أنا بكيت الحي يا باكي الميت ليته مع الأموات راح ونسيته الشاعرة الأردنية فاتن البريدي.. تبوح بأصدق العواطف بأسلوبها المشوّق.. تكتب عن المُعانة وظروف الحياة القاسية.. نجد في شِعرها عذوبة.. جمال.. فهي شاعرة تنثر أحلى المفردات.. أجمل الحروف.. نعيش العمر ونمر بكثير ظروف ولا نحسب حساب الضيق والشدّة «الرياض» التقت الشاعرة فاتن وتحدثت عن رسالة الشِّعر، وعن تجربتها في مسابقة «شاعر المليون» والكثير من خلال مشوارها الشعري الذي وصل منتصف الطريق. * ما الرسالة التي تودين أن توصليها من خلال الشِّعر؟ * رسالتي في الشعر يبدو أصبحت واضحة وهي التعبير عن كل ما يدور في حياة المرأة من عواطف ومواقف وظروف، وأحاول دائما المساعدة في إبراز دورها في المجتمع، وتحديد مكانتها وقيمتها، فالعصور السابقة كانت تميز النساء وتحترم وجودهن.. فالمرأة العربية لها دور كبير في الشِّعر ومدى تطوره والنقد أحياناً ونستذكر هنا: الخنساء، ولادة بنت المستكفي.. حفصة الركونية وشاعرات من فترة ليست بعيده مثل: بخوت المرية ونورة الحوشان والشاعرة عوشة السويدي وهن أجمل من قال الشِّعر النبطي الذي نبع من شعورهن الحقيقي الفطري ولم يكن في تصنع هن ممن وضعن بصمة في تاريخ المرأة الشاعرة، ويجب علينا أن نستمر في هذه المسيرة المميزة، وبالنسبة لي أتمنى أن أقدم المزيد من القصائد التي تعبر عما في داخلنا بشكل فطري وسهل وحقيقي. * وجودك في الساحة الشِّعرية الآن هل للحظ دور في ذلك؟ وماذا تطمحين إليه؟ * الحمد لله صحيح أن ظهوري جديد في الساحة لكن أوشكت على الوصول لمنتصف الطريق، وهذه اعتبرها مسألة إصرار وعزيمة وليست حظ أبداً، وعموماً الطموح لا يتوقف عند مرحلة معينة، ومن الأكيد أن يبقى الطموح مستمرا طالما نرى تطورا وإنجازا وتقدما في الكتابة، والطموح يكبر أيضاً حين نرى الإعجاب من الشعراء والمتذوقين، والداعمين هم من يعطونا حافز لأننا نطمح أكثر وحتى لو وصلنا إلى ما نريد. * كيف تنظرين الآن لساحة الشِّعر في عصر التطور والانفتاح؟ * من الأكيد ساحة جميلة جداً وثرية بالنضوج الشِّعري ومليئة بالشعراء المختلفين كل منهم له اتجاه معين يسير عليه والتطور والانفتاح طبعاً ساعد في سرعة انتشار قصائدهم ووصولها إلى أكبر عدد من الناس، وهنا أتحدث عن الشعراء والشاعرات الذين يصيبون الهدف في قصائدهم، ويبهروننا في طرحهم المميز ومواضيعهم الملفتة للانتباه، ويتضح لنا الشاعر المميز من أول بيت له أن جذبنا نكمل معه وإن لم يجذبنا البيت تركناه، وأحب أن أذكر أن الساحة الأردنية التي تحمل الكثير من الشعراء المميزين الذين يتسمون بالنضج والقوة، الأغلب تميزوا من خلال البرامج والمهرجانات في قوتهم الشِّعرية وأبهروا المستمعين في أبياتهم ومفرداتهم وأفكارهم القوية. * حدثينا عن أمسيتك الشِّعرية الأخيرة في مهرجان الشارقة للشِّعر النبطي (17)؟ * طبعاً دائماً وفي أي مكان نقدم الشكر الجزيل للشيخ سلطان القاسمي حاكم الشارقة على هذا المهرجان المميز ولا نوفيه حقه أبداً بكلمات الشكر، ونشكر إدارة المهرجان الممثلة بالشاعر الإعلامي بطي المظلوم والشاعرة المميزة علياء العامري والأخوة الذين رأينا كل الاحترام والتقدير منهم الشعراء عامر الشبلي ومريم النقبي وجمال الشقصي وتعمدت أن اذكر هذه الأسماء لأنهم كانوا معنا في قلوبهم قبل كل شي يقدمون لنا ما نريد في أي وقت ولم نرَ أي تقصير منهم جميعاً. أما بالنسبة لمشاركتي -الحمد لله- كانت جداً ناجحة قدمت ما يليق في هذا المنبر وكانت أمسيتي بحضور الشيخ فيصل القاسمي، ورأيت من الجميع الثناء والرضا والإعجاب. * ما أهم المحطات في مسيرتكِ الشِّعرية؟ دفع حركة الشِّعر؟ * مسابقة "شاعر المليون" كما يعرف الجميع هو بوابة عبور، وكانت أول محطة لي وأول ظهور لي أعطاني الدفعة لإثبات نفسي، وطرح الأجمل من قصائدي وكتابه ما يميزني، وهي تجربه أثرت الجميع من خلال التعارف على الشعراء والشاعرات، والتنافس الجميل وجعلنا نتطور في الكتابة، وهو برنامج محافظ على الشِّعر النبطي، وسيكون له بصمة، في التاريخ العربي لن تنسى. * من مُلهمك في كتابة القصيدة؟ * ثلاثة: الموقف والشعور والفكرة، هم من يحركوا الكتابة في اتجاه أي أحد منهم. * ما القصيدة التي حظيت بالانتشار الواسع من قصائدك؟ * في عدد جميل انتشر، ولكن المميز كانت قصيدة "الخنساء" وقصيده "الشعور" التي انتشرت مؤخراً من خلال مهرجان الشارقة. * ما أجمل بيت من الشِّعر ترددينه باستمرار؟ * بيت لي أول مرة أطرح هذا البيت، وفضلت طرحه من خلال صفحة "الخزامى" أقول: أنا بكيت الحي يا باكي الميت ليته مع الأموات راح ونسيته * من الذي تجدينه ينتصر في شِعرك الحُبّ، الوطن، الألم؟ الألم.. لأنه هو الذي يشمل أغلب القصائد، هو الذي يوجهنا للكتابة، هو شعور أغلب الشعراء يكتبون بسببه ومعروف أن الشِّعر يخرج من رحم المعاناة ويكون أجمل وألذّ لأنه إحساس حقيقي ليس فيه كذب أو خيال أو تصنع، وتجده في جميع مجالات الشِّعر حيث تجد الألم في الفقد والحُبَّ والبعد عن الوطن والغياب وكل شيء. * ما القصيدة التي تحمل بعداً ذاتياً وأبكت الشاعرة "فاتن البريدي"؟ * ثلاثة قصائد :"كثر الكلام" للشاعر مساعد الرشيدي -رحمه الله-، "سلة أوجاعي" للشاعر سليمان المانع، وأبيات لي تقول: والله ان دمعي يسيل وكل ما فيني يموت العذاب اللي لقيته في غيابك هدّني ليتني اقدر أقول الوقت من غيرك يفوت لكن ان جيت اتناساك الحنين يشدّني كم رجيتك في قصيدي وانهدم حيل البيوت من هواجس لا طرتك تجيبني وتردّني آه يا مر الفراق اللي ضجيجه دون صوت لا طلبت الوصل قمت بكل حين تصدّني لا قدرت احصل من الدنيا بقايا من بخوت تجبر الخاطر بدرب الشوق لا من كدّني ولا قدرت أكون في موقف حنيني في ثبوت اقسم إن كلّي غدا لك بل جميعي ضدّني * بصفتك شاعرة متمكنة ما أهم مقومات القصيدة الشِّعرية الناجحة؟ * شكراً لك على جملة "شاعرة متمكنة" وهذه مسؤولية أعاننا الله عليها، ونحن نبقى نتعلم طالما نحيا الكثير يعتقد أنه إن تمكن من الوزن والقافية هو أتقن القصيد، لكن الأصح هو كيفيه بناء القصيدة من أول بيت يجذب الانتباه وكيفيه سلاسة الكلمات وتسلسل الأفكار وترتيبها وتوضيح ما نريد بشكل سهل وكيفية قفلة القصيدة، بحيث يصفق المستمع بشكل عفوي لأنك أبهرته بالنهاية وأوصلت له ما تشعر به وشرط أن نبتعد عن الرمزية لأن الشِّعر يسمعه الجميع وليس فئة محددة وجب أن تطرح أبياتك بشكل سهل وإيصال ما تريده بلا تعقيد. * كلمة أخيرة: * شكراً لجريدة "الرياض" على هذا اللقاء الجميل، شكراً للقائمين على إعداد صفحة ال "الخزامى" والشكر لمحاور هذا اللقاء بكر هذال. سليمان المانع مساعد الرشيدي