد، كما أن المركز وقّع ستة عقود لتأمين أجهزة ومستلزمات طبية متنوعة لمكافحة الوباء في جمهورية الصين الشعبية، تأكيدًا للدور الإنساني الريادي للمملكة في رفع المعاناة الإنسانية عن جميع الشعوب المتضررة والمحتاجة في جميع أنحاء العالم. المساعدات السعودية تصل للمحتاجين في كل مكان المملكة لم تقصر مع من تواجهه ظروف صعبة في المعيشة مد يد العون للدول المحتاجة ساهمت المملكة في تخفيف معاناة المتضررين