كدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية مساء اليوم الجمعة "التزامها بالهدنة حرصا على النواحي الإنسانية وتخفيف المعاناة عن مواطنينا بالعاصمة والولايات". وقال مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية في بيان عبر صفحته على " فيسبوك" مساء اليوم :" على الرغم من موافقة القوات المسلحة على الهدنة التي تسري اعتبارا من اليوم، إلا أننا رصدنا العديد من الانتهاكات التي قام بها المتمردون خلال اليوم". ومساء اليوم، أعلن الجيش السوداني،أول أيام عيد الفطر، الموافقة على هدنة لمدة ثلاثة أيام تبدأ اليوم، بعد ساعات من إعلان قوات "الدعم السريع" موافقتها على هدنة من القتال، الذي أودى بحياة 413 شخصا، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. وأشار البيان إلى " مهاجمة مقر لقوات الدفاع الجوي واستخدام أسلحته لموقعهم بالمصفاة، واحتلال مراكز الشرطة ومنعها عن ممارسة واجباتها اليومية بشكل يومي، والقصف العشوائي لمباني في محيط القيادة العامة". وتابع البيان أن "انتهاكات المتمردين" تشمل " التمركز داخل المناطق المأهولة والمزدحمة بالسكان المدنيين بوسط وجنوب الخرطوم واتخاذهم كدروع بشرية لحماية قواتهم ضد أي رد أو تعامل عسكري، ونهب الأسواق والمنازل وسرقة مقتنيات المواطنين". ومضى قائلا :" والتعدي على مستشفى الساحة التخصصي وطرد المرضى وإجبار الأطقم الطبية على توفير العناية الطبية لمصابيهم أولا بغض النظر عن البروتوكولات الطبية المنظمة لذلك". وأوضح البيان أن "قوات المتمردين تهاجم حاليا بناية عمارة الدهب بالسوق العربي الخرطوم" وتمارس " القصف العشوائي لمحيط مطار الخرطوم والقصر الجمهوري وقصر الضيافة". وقال البيان إن " المتمردين" يقومون "باحتلال مراكز القنص بوضع اليد بغض النظر عن رأي المالكين وإجبار مواطنين على إخلاء منازل أو مواقع بكاملها لاحتلالها لتتمركز بها قواتهم بأحياء شرق النيل ووسط الخرطوم". كما تشمل انتهاكات المتمردين " إقامة نقاط التفتيش العشوائية بتقاطعات الطرق بمناطق داخل العاصمة". وهذه هي ثالث هدنة منذ بدء القتال يوم السبت الماضي وشهدت السابقتان خروقات عديدة واتهامات متبادلة من الطرفين. ومنذ 15 نيسان/أبريل يشهد السودان اشتباكات بين الجيش و"قوات الدعم السريع" في الخرطوم ومدن أخرى، وتبادل الطرفان اتهامات ببدء كل منهما هجوما على مقار تابعة للآخر بالإضافة إلى ادعاءات بالسيطرة على مواقع تخص كلا منهما. من جانبها، أعلنت "قوات الدعم السريع" عبر صفحتها على " فيسبوك" اليوم أنها "بسطت سيطرتها على وسط العاصمة الخرطوم في أول أيام العيد". ونشرت مقطع فيديو تعلن من خلاله أنها "تستولي على سيارات مدرعة وأسلحة ثقيلة من القوات الانقلابية في شارع مدني" بالخرطوم. كما نشرت مقطع فيديو لما قالت إن " أشاوسها يرسلون تهاني عيد الفطر المبارك من داخل مباني هيئة الإذاعة والتلفزيون، ويطمئنون الشعب السوداني بحماية مكتسبات ثورته المجيدة ". ولم يتسن التأكد مما أعلنته قوات الدعم السريع من مصادر مستقلة، ولم يصدر الجيش السوداني نفيا بشأنها حتى تاريخه.