قررت السلطات المحلية في ولاية غرب دارفور غربي السودان إرسال تعزيزات أمنية وعسكرية، للسيطرة على تفلتات أمنية جديدة وقعت في بلدة «تندلتي» بعد إعادة مجموعات مسلحة لهجومها على البلدة. ولقي 4 أشخاص مصرعهم، وأصيب العشرات بالولاية، إثر أعمال عُنف جديدة دامية شهدتها مناطق محاذية لدولة تشاد، وتجيء الاشتباكات العنيفة عقب اغتيال مسلحين لرجل أعمال شهير في بلدة تندلتي. وقال مقرر لجنة أمن ولاية غرب دارفور عمار زين العابدين في بيان صحفي، إن اللجنة عقدت اجتماعا طارئاً، وأصدرت قراراً بتحريك قوات مشتركة إلى موقع الأحداث، مؤكدا هدوء الأوضاع بعد انتشار القوات الأمنية. وأعلن عن تعرض اثنين من أفراد القوات المسلحة للإصابة أثناء محاولة القوات الأمنية التصدي لمتفلتين يوم الجمعة الماضي، لكن حالتهما مستقرة. وأوضح أن الأحداث تعود لتعرض تاجر لإطلاق نار داخل منزله بمدينة تندلتي ما أدى لوفاته. وأشار إلى أنه، وأثناء عملية البحث عن الجناة قتل اثنين آخرين في وادي بالقرب من المنطقة، فضلا عن مقتل مواطن رابع بإطلاق نار داخل منطقة تندلتي. ومن جهته أبلغ المدير التنفيذي لمحلية الجنينة خليل حامد دقرشو، أن مجموعات مُتفلتة اعتدت في وقت مبكر، على منطقة "تندلتي" ما أدى لمقتل مواطن وفرت هاربة دون إلقاء القبض عليهم، وأوضح بأن الهجوم جاء رداً على مقتل اثنين من المواطنين بطريقة وحشية والتمثيل بجثتيهما. ونوه إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية فرضت سيطرتها على الأوضاع، عقب انتشارها في عدد من القرى ومطاردتها لمجموعات خارجة عن القانون، كاشفاً عن وصول وفد من الإدارات الأهلية لبلدة "تندلتي" بغرض تهدئة الخواطر والتوسط بين المجموعات المتنازعة. إلى ذلك اتهمت هيئة محامي دارفور مجموعات متفلتة تستغل دراجات نارية والدواب، بتنفيذ هجمات انتقامية طالت عشرات المواطنين ما أدى لحرق عشرات المنازل والمتاجر. وقال نائب رئيس مجلس أمناء الهيئة الصادق علي حسن، إن الهجوم خلف قتيل وهو المساعد طبي عبد الله يعقوب، الذي تعرض لإطلاق نار من المهاجمين. وكشف عن موجة لجوء لأعداد كبيرة من سكان منطقة "تندلتي" إلى مناطق تابعة لدولة تشاد، وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، مع استمرار عمليات النهب والحرق للمحلات التجارية ومنازل المواطنين. وتابع، "هناك معلومات تلقتها الهيئة تُشير إلى أن تجمعات كبيرة لمليشيات قبلية من مناطق مختلفة، وهي ماتزال تُحاصر "تندلتي". وخلال الثلاثة أعوام الماضية شهدت ولاية غرب دارفور، أحداث عنف دامية أدت لمقتل ما يقرب من الألف شخص، وخلفت الأحداث التي تتهم قوات حكومية بالوقوف وراءها وتوفير الحماية لبعض المتفلتين، دمارا واسعا في المنطقة، وسط عمليات حرق للقرى وموجة نزوح واسعة. بدورها أدانت التنسيقية العليا لأبناء الرحل بولاية غرب دارفور، حادثة مقتل اثنين من أبناء القبائل العربية والتمثيل بجثتيهما في منطقة "تندلتي". ودعا بيان صادر عن التنسيقية الأجهزة الأمنية لسرعة القبض على الجناة وتقديمهم للمُحاكمة. وتداول ناشطون فيديوهات صادمة تُظهر مجموعة من السٌكان يعتدون بالضرب بالحجارة والعصي على اثنين من المواطنين، القي عليهم القبض بعد أن لاحقتهم اتهامات بقتل رجل أعمال في تندلتي. وأوضح بيان التنسيقية أن القتلى هم بشير عبد الواحد حمدان وعلي حسين عبود، وتابع "هؤلاء الشباب القي عليهم بالقوة وربطهم من الأعناق، وتعرضوا لأبشع أنواع التعذيب والقتل الوحشي ومن ثم ذهبوا بهم إلى قسم الشرطة، التي رفضت استلامهم، وأخيرا تم إعدامهم بالحجارة والسواطير والفؤوس في حادث بشع على مستوى الإقليم والسودان عامة". ولم يمنع اتفاق جوبا للسلام الذي وقعته الحكومة الانتقالية التي أبعدها الجيش عن السلطة خلال العام 2021 من وقف أعمال العُنف المتصاعدة في إقليم دارفور.