برزت جهود أمانة منطقة الرياض وهي كعادتها في المجال السياحي والذي شاهدناه منذ مدة طويلة، وتمثل ذلك في عدة مناشط سياحية قد تطرقت لها في مقالات سابقة، ومنها: برنامج (كشتة)، وكذلك المناسبات الوطنية المتوالية، مثل: يوم التأسيس ويوم العلم، وما تضمنته هذه المناسبات من فعاليات وأنشطة في محافظات ومدن منطقة الرياض، كل هذه الأحداث المتوالية جاءت بتنظيم رائع وبمعايير تحققت منها الأهداف التي ظهرت نتائجها حسب ما خطط له. الأمر الذي جعل الجميع يتفاعل مع تلك الأحداث، وكان من أهم تلك المهرجانات السياحية مهرجان ملح القصب، الذي فاق جميع التوقعات من جميع النواحي سواء كان في حجم تلك المناسبة أو مدتها أو الحضور الذي فاق أكثر من ستة آلاف أو سبعة آلاف زائر يومياً على مدى أيام المهرجان الذي استمر لعشرة أيام، شهد له القاصي والداني. وليس أدل على ذلك من حضور معالي وزير التجارة ووزير الإعلام المكلف الدكتور ماجد القصبي. كما كان لحضور جميع المسؤولين في محافظة شقراء الأثر الكبير لتنشيط ودعم هذه التظاهرة السياحية الكبيرة . وقد زاد التنوع السياحي ظهورًا في هذه المناسبات، حيث توافد كثير من السياح الأجانب إلى تلك المنطقة بأعداد كبيرة وبشكل يومي نقلوا من خلالها ما شاهدوه عبر أجهزتهم إلى متابعيهم في كل مكان، مما جعل القنوات الفضائية تحضر على الطبيعة لنقل تلك التظاهرة السياحية عبر الشاشات، وكذلك الصحف المقروءة والإلكترونية، وقد حظي هذا الجانب لتغطية واسعة بأدق التفاصيل . إن لسمو أمين منطقة الرياض السبق الأول في هذه التظاهرة الواسعة، وبمتابعة شخصية وحضور ميداني من خلال زيارة سموه إلى محافظة حريملاء مرورًا بالقصب ثم محافظة شقراء، والتي كان لها الأثر الكبير في الدعم المعنوي لجميع العاملين في القطاعات المشاركة في هذا المهرجان المتواصل، والذي أثبت نجاحه بشهادة الكثير من الذين حضروا هذه الأحداث السياحية المرتبطة والمتزامنة مع وقت الربيع والإجازات المطولة للطلاب في جو توافق معه الخير والأمطار والهواء العليل . إن لتجهيز تلك المواقع خلال أيام قليلة لهو مدعاة للفخر بأن هناك رجال يعملون بصدق وإخلاص، وهم من استطاعوا أن يثبتوا للناس جميعاً أن السياحة داخل المملكة لا تحتاج إلى دعاية وترويج أو إعلام سياحي لكنها تحتاج إلى تهيئة الخدمات التي تفوق نظيراتها في الدول الأخرى. فقد ثبت للجميع أن الحراك السياحي ظهرت له نتائج غير متوقعة أقلها الحراك الاقتصادي داخل بلادنا ومن ذلك على سبيل المثال حركة الطرق وزيادة الطاقة الاستيعابية لمحطات الوقود والمساكن التي تكون في تلك المدن والشقق وأماكن التنزه والاستراحات والمطاعم ومشاركة الأسر المنتجة والوظائف المؤقتة لكثير من الشبان والشابات . كما كان لإبراز التراث القديم والمساكن الطينية دور كبير في نقل هذه الصورة إلى الجميع والدخول إلى عمق التاريخ وعراقة بلادنا ومتانتها تاريخيا واقتصاديا . كل هذا التنظيم الذي شاهدناه نتج عنه إبداعات ومشاركات مجتمعية تثبت للجميع أن ابناء الوطن قادرون على بناء تلك المنظومة السياحية بجهود متكاملة ومنظمة. وأعتقد أن أمانة منطقة الرياض سوف تستمر في هذا النهج في كل مناسبة وحدث؛ لخبرتها الطويلة في المشاركات المجتمعية وقدرة المسؤولين فيها على تحمل تلك الأمانة التي حملوها على عاتقهم، فشكرًا لهم، وشكرًا لمن ساهم بماله وجهده ووقته. وفق الله الجميع لكل خير.