هذا الكتاب الشهير هو للمستشرقة الألمانية زيغريد هونكه وهو أطروحة نالت بها درجة الدكتوراه في جامعة برلين وقد صدرت الطبعة الأولى منه عام 1964م وطبع بعد ذلك مرات عديدة والطبعة التي بين يدي هي الثامنة، وقد صدرت عام 1993م في بيروت عن داري نشر مشهورتين هما: دار الجيل ودار الآفاق الجديدة ويقع الكتاب في 588 صفحة من القطع فوق المتوسط. وقد لاقى هذا الكتاب ومازال يلاقي اهتماماً شديداً من النقاد والباحثين العالميين، فمنهم من هاجمه وهاجم المؤلفة التي اتهمت بتعصبها للعرب، ومنهم من أنصفها ودافع عنها، وهذا ما جعل كتابها يتصدر قائمة الكتب واسعة الانتشار. والحقيقة أن الدكتورة زيغريد هونكه أحبت العرب وصرفت جل وقتها للدفاع عن قضاياهم والوقوف إلى جانبهم مع زوجها الدكتور شولتزا المستشرق الألماني الكبير الذي اشتهر بصداقته للعرب أيضاً. وقد قامت زيغريد بعدد من الزيارات للبلدان العربية دارسة وفاحصة وقد كان كل ذلك سبباً في نقمة الصهاينة عليها ونقمة بعض الأوروبيين المعادين للعرب لأنها ركزت في كتب أخرى على فضل العرب على الحضارة الغربية. إن هذا الكتاب (شمس العرب تسطع على الغرب) يستحق الاهتمام والقراءة خاصة من قبل الدارسين والمثقفين العرب لأنه شهادة من مستشرقة بحثت في التاريخ العربي وقالت عن المسلمين والعرب كلمة منصفة ربما لم يقل مثلها بعض المؤلفين العرب أنفسهم. وعلى الرغم من أن الكتاب يتضمن عدة كتب أو فصول عن التاريخ والطب والعبقرية عند العرب ويضع مقارنات بين العرب والفرس والغربيين، إلا أن القارئ سيجد فيه الكثير من المعلومات والمتعة والمعرفة. إنه ليس من السهل عليَّ الإشارة إلى كل ما جاء في هذا الكتاب القيم، ولكني أدعو إلى قراءة هذا الكتاب كل من يعتز بتاريخ العرب قديماً وحديثاً فقد كان لأمتنا العربية تاريخ وحضارة اعترف بها المستشرقون الغربيون بينما نحن نهمل كل ذلك مع الأسف الشديد!!