عندما أصدر الفيفاً قراره باعتماد تقنية «VAR» فإنه أراد بذلك القضاء على كثير من الأخطاء التحكيمية البشرية الواضحة والظاهرة، والتي من شأنها تغيير مجرى المباريات وتجيير الفوز بنتيجة اللقاء لصالح فريق على حساب الآخر، وتبقى الأخطاء التقديرية فقط لأنها خاضعة لتقدير الحكم ولن يلام فيها، طالما اتخذ فيها الحكم قراراً تقديرياً يقبل التأويل والإنقسام، لكن ما يحدث هذا الموسم وتحديداً في دوري روشن السعودي، من قِبل الحكام والقائمين على تقنية «VAR» لهو أمر محير للغاية ويبعث على طرح التساؤلات مع عدم توفر الإجابة المقنعة حيال تلك الأخطاء البدائية والفادحة والمتكررة بشكل مثير للجدل، والتي غيرت نتائج كثير من المباريات بشكل مستفز، فمن المفترض أنه في زمن «VAR» انتهى زمن الأعذار فما وجد إلا ليتدارك أخطاء الحكم، ومن لديه ضمير حي يستبعد تلاعب الحكام وتعمدهم ارتكاب تلك الأخطاء ويستعيضها بضعف قدرات الحكام واهتزاز شخصياتهم وعدم كفاءتهم لإدارة دوري قوي ومحترف كدوري «روشن» السعودي الزاخر بالنجوم الدوليين والمصروف عليه مئات الملايين، وهنا أطالب لجنة الحكام بتطوير حكامها ومضاعفة الحصص التدريبية والدورات والمحاضرات والندوات التثقيفية ولما لا! الاستعانة باختصاصيين نفسيين لإعطائهم جرعات في الثقة بالنفس لاتخاذ القرار السليم دون الرضوخ لأي تأثير خارجي مهما كان مصدره، وهذه النقطة تحديداً هي العائق الأكبر لدى الحكم المحلي فهو يستجيب للضغوط الخارجية ويستجيب للصوت الأعلى ويهابه، ومن يدفع ثمن هذا الضعف هي الأندية التي تتعب في البناء وتصرف الأموال الطائلة فتهزمها صافرة طائشة. فالذي يراقب الدوري السعودي سيلاحظ أن حلقته الأضعف وبيته الأوهن هو التحكيم سواء التحكيم السعودي أو حتى الطواقم الأجنبية المختارة لإدارة المباريات، والآن ومع اقتراب مراحل الحسم يجب على الاتحاد السعودي ولجنة الحكام العمل على الاستعانة بطواقم التحكيم الأجنبية وفق آلية محددة وواضحة واختيار الأفضل والأقوى والأجدر. عادل الغازي