مناسبة وطنية جديدة تضاف إلى مناسباتنا المحببة إلى قلوبنا، والتي تعزز اللحمة الوطنية وتزيد وتضاعف حبنا لهذا الوطن الغالي. إنه يوم العلم السعودي، لقد ظل علم المملكة العربية السعودية رمزا للسلام والأمن والاستقرار والتوحيد والبناء، فمنذ ثلاثة قرون ومملكتنا الحبيبة ترمز للقيم الإنسانية الرفيعة والمبادئ النبيلة، وتحرص على صون عقيدة التوحيد، وبناء مستقبل الوطن وتوحيد الصف والكلمة، ولم الشمل، ليس على المستوى المحلي وحسب بل على الصعيد الدولي أيضا من أجل الإسهام في حل المشكلات ومواجهة التحديات، وتحقيق الأمن والسلام، ومكافحة العنف والإرهاب وكل مهددات الأمن والحياة واستقرار الدول والشعوب. إن صدور المرسوم الملكي الكريم بأن يكون يوم 11 مارس من كل عام عطلة رسمية بمناسبة يوم العلم، واحتفالا بهذه المناسبة السعيدة، لهو دلالة على ما يحمله العلم من مفاهيم وقيم عميقة وأهمية ظلت راسخة عبر القرون حاملا رسالة التأسيس التي جسدتها المملكة في كل مراحلها ومواقفها ومبادئها وتاريخها الزاخر بالمنجزات. الحمد لله.. في كل مرحلة أو فترة تتحفنا قيادتنا الرشيدة بمناسبة جديدة تؤكد الحرص على تلاحم الجبهة الداخلية، وتعزز الوحدة المجتمعية والوطنية، وتترجم الحب العميق لهذا الوطن الغالي، أرض الحرمين الشريفين، وتعزز مكانة المملكة بين دول العالم وترسخ مكانتها في نفوس شعبها الأبي المحب لأرضها وقيادتها تاريخها وتراثها العريق. وهذا العلم الفريد الذي ليس له مثيل في العالم، يرمز إلى مكانة المملكة العربية السعودية وموقعها الفريد ومسؤوليتها الخاصة كدولة تحمل رسالة الإسلام، فالسيف يرمز للقوة والاجتهاد والجدية والصرامة، بالإضافة إلى الحكمة والثبات على المبادئ على مدى قرون منذ عهد التأسيس، حيث رفعت المملكة راية التوحيد، وكرست البناء وحققت التنمية، وأحرزت مركزا مرموقا بين دول العالم اقتصاديا وسياسيا وماليا وأمنيا ودبلوماسيا. نعم، كل شيء في مملكتنا الغالية له مدلول وأهمية رمزية وقيمة حضارية وثقافية وسياسية، وها هي حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تترجم ذلك من خلال اعتماد يوم 11 مارس من كل عام يوما للعلم، فالعالم لم يعد يجهل المملكة التي أصبحت رقما أساسيا في مجموعة العشرين، ومساهما رئيسا في تحقيق الأمن والسلام الدوليين، ولاعبا مؤثرا في ضمان إمدادات الطاقة العالمية، وأصبحت تشكل عنصرا محوريا في حركة اقتصاد العالم، ومركزا جاذبا للاستثمارات والتقنية، ومستضيفا للقمم الاقتصادية والمالية والرياضية والسياسية، وذات حضور فاعل في التصنيفات العالمية المتميزة والمتقدمة. فاحتفالنا بيوم العلم احتفاء بكل ما تحقق من منجزات منذ عهد التأسيس حتى هذا العهد الزاهر الميمون في ظل قيادة خادم الحرمين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله ورعاهما، وحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه.