في فترة الستينيات من القرن الماضي، ومن قلب مدينة الإحساء السعودية وفي عالم صناعة البشوت، علاقات اجتماعية وقصص إنسانية، مؤامرات ومشاكل، تدور في الدراما التراثية "خيوط المعازيب"، حيث تبدأ أحداث العمل الذي استغرق التحضير له أكثر من سنتين وتم بناء مدينة خاصة لتحاكي المرحلة الزمنية التي يرصدها العمل في الستينيات، حين كانت صناعة البشوت مزدهرة في مدينة الإحساء، وصولاً إلى نهاية الستينيات عند انتشار الأقمشة المستوردة والتحاق الشباب بالتعليم وتغير نمط الحياة. تدور الحكاية في حارة يعيش فيها معازيب البشوت، حيث يقوم جاسم الذي يعمل حائكاً بإرسال ابنه، لتعلم المهنة على يد أبو عيسى، المعلّم الشهير والقاسي، فيدخل هذا الأخير في صراع مع معلمه في وقت التحق والده بعمل آخر، وفي ظل عمل والدته بدرية في بيت أبو عيسى حيث تبدأ المفاجآت. المعازيب هُم التجار ورؤساء المهنة.. من هنا يعرف إبراهيم الحساوي المعازيب بأنهم كبار التجّار ورؤساء المهنة، لافتاً إلى "أننا اعتمدنا نظام الورشة في كتابة العمل الذي كتب قصته حسن العبدي، وساهمتُ وصديقي الممثل عبد المحسن فيها، ليأتي العمل بالصورة التي نتمناها". ويوضح أن "صناعة البشت بدأت في الأحساء، وسُجّل في هيئة اليونيسكو كمهنة تحاك يدوياً، وأفضل أنواع البشوت هي التي تحاك يدوياً"، شارحاً أن "القصة تتحدث عن المعازيب والعاملين فيها، وقد دخلنا كواليس هذه المهنة، لمعرفة الصعوبات التي تواجه العاملين فيها، علماً أن صناعة البشت كانت مزدهرة حتى السبعنيات، وبدأت بالانحسار مع نشأة المصانع". يردف بالقول إن "الآباء كانوا يرسلون أبناءهم لتعلم المهنة على قساوتها، وإذا نجح فيها يصبح معزباً لاحقاً"، يردف: "نتعرف إلى جيل الشباب واليافعين مع بداية الحلقات، والوجوه الواعدة ومعظمهم من أبناء الأحساء، لأن العمل يحمل هوية هذه المنطقة، ونعتمد في حواراتنا اللهجة الحساوية القديمة التي أنتمي والنمر إليها". ويؤكد "أننا بنينا مدينة إعلامية لتصوير فترة الستينيات، إذ تغيرت ملامح المنطقة مع مرور الزمن، لذا أنشأنا سوق القيصرية وهو من الأسواق الشعبية العريقة في ذلك الزمن، إلى جانب ديكور ضخم شمل بيوتاً وأسواقاً ومحلات ومقهى شعبي، وكل ما يرتبط بمرحلة الستينيات بكلفة إنتاجية عالية، حرصت عليها MBC، التي وفرت كل الإمكانات اللازمة، حرصاً منا على المصداقية واحترام ذائقة المشاهد". ويتوقف الحساوي عند الشخصية التي يقدّمها في العمل، فيقول: "جاسم هو حائك يعمل في صناعة البشوت، من أصحاب الدخل المحدود، متزوج ولديه ولداً يرسله لأحد المعازيب ليتعلم ويتدرّب، وهو متعلق بزوجته بدرية، وتحدث لاحقاً تحولات في قصة الرجل مع زوجته ما يؤدي به إلى الاكتئاب، وعزل نفسه عن الناس"، مشيراً إلى أن "علاقته بأبو عيسى علاقة مصلحة، فهو معزب ابنه، ولقساوته معه ولأسباب أخرى نكتشفها خلال الأحداث، يحصل توتر بينهما، فضلاً عن حبكات ثانوية أخرى، منها قصة رويشد وزوجته، والأحداث في حياة أخت رويشد". ويلفت إلى "أننا اخترنا ممثلين من خارج السعودية، لنعطي العمل تنوعاً على مستوى الشخصيات واللهجات، إضافة إلى الشبان اليافعين الواعدين". ويضيف أن "هذه الأحداث تدور في مرحلة ازدهار صناعة البشت، ثم تحصل طفرة عقارية ونفطية، تخسر على إثرها هذه المهنة قسماً كبيراً من العاملين فيها". ويصف الحساوي جاسم بالشاعر والحكواتي، "هذا الجانب يتقاطع معي شخصي كإبراهيم". يذكر أن مسلسل "خيوط المعازيب" من بطولة عبد المحسن النمر، إبراهيم الحساوي، ريم ارحمة، فيصل الدوخي، سمير الناصر، سعيد قريش، أمال الرمضان، لبنى بو خمسين، إلى جانب الممثلة الحساوية الشابة مريم حسين وآخرين. ومن تأليف حسن العبدي وبمشاركة الكتاب عباس الحايك، د. محمد البشيّر، عبد المحسن الضبعان وأسامة القس وبإشراف هناء العمير، وإخراج عبد العزيز الشلاحي ومناف عبدال، ويعرض على قناة "MBC دراما". فيصل الدوخي بطل -خيوط المعازيب- لبنى بو خمسين في مسلسل «خيوط المعازيب»