استمراراً لخطوات التطوير في تاريخ رئاسة شؤون الحرمين تم تدشين أكبر خطة تشغيلية لموسم شهر رمضان المبارك، والتي بدأت بوادرها الحقيقية ونتائجها الفعلية بالظهور في العشر الأوائل من الشهر المبارك، وتم رصد النتائج بنجاح على الرغم من زيادة أعداد المعتمرين والزوار التي شهدها الحرمان الشريفان. هذا النجاح انطلق من استراتيجية متزامنة مع كامل الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، تلك الخطة التشغيلية هي نتاج عمل ورصد لأداء عالٍ ومهارات إنسانية وتقنية فاعلة إلى جانب إعداد رؤية استراتيجية تتضمن تنوعاً في الخبرات التي كانت نتاج تراكمات لسنوات عمل طويلة في الحرمين الشريفين مع التخطيط والدراسات المستمرة لتحسين وتقديم خدمات مميزة شهد بها العالم الإسلامي أجمع، وشكلت قفزات نوعية للخدمات من خلال تفعيل أحدث التقنيات وإدخال آليات الذكاء الاصطناعي المتطورة وتسخير للروبوتات الذكية والتطبيقات الإلكترونية التي مكنت قاصدي بيت الله الحرام أداء مناسك العمرة والزيارة بكل طمأنينة ويسر وفي أجواء إيمانية خاصة. الرئاسة من خلال خدماتها المتنوعة التي تقدمها للمصلين من المعتمرين والزوار دأبت على تنظيم حركة دخولهم وخروجهم من وإلى الحرمين الشريفين، مع توفير عربات لذوي الاحتياجات الخاصة، واستدعاء الإسعاف في الحالات الطارئة، وغيرها من الخدمات التي تُعين المصلين وتسهل عليهم أداء عباداتهم بكلّ يُسرٍ وسهولة، كما كثفت عمليات التطهير والتعقيم للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف ومصليّاتهما وساحاتهما على مدار الساعة، بالإضافة إلى خدمات التطوع والإرشاد الديني والمكاني. إن منظومة الخدمات المتكاملة ساهمت في إثراء تجربة ضيوف الرحمن وتعميق الأثر في نفوسهم، منذ قدومهم لأداء النسك في ساحات المسجد الحرام وحتى صحن المطاف، حيث تتوافر أمام المعتمرين كامل الخدمات التي تسهم في تيسير أداء المناسك، وترتكز على مرتكزات أهمها أن ضيف الرحمن يحظى بتجربة حافلة بالمحطات الإثرائية، عبر تطبيق أعلى معايير الجودة، بالإضافة إلى المراقبة والحوكمة، حيث إن الرئاسة رفعت كادرها البشري إلى قرابة 12 ألف موظف وعامل من المؤهلين، وأتاحت 8 آلاف فرصة تطوعية في 10 مجالات، وتحقيق أكثر من 200 ألف ساعة تطوعية خلال شهر رمضان المبارك، ليكون التطوع في الحرمين الشريفين من أكثر البيئات التطوعية المنظمة في العالم.