حتى والاتحاد متصدر، عشنا معه صدمة خسارة الدوري في لقاء الشباب لأسباب لا مجال لذكرها، لكن بين عشية وضحاها أصبحت الأحلام تسابق الزمن وتختصر المواسم وتتخطى كل التوقعات، فبعد الفوز المثير للجدل على الشباب تحفز المدرج حين شعر أن فريقه يهرب بالصدارة ويتخطى الظروف ويقهر الخصم العنيد بعشرة لاعبين، جاء ذلك بعد أن تنزه في مرمى المنافس الرئيسي ذهاباً وإياباً؛ ليسير بخطى ثابتة ودفاع صلب نحو التتويج. لم تمضِ 72 ساعة على هذه المشاعر حتى انفتحت بوابة الأمل نحو مونديال الأندية بعد أن رفض أوراوا السقوط وخرج متعادلاً مع الهلال الذي خسر مشاركة سالم في الإياب. كل ما سبق يُفتن الاتحاديين، والاتحاد تحديداً حين تقول له البطولات "هيت لك" يهرب منها ليسقط في حفرة الاحتفال المبكر والتقليل من الخصوم، رفض الفوز على الهلال في لقاء الكأس وأعطى الشباب فرصة العودة في لقاء الدوري وعاد للمنافسة من نافذة الخوف لضياع اللقب. حسابياً الاتحاد بحاجة لاثنتي عشرة نقطة لحسم الدوري ضد "التعاون، أبها، الهلال، الباطن، الفيحاء، الطائي"، وصعوبة هذه اللقاءات أنها أمام فرق لا تملك ما تخسر "فمنها من تأكد هبوطه، ومنها من ضمن البقاء، وبينها الهلال الذي يرفض الخسارة مهما كانت الحسابات". إضافة إلى احتمال خسارة العديد من نجوم الفريق بسبب تراكم الكروت "غروهي - با مسعود - كورونادو - العبود - حمدالله"، وإمكانية زيادة عدد المهددين والإرهاق الظاهر على اللاعبين، وعدم وجود بديل جاهز لبامسعود بعد إيقاف زيكو نجم الملاعب. كل هذه الظروف تؤكد أن فتنة الدوري والمونديال قد تعصف بالاتحاد، وأن المهمة اليوم هي أصعب مما نتخيل، لا أقدم نصيحة للجنرال سانتو في هذه السطور فهو يعي ذلك جيداً، وهذا واضح من رفضه للاحتفال وهمسته في إذن مدالله "not yet". لكن النشوة التي تتسرب في نفوس اللاعبين يصعب إخراجهم منها، وهذا تحديداً ما يجعل هناك فرقاً بين لاعب خبير يدرك تفاصيل المنافسة على الدوري ولاعب هاوٍ يحتفل ولا يأمن تحولات كرة القدم. وحتى نلخص كل هذه التفاصيل، فكل لقاء قادم هو عبارة عن ست نقاط، ثلاثة نهرب بها عن المنافسين وثلاثة أخرى نضغط بها عليهم، مما يساهم في فقدانهم للأمل والنقاط، والعكس سيكون حافزاً وباب أمل يفتحه الاتحاديون لخصومهم، ويقتل كل طموحاتهم. وواقعياً الدوري مازال بعيداً عن شارع الصحافة، ولن يخضع لمعقل النمور حتى تنُتزع النقاط في لقاءات ترويض اللقب الغائب منذ سنوات عن النادي العريق. عماد الحمراني