ذكر عضو مجلس السيادة السوداني الفريق ياسر العطا، أن الجيش يعتزم توقيع اتفاق مع التيار الإسلامي لإبعاد التطرف الديني، وضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها. وقال العطا: إن الجيش يعمل على ترسيخ الديمقراطية مع القوى السياسية النبيلة والقوى الاجتماعية المخلصة لبذر قيم التصالح والتسامي وعمل اتفاق ما مع القوى المبعدة بأمر الثورة من التيار الإسلامي. وأشار إلى أن الغرض من الاتفاق المرتقب هو إبعادهم عن التطرف الديني وجلبهم للطريق المعتدل للسير مع الجميع، لضمان ترسيخ الديمقراطية وعدم الانقلاب عليها مجددًا. وتثار اتهامات في وجه العسكريين، منذ قررات 25 أكتوبر 2021، بالعمل على إعادة الإسلاميين للتحكم في مؤسسات الدولة بعد أن أطاحت الثورة بنظام حكمهم الذي استمر ثلاثين عامًا. وقال العطا: إن الجيش لا يملك طموحًا لحكم البلاد ولا يستخدم تكتيكات سياسية للاستمرار في الحكم، بل انحاز للثورة ويؤمن بانحيازه لخيار الشعب في الانتقال لحكم مدني ديموقراطي. وأشار إلى أن الانتقال يتطلب فترة انتقالية تُحقق فيها أهداف الثورة، ويحتم أكبر توافق بين مكوناتها لبناء مؤسسات دولة قوية يكون فيها رمز السيادة مؤسسة واحدة ليس فيها تسابق ولا تنافس. وشدد على أن الانتقال يستوجب مجلس وزراء وفق رؤية وأهداف متوافق عليها، يعمل فيه الجميع على حدود صلاحياته دون التدخل فيما لا يعينه، بغرض وضع لبنة بناء مؤسسات الدولة التي لا يُهدد فيها ولا يبتز أي قائد الدولة ومؤسساتها بامتلاكه جيش. وأفاد بأن الجيوش يهمها أمر الشعب وليس مصالح ومطامع قادتهم الشخصية، وقال إنه يجب إلى حين دمجها في الجيش أن تأتمر بأمر سُّلطة الدولة الموجودة. وبرزت في الفترة الأخيرة خلافات بين قادة الجيش والدعم السريع، حيال الموقف من الاتفاق الإطاري ومواقيت دمج الدعم السريع في الجيش وعلاقات السودان الخارجية، حيث دخلوا في ملاسنات حادة. وقال العطا: إن قادة الجيش لا يحتمون بالمحاور والخارج وإنما يحتمون ويحمون الشعب ولا يتكسبون سياسيًا ولا يكتنزون المال، كما أنهم ليسوا عُرضه للابتزاز والمساومة من الداخل والخارج. وبين أن طريق قادة الجيش هو التوافق لأكبر قدر ممكن من قوى الثورة، لتأسيس حكومة انتقالية قوية تسير بالدولة إلى الأمام وتُحقق أهداف الثورة.