تناقلت وسائل الإعلام الرسمية والخاصة في شرق آسيا ودول جنوب شرق آسيا خطوات الأحداث المتسارعة في السودان وإجراءات نقل رعاياها المدنيين والدبلوماسيين الذين أخرجتهم المملكة من منطقة الصراع في السودان تمهيدًا لسفرهم إلى وطنهم، وتنسيقات الرياض مع دول عدّة مثل الهند وباكستان وبنغلاديش وغيرهم، حيث وصل يوم الثلاثاء الماضي إلى ميناء جدة 135 فردًا من الجالية الهندية قادمين من السودان. وقال د.محمد غروي -كاتب وباحث في الشؤون الآسيوية-: مع تصاعد حدة الأزمة السودانية خلال الأيام القليلة الماضية، بدأت العديد من دول العالم عمليات إجلاء رعاياها، وكانت المملكة في مقدمة الدول التي قدمت يد المساعدة في إجلاء رعايا كثير من الدول من خلال الجهود التي قامت بها القوات البحرية الملكية السعودية، بالتعاون مع مختلف فروع القوات المسلحة، وجاءت استجابةً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، حرصاً على الرعايا السعوديين في مختلف دول العالم إلى جانب رعايا الدول الصديقة والشقيقة. ونشرت الصحافة السريلانكية إعلان وزارة خارجية سيرلانكا أن 13 من رعاياها وصلوا إلى المملكة من السودان، فيما أعرب رئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، عن شكره لقيادة المملكة ومصر لمساعدة مواطنيه العالقين في السودان بالعودة إلى بلادهم خلال الأزمة الجارية. وشكر وزير الخارجية الياباني كلاً من المملكة والإمارات على جهودهما في إجلاء 45 من مواطنيه الموجودين بالسودان. وتتعاون العديد من الدول الغربية كذلك مع المملكة في جهود الإجلاء ومن بينها بريطانيا التي وجه قنصلها العام بجدة الشكر لخادم الحرمين الشريفين لمساعدة حكومة المملكة في إجلاء أفراد الجالية البريطانية من السودان. وأشارت بيانات الخارجية الماليزية المتعاقبة التي نشرتها وكالة الأنباء الماليزية إلى الماليزيين الثلاثين الموجودين في مدينة الخرطوم، ورحلة وصولهم إلى ميناء السودان ومن ثم مغادرتهم على متن سفينة تابعة للبحرية السعودية متوجهة إلى جدة، كما أعربت حكومة ماليزيا عن خالص تقديرها لحكومتي المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة لإنجاح عملية الإجلاء. وتناقلت وسائل إعلام آسيا شكر رئيس الوزراء الكمبودي هون سين، حكومة المملكة على استقبال مواطنيه قبل السفر إلى بلدانهم. وكانت تصريحات وزيرة الخارجية الإندونيسية حول إجلاء ما يصل إلى 560 مواطنًا إندونيسيًا من السودان، محط اهتمام إعلام دول الأرخبيل، إذ قالت الوزيرة ريتنو مارسودي: إن إجلاء المواطنين الإندونيسيين من السودان تم على مرحلتين. وفي السياق ذاته صرّح سفير خادم الحرمين الشريفين لدى إندونيسيا فيصل العامودي لوسائل إعلام إندونيسية عن أن الرياض لا تألو جهداً في تقديم المساعدة لكافة الدول الشقيقة والصديقة في عمليات الإجلاء لرعايها من السودان وإلى المملكة، وفي تصريحاته ذكر السفير العامودي أن المملكة ترحب بأي شخص يرغب في مغادرة السودان، وتساعد الجميع في العودة إلى بلدانهم، موضحاً أن مساعدة المملكة لرعايا إندونيسيا في السودان تعكس العلاقات التاريخية المتميزة بين البلدين، حيث منحت السعودية عدد من التسهيلات للإندونيسيين الراغبين في العودة لبلدهم مثل التأشيرة والإقامة المؤقتة. الأمر ذاته أكدته سفارة المملكة لدى ماليزيا في بيان قالت فيه: إن المملكة تبذل قصارى جهدها لوقف إراقة الدماء والعودة إلى مسار الحل السياسي في السودان، وذلك عبر التواصل مع الأطراف المعنية والدول الصديقة والمنظمات الدولية. من ناحية أخرى تنسق الحكومة التايلاندية مع الرياض لإجلاء رعاياها من السودان، إذ ذكرت صحيفة "بانكوك بوست" أن 215 تايلانديًا معظمهم من الطلاب، سيغادرون السودان برًا وبحرًا، متجهين إلى المملكة، وقال المتحدث باسم القوات الجوية التايلاندية: إن عمليات الإجلاء تستخدام طائرات إيرباص إيه 340 وسي -130، وستصل الطائرات إلى جدة وننتظر من تم إجلاؤهم هناك. رفع العلم السعودي من قبل طفل آسيوي