جمع مهرجان الأسر المنتجة السادس بمدينة القصب 80 أسرة لعرض ما تتميز به من إبداعات لمنتجات يدوية وأعمال حرفية كصناعة العطور وعمل السلال وسفر الطعام من السعف والخوص وخياطة الملابس والتطريز والرسم عليها إلى جانب التفنن في المأكولات الشعبية والحلويات بطرق تقديم مزجت بين الماضي والحاضر توارثتها الفتيات من خلال الممارسات اليومية والالتحاق بالدورات التدريبية التي يقدمها مركز التنمية النسائية التطوعية التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية بشقراء للنهوض بمستواهن المعيشي ودعم المواهب الشابة والتسويق لها . وشهد المهرجان الذي افتتحته حرم سمو أمير منطقة الرياض سمو الأميرة نورة بنت محمد بن سعود أمس الأول تحت عنوان " كسبي من عمل يدي "، بتنظيم من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقصب في صالة المدرسة الثانوية، حضور عضوات مجلس الشورى الدكتورة هيا المنيع والدكتورة حمدة العنزي وحرم رئيس مجلس لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية الدكتورة مضاوي الشعلان وعدد من الأكاديميات والمهتمات بالعمل الخيري والإنساني. وقامت سموها بقص شريط افتتاح المعرض والتجول بين أركانه والاستماع لمشاركات فتيات وأمهاتهم وجداتهم عن بعض الحرف ومنتجاتهم . بعدها بدئ الحفل الخطابي المعد بهذه المناسبة بآيات من القرآن الكريم ثم نشيد ترحيبي قدمه مجموعة من طالبات المرحلة الابتدائية , ثم ألقت رئيسة اللجنة النسائية التطوعية مشرفة المهرجان منيرة العتيق كلمة استعرضت خلالها الأنشطة والبرامج التي تقدمها اللجنة طوال العام مثل الدورات التدريبية في المجال الأسري ضمن مبادرة "إرشاد" الهادفة إلى تحقيق الاستقرار الأسري وصقل مهاراتهم وتقديم الحلول لمشكلاتهم , والأندية النسائية التي تقدم دورات طوال العام في تصنيع الحلويات وفنون المكياج وفن الديكوباج والكورشيه والخياطة وغيرها حيث تخرج منها هذا العام 212 متدربة , إلى جانب الأنشطة الترفيهية والملتقى الرمضاني واحتفالات العيد , معربة عن شكرها لراعية المهرجان لتشريفها ودعمها لأعمال اللجنة والذي سيكون له الأثر الكبير على منسوبيها . بدورها نوهت منسقة الأقسام النسائية بوكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للتنمية الاجتماعية نورة السبتي،بما تحظى به الوزارة من دعم من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود- رعاه الله – لتحقيق أهدافها الاستراتيجية في خدمة المجتمع وأفراده , مبينة أن لجنة التنمية الاجتماعية المحلية هي أحد روابط العمل التنموي ويبلغ عددها أكثر من 450 لجنة في جميع مناطق المملكة وتضم كل لجنة أنشطة وبرامج متنوعة للرجال والسيدات والأطفال . وأشارت إلى أن برنامج الأسر المنتجة يهدف إلى تعزيز أهمية العمل اليدوي والمحافظة على المهارات الحرفية التراثية و دفع عجلة التنمية الاقتصادية للوطن, متمنية للجميع التوفيق. بعدها شاهد الحضور عرضا مرئيا عن أنشطة وبرامج اللجنة الاجتماعية النسائية السنوية بالقصب ومنها : ملتقى ربيع القصب , الملتقى الرمضاني , ملتقى الديوانية, ملتقى الطفولة الثقافي, مهرجان الأسر المنتجة, الملتقى الصيفي,مهرجان الألوان, مهرجان العيد. ثم قامت راعية المهرجان بتقديم شهادات الشكر والدروع لمنسوبات لجنة التنمية الاجتماعية والمنظمات للمهرجان والرعاة والإعلاميات تكريما لهن ، فيما تسلمت سموها درعًا تذكاريًا من اللجنة لرعايتها للمهرجان . بعد ذلك قامت سموها والحضور بجولة تعريفية بالقصب شملت المنازل التراثية "الديرة القديمة" والمملحة ومصنع الملح والقصور القديمة وسوق العبيدي الذي يعد السوق المركزي لعرض ما يجلب من خارج البلدة من بضائع أو بيع الخضراوات والفواكه لأهالي المزارع أو التركات التي يأمر القاضي بالإعلان عنها على هيئة مزادات مثل البيوت والمزارع . وقالت سمو الأميرة نورة بنت محمد في تصريح لواس إن ما شاهدته في القصب من عمل متكامل للأسر المنتجة يبعث على التفاؤل نحو مجتمع اقتصادي مثالي ومنتج في مختلف مواقعه خاصة مشاركة الفتيات في المعرض الذي يدل على تحقيق ذاتهن بأعمال مزجت الماضي بالحاضر منها اليدوي والحرفي وكذلك في مجال الطهي وإبداعات متجددة وهو تنوع مفيد وننشده دوما ونحفز عليه في جهاتنا الخاصة والعامة , مضيفة أن الزائر للمهرجان يلحظ في القصب حب الإنسان لأرضه وارتباطه فيها وبالتالي حبه لوطنه والسعي للإنتاجية والإيجابية والمشاركة والمساهمة في هذه الأعمال".وأشارت إلى صدور قرار مؤخرا بإنشاء لجنة نسائية من إمارة الرياض للعمل في المحافظات التابعة ن أجل حراك اجتماعي نسائي يعي بالأسرة ويعمل لشراكات مستقبلية بين المتطوعات والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني،مفيدة أن اللجنة في طور بناء هيكلتها التنظيمية . وأثنت سموها على تفاعل أهالي القصب في هذا العمل وكذلك لجنة التنمية الاجتماعية الذي يرأسها الدكتور عثمان المنيع على تنظيم هذه الفعالية السنوية الهادف لتعزيز ثقة الأسر المنتجة بنفسها وتحقيق ذاتها وإيجاد مصدر دخل لها وإبراز دور المرأة السعودية في التنمية . بدورها عدت عضو مجلس الشورى الدكتورة هيا المنيع المهرجان فرصة سنوية يعزز من ثقافة الإنتاج ويحقق للمرأة استقلاليتها الاقتصادية ودورها التنموي خاصة وأن بينهن الأرملة أو المطلقة أو التي تريد مساندة أسرتها والارتقاء بها , متمنية رؤيتهن وخاصة الفتيات وقد ارتقين بعملهن إلى مستوى المشاريع الصغيرة التي تسهم في توظيف نساء أخريات لتنطلق المرأة من مربع الاستهلاك إلى مواقع الإنتاج . يذكر أن القصب تقع في الجهة الشمالية الغربية من العاصمة الرياض وهي إحدى مراكز محافظة شقراء وتسمى بمدينة الذهب الأبيض لاشتهارها منذ القدم بإنتاج الملح وتسويقه إلى المدن حيث تغطي تقريبا ثلث احتياج المملكة .