ألفت المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه كتاباً بعنوان: (شمس العرب تسطع على الغرب)، وقد ساقت فيه الشواهد الكثيرة الداعمة لفكرة كِتابِها. وقد كان لي اهتمام في تتبع جهود المملكة العربية السعودية المتعددة منذ تأسيس هذا الكيان وإلى هذا وقتنا الحاضر من خلال الكتب والرسائل العلمية والتقارير المقروءة والمرئية والأخبار والتغطيات الإعلامية المتنوعة، فأيقنت إيقاناً تماماً بأنه ثمة شمس أخرى تسطع على العالم أجمع، تشهد لها البراهين والحقائق والوقائع المستفيضة، وقلت: شمس إنسانية السعودية تسطع على العالم. لقد امتازت المملكة العربية السعودية منذ تأسيس كيانها على يد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- بالجود وصنائع المعروف وإعانة المحتاج، وكانت السمة الملازمة لإنسانية السعودية منذ تأسيسها وحتى وقتنا المعاصر البذل والعطاء من دون انتظار لجزاء أو ثناء، ومن دون تمييز أو تفرقة في العطاء الإنساني، وهذا هو حقيقة الجود والعطاء الإنساني. إن من غير اليسير حصر إنسانية المملكة العربية السعودية، ذلك أنه لا تجد موضعاً في العالم إلا وقد سطعت عليه إنسانيتها، فهي معروفة بالعطاء ومحبة الخير وتقديم العون بأنواعه وأشكاله، وليس الأمر مقتصراً على العطاء والبذل بأدنى صوره وإنما ثمة مراعاة للإحسان فيه، ونشود للكمال في الجهد المبذول للآخرين النابع من محبة الخير المتجذرة فيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر تجد أنه في كل عام تقوم المملكة العربية السعودية بتذليل الصعوبات والعقبات للقادمين للحج ممن ألمّ بهم المرض في رحلتهم الحج فتسعى بإحسان إلى إكمالهم للحج وهم لم يبدؤوا فيه بعد، فتسير لهم القوافل الصحية، وتهتم بتنسيكهم وتلقينهم التلبية، مراعية الإحسان في المجهودات الإنسانية. ومن الشواهد الحاضرة الدالة على أن شمس إنسانية السعودية تسطع على العالم ما قدمته من مجهودات كبيرة في إجلاء الرعايا من السودان بعد الأزمة التي حدثت، فسخرت الإمكانيات ومدت يد العون الإنساني للرعايا من جنسيات كثيرة دون تمايز أو تفرقة بينهما لا على أساس ديني أو طائفي أو غيره، فحُقّ لنا أن نفخر بهذا الوطن المعطاء.