حين تبحث عن أسماء أعضاء لجنة المسابقات في موقع الاتحاد السعودي ستصادف أسماء لم تعد موجودة في مناصبها، ومع ذلك مازالت موجودة في الموقع الرسمي، وقد يعود ذلك بسبب انشغال القائمين على الموقع بفوازير رمضان على حساب تحديث قائمة الأسماء؟ حقيقة لا تهم أسماء هذه اللجنة لأي متابع رياضي بقدر ما يهم حجم العمل الذي يقدمونه، وحين نجد أن العمل المقدم لا يراعي ظروف المجتمع وتفاصيل المدن ومواقع الملاعب وطبيعة التنافس، فهنا نطرح السؤال الأهم: هل يعيش أعضاء اللجنة بيننا ويفهمون طبيعة الجماهير وينتمون للمجال الرياضي، أم أنهم يعملون في هذا المجال بنظام الإعارة ولملء المناصب الشاغرة؟! التسويق الرياضي اليوم جزء لا يتجزأ من صناعة الرياضة، والجماهير هي رأس مال اللعبة التي يبحث عنه الجميع ويقيسون نجاح البطولات بأعداد حضورهم، وهذا يعني أن مدرجاً كمدرج الاتحاد يعد «ترمومتر» اللجان وتسهيل العقبات لحضور جماهيره تحديداً وبقية جماهير الأندية عامة هو من واجب هذه اللجان لما يعكسه من قيمة تسويقية عالية تتسابق القنوات الفضائية على تغطيتها ونقل الأخبار عنها. وفي أي بطولة رياضية، يجب أن يتلاءم جدول هذه البطولة مع مجتمعها الرياضي والذي يختلف من مدينة لأخرى، وخاصة في وطن مترامي الأطراف تختلف فيه المدن بين صغرى يسهل الوصول لملاعبها، وكبرى عكس ذلك، إضافة إلى تفاوت أوقات الصلوات التي يجب ألا يتم تجاهلها أثناء تحديد أوقات بدء اللقاءات، ورحلات الطيران التي يجب مراعاتها في كثير من المدن النائية. جدول الدوري ليس مجرد كلمات متقاطعة يتم نثر أسماء الفرق فيه وتوحيد توقيت أغلب اللقاءات دون الأخذ بعين الاعتبار ظروف وقيمة الأندية ومدن المباريات، هذا التجاهل انعكس على جدولة الدوري وتسبب في تقليل الحضور الجماهيري وبدء الكثير من اللقاءات بأعداد جماهير ضعيفة. في الجولة الثانية مثلاً بدأت اللقاءات في التاسعة مساء في كل من مدينتي الرياضوجدة، وفي يومين يسبقان يوماً دراسياً «الأربعاء والسبت»، وكان توقيت أذان العشاء في الرياض 7:43، و في جدة 8:11، أي أن اللقاء يبدأ بعد الأذان في الرياض بساعة وربع، وفي جدة ب 50 د، وينتهي اللقاء الساعة 11م تقريباً، وقد يستغرق وصول الكثير إلى منازلهم بين 30 دقيقة إلى ساعة في ليلة يوم دراسي؟! كان بالإمكان لمثل هذين اللقاءين أن يتم تقديمهما بما يتناسب مع ظروف كل مدينة، بأن تبدأ اللقاءات في كل مدينة من مدن المملكة بعد الأذان ب10-15 دقيقة، هذا يعني أن يبدأ لقاء الرياض الثامنة مساءً وفي جدة 8:25، ولاحظ هنا كم من الوقت تم توفيره لمجرد هذا التغيير البسيط. في الجولة 14 مثلاً بدأ لقاء مدينة جدة الساعة السادسة مساءً، متوافقاً مع أذان المغرب مما أخر دخول الجماهير وهو الوقت نفسه للقاء مدينة الأحساء «بعد أذان المغرب ب45 دقيقة!». في 14 رمضان لعب أصحاب المراكز الثلاث الأولى في نفس اليوم والتوقيت، وهذا بحد ذاته خطأ كبير، حيث حُرم المشاهد من متابعة اللقاءات، ولا أعلم ما المانع من توزيع هذه اللقاءات بين يومي 14-15 رمضان. فقد لعب الهلال والفيحاء في الرياض، النصر والعدالة في الاحساء، الاتحاد وضمك في جدة في تمام الساعة 10 التي تعتبر مناسبة في الأحساءوالرياض لانتهاء صلاة التراويح، لكنها في جدة تصادف نهاية الصلاة مباشرة وهذا ما صعب وصول الجماهير التي حضرت بعد بداية لقاء الاتحاد وضمك وتأجل رسم تيفو المدرج الرمضاني للشوط الثاني. مثل هذه التفاصيل الصغيرة تؤثر على حضور الجماهير الرياضية التي لا تساوم في حضورها على حساب شعائرها الدينية، وتهتم بنهاية اللقاءات مبكراً في وسط الأسبوع مراعاة لظروف الطلاب، ويهمها أن تشاهد لقاءات فرق الدوري المتنافسة، ووجودها في يوم واحد يزعج المتابعين، كما أن الأندية التي تلعب خارج أرضها يهمها نهاية اللقاءات مبكراً حتى تتمكن من اللحاق بأقرب رحلات العودة. مثل هذه الأخطاء تتعارض مع جهود وزارة الرياضة التي تعمل على تهيئة الأجواء المناسبة لحضور الجماهير، وتجبر إدارات الأندية على تنظيم فعاليات قبل كل لقاء، وتربط هذا التنظيمات بتقييم العمل الإداري في الأندية وبناءً على جودة هذا العمل يتم الدعم المالي. لكن جهودها تصطدم بعشوائية اللجان وغياب تقييم العمل واستمرار تجاهل الجماهير كقيمة قادرة على رفع أسهم الدوري وتحسين دخل الأندية وتقديم نفسها كمنتج يستحق التسويق والاستثمار بشكل يليق به. عماد الحمراني