الصناعة تلعب دوراً مهماً في مسار التنمية من الناحية الاقتصادية، ويعتبر القطاع الصناعي من أبرز القطاعات التي تمنح الوطن الإحساس بالطمأنينة والأمان، ولتكون الذراع القوي الذي لا يمكن لويه، وباعتباره وطناً منتجاً، يتصف بالاستقلالية بسواعد أبناء الوطن وتضحياتهم. وقد اتجه وطننا نحو خطوة كبيرة وهائلة في مجال الصناعة لتحقيق رؤية المملكة 2030، إذ أطلق سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- الاستراتيجية الوطنية للصناعة، التي تعتمد على 12 قطاعاً لإحراز التنوع الصناعي، لتكون المملكة كما قال سمو ولي العهد: «لدينا جميع الممكنات للوصول إلى اقتصاد صناعي تنافسي ومستدام، من مواهب شابة طموحة، وموقع جغرافي متميز، وموارد طبيعية غنية، وشركات صناعية وطنية رائدة، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية للصناعة وبالشراكة مع القطاع الخاص ستصبح المملكة قوة صناعية رائدة تسهم في تأمين سلاسل الإمداد العالمية، وتصدر المنتجات عالية التقنية إلى العالم». ولتحقيق ذلك خطت المملكة نحو إنشاء وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وهي خطوة -بلا شك- تؤكد الاعتماد على قطاعي الصناعة والتعدين كرافدين اقتصاديين، وتؤكد مدى اهتمام القيادة بالتغيير الإيجابي وتطوير الصناعة وتوطينها، لتشكل حجر الأساس في تنويع مصادر الدخل، وللوصول إلى الريادة العالمية في مجال صناعة البتروكيماويات. واتجهت المملكة بخططها في مجال الصناعة من الاستهلاك إلى الإنتاج، عبر صناعة طائرات عامودية، وطائرات من دون طيار تصنع في 4 مصانع سعودية، ومصنعين للسيارات الكهربائية تصنع 300 ألف سيارة سنوياً، و8 مصانع للسبائك وتشكيل المعادن، كما ستتم صناعة الأدوية الحيوية واللقاحات في 3 مصانع بالإضافة للصناعات البتروكيماوية المتقدمة والتقنيات الحديثة، كما بدأ العمل على صناعة أول قمر صناعي بالمملكة في عام 2030. ومنذ إطلاق الرؤية السعودية 2030 وحتى نهاية 2022 ارتفع عدد المصانع في المملكة بنسبة 50 %، كما تم إطلاق برنامج الابتعاث للصناعات العسكرية لدعم وتمكين الكوادر للدراسة في أفضل الجامعات العالمية التي تقدم تخصصات تخدم القطاع، هذا التحول الكبير في مفهوم الصناعة في السعودية سيولّد أكثر من مليون وظيفة في 2030، مما سينعكس على رفاهية المواطن السعودي بمحاربة الفقر والبطالة بالعمل. وكما قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية المهندس أسامة بن عبدالعزيز الزامل خلال محاضرة له في المنتدى السنوي لعام 2023 الذي أقامته جامعة اليمامة مؤخراً: «الرهان اليوم على شبابنا وشاباتنا هو رهان كبير ورابح، فهم النسبة الأكبر في هذا البلد، ما يجعلهم القاعدة الأساسية لتحولنا وتغيرنا في كافة المجالات، وتشكل قدراتهم الاستثنائية وطموحهم الدائم للتغيير الإيجابي قوة كبيرة لإنجاح برامج رؤية المملكة». من يعيش على أرض المملكة ومن يتابع خطواتها لن تفاجئه الإنجازات، برؤية قيادته التي طموحها يعانق عنان السماء.