هو الشيخ الفقيه الإمام عبدالله بن أحمد بن عبدالله أبو الخير مرداد الحنفي ولد عام 1285ه الموافق عام 1868م في مكةالمكرمة. وهو من عائلة مرداد، وهي عائلة كبيرة، نقل الشيخ الغازي عن الشيخ جعفر لبني أن أغلبهم كانوا أئمة بالمقام الحنفي وخطباء للمسجد، وأشهر من عرف منهم هو عبدالله بن صالح مرداد ثم ابنه الشيخ أحمد أبو الخير مرداد، وكان من أعيان علماء عصره، والشيخ محمد علي مرداد المتوفى سنة 1293ه. وجدهم الأعلى كان من مهاجري الأفغان وكانت شهرتهم (أميرداد)، وقد تفرقت هذه العائلة إلى فرعين أطلق على بعضهم لقب (أبو الخير) نسبة إلى أحد آبائهم، وعرف منهم الشيخ عبدالله أبو الخير مؤلف كتاب (نشر النور والزهر)، وهو عرض مفصل لتراجم أشهر علماء مكة، وقد اعتمدناه في أكثر ما نتبناه عن النواحي العلمية. تلقى العلم عن والده الشيخ أحمد فحفظ القرآن الكريم وجوده، ودرس على الشيخ محمد -رحمه الله- الكيرانوي الهندي، مؤسس المدرسة الصولتية وغيرهم. وقد لازم الشيخ رحمة الله مدة طويلة وأخذ عنه جميع العلوم، وخاصة في المنطق والفلسفة، وأصول الفقه، كما حضر حلقات دروس علماء المسجد الحرام. تولّى الإمامة والخطابة في المقام الحنفي وتصدر للتدريس في المسجد الحرام، وعقد حلقة درسه في رواق باب الصفا، ثم تولى مشيخة الأئمة والخطباء بالمسجد الحرام، ثم تولى قضاء مكةالمكرمة في أواخر عهد الشريف حسين بن علي في العهد الهاشمي. كان لا يترك درسه، ومحافظاً على الصلاة مع الجماعة رغم قيامه بالقضاء الذي أُسند إليه، وإلى جانب تضلّعه في العلوم الدينية، كان له إلمام واسع بالتاريخ وتراجم الرجال يقول الأستاذ عمر عبد الجبار: «كان يرشد الناس إلى مناسك الحج فدنوت منه وسمعته يقول وقد جمع بعضهم مواقيت الإحرام فقال: عراق العجم يلملم اليمني وبذي الحليفة يحرم المدني بالشام جحفة إن مررت بها ولأهل نجد قرن فاستبن» واستمر الشيخ عبدالله بن أحمد أبو الخير مرداد يرشد ويعلم وينصح الحجاج في مواسم الحج وصعيد عرفات وغيرها. ومن تلاميذه الشيخ عرابي سجيني وغيره كثر، ومن أشهر أولاده الشيخ صدقة بن أحمد أبو الخير. توفي الشيخ عبدالله بن أحمد بن عبدالله أبو الخير مرداد في مدينة الطائف عام 1343ه، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته. مصادر ترجمته: أئمة المسجد الحرام في العهد السعودي، لعبدالله آل علاف.