لا حديث يعلو فوق صوت الكلاسيكو الأكبر في الكرة السعودية، فالمنافسة بين الاتحاد والهلال في الدوري تعني الركض لآخر نفَس، حسابياً الدوري اتحادي فهو يحتاج 7 نقاط من 4 جولات أو 3 نقاط بمجرد الفوز على الخصم المباشر بفارق هدفين، لكن تذبذب مستوى الفريقين يجعل التكهنات تزداد غموضاً. لدي قناعة تامة أن هكذا لقاءات هي خاصة باللاعبين بعيداً عن عبقرية مدرب أو تمرس جهاز إداري يحاول تذكير اللاعب الدولي بأهمية لقاء لصدارة دوري محلي. فالفريق الذي يملك غروهي وحجازي وهنريكي وروما وحمدالله وكورونادو والبيشي وبقية اللاعبين المحليين لا ينتظر منك أن توضح له قيمة اللقاء وحجم اللقب المنتظر وشغف الجماهير للعودة لواجهة البطولات. حتى اللاعب المستجد في الفريق لا ينقصه أن يعرف قيمة الهلال الفنية ولا ابتعاد الاتحاد عن تحقيق لقب الدوري منذ 2009 ولا قيمة نادي الاتحاد التاريخية والفنية ولا عراقة مدرجه الذهبي. هذا اللقاء تحديداً هو لقاء اللاعبين الكبار الذي يبحثون عن هكذا لقاءات بغض النظر عن حساباتها الفنية، فالأندية العريقة ترتبط عراقتها بامتلاكها هذه القيمة من اللاعبين. الفريق الذي استطاع أن يحافظ على الصدارة ويسير بخطى ثابتة نحو اللقب بعد غياب حجازي يفترض ألا يتعثر في هكذا لقاء بشرط أن تظهر روحه القتالية وقيمته الفنية التي جعلته جزءا في كتابة هذا المنجز. الاتحاد كنادٍ تاريخي بُنيت أمجاده بأقدام لاعبين ورجال يعشقون هكذا لقاءات وبروحهم القتالية ساهموا في بناء وزيادة جماهيرية هذا النادي وهذا تحديداً ما يجعل اللقاء القادم للرجال فقط. حين يخسر الاتحاد بثلاثة ويعود بخماسية من كوريا فلأنه يملك هذه الشخصية وحين يرفض روما الخسارة ويعود للدفاع في لقاء الفتح فلأنه يملك هذه الشخصية وحين ينقذ كتوري الكرة من حلق المرمى ويرتمي باسم اليامي لتسديدة الأهلي على خط المرمى ويتفوق الاتحاد على الجار بخريش ودغريري مقابل شليه وعبدالغني ويحقق 3 بطولات في 3 أسابيع ويتفوق الاتحاد على الهلال بطلاب الثانوية وفي لقاء آخر بثنائية عبدالمحسن وسعود وبلا جماهير فلأن اللاعبين استشعروا المسؤولية والقيمة التاريخية واستحضروا شخصية وتاريخ وإرث العميد. هذا اللقاء هو لقاء الشخصية والقلوب الميتة والروح القتالية والرغبة في صناعة الإنجاز واستشعار قيمة الكيان العريق. الرغبة في الفوز ولا غيره هي الفاصل في تحقيق لقب هذا الموسم وهي تحديداً ما ننتظره من اللاعبين في الأمتار الأخيرة التي لا يتعثر فيها إلا من كان الإنجاز أكبر من إمكانياته وكان الحظ هو العامل الوحيد الذي جعله يرتدي قميص النادي الأعرق. وعند الحديث عن اتحاد ودوري وهلال وجوهرة فإننا نؤمن أن كل من في النادي يدرك أن هذا اللقاء هو المحطة المحببة لكل منتمٍ للاتحاد، ودورنا كمدرج هو أن نأتي للدعم والاحتفال بهذا اللقب المنتظر، ونترك للبقية البكائيات على روايات حمدالله ومكالمات حامد العاطفية.