تواصل سلطات الاحتلال مخططات التهويد في مدينة القدسالمحتلة وتنفذ عمليات تنكيل تطال المقدسيين، قبيل حلول شهر رمضان المبارك. وفرضت قوات الاحتلال عراقيل أمام استعدادات المقدسيين وتجهيزاتهم للأجواء الرمضانية في البلدة القديمة، فيما واصلت اعتقالاتها واعتداءاتها الوحشية بحق أهالي القدس الموجودين عند باب العامود. وطالت عمليات التنكيل عدداً من المرابطين في المسجد الأقصى، وأصدرت سلطات الاحتلال قرارات إبعاد بحقهم عن المسجد المبارك. وفي سياق متصل، منعت سلطات الاحتلال القائمين على المسجد الأقصى، من القيام بعمليات تنظيف لساحات المسجد، وذلك قبل أيامٍ قليلة من شهر رمضان. ودعت فصائل فلسطينية إلى مواصلة الحشد والرباط في الأقصى، لصد عدوان الاحتلال ومستوطنيه وضرورة مواصلة الشعب الفلسطيني لرباطهم واعتكافهم في المسجد، تزامناً مع تزايد اقتحامات الاحتلال والمستوطنين، والسعي لفرض وقائع جديدة على الأرض مع حلول شهر رمضان". وأفاد نادي الأسير باعتقال عدد من الفلسطينيين، جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال، وذلك بحجة المشاركة في أعمال مقاومة شعبية ضد قوات الاحتلال والمستوطنين. وتركزت الاقتحامات في محافظات الخليل، وطولكرم، ورام الله، وبيت لحم، حيث داهمت قوات الاحتلال عشرات المنازل وعاثت بها خراباً، إذ أخضعت قاطنيها لتحقيقات ميدانية بعد احتجازهم لساعات. واعتقلت قوات الاحتلال المحرر سعيد الشريدة من نابلس، ومحمد فتحي القرعاوي، وبراء فتحي القرعاوي من مخيم نور شمس، ونهاد حمدان من بيت سيرا، ومحمد أبو عواد من البيرة، وعبد المعطي الريماوي من بيت ريما غرب رام الله، والأسير المحرر صالح شكارنة من نحالين، وعباس صدوق من مخيم عايدة قضاء بيت لحم. وشنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في بلدة بيت كاحل قضاء الخليل طالت عدداً من النشطاء. ومن محافظة القدس، اعتقلت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في ساعات متأخرة من الليل، 4 شبان. وفي نعلين قضاء رام الله، اندلعت مواجهات ليلية بين عشرات الشبان وقوات الاحتلال. وجاءت المواجهات بعد مسيرات نظمها أهالي البلدة باتجاه منزل منفذ عملية تل أبيب معتز الخواجا والشهيد سفيان الخواجا. ودارت المواجهات عند المدخل الشرقي الرئيس للبلدة، حيث أشعل الشبان الإطارات المطاطية وأغلقوا الطرقات بالمتاريس ورشقوا قوات الاحتلال بالحجارة، والزجاجات الحارقة والمفرقعات. وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية والرصاص المعدني، وأغلقوا مدخل البلدة، كما اعتدوا على الصحافيين ومنعوهم من الدخول، فيما أصيب الصحافي معتصم سقف الحيط بقنبلة غاز برأسه. ونفذ فلسطينيون 11 عملاً مقاوماً بالضفة الغربية، خلال 24 ساعة الأخيرة. وتنوعت العمليات ما بين عمليتي إطلاق نار، وتفجير عبوتين ناسفتين، وإلقاء 3 زجاجات حارقة، ومفرقعات نارية. ووثق مركز المعلومات الفلسطيني "معطى" التصدي لثلاثة اعتداءات للمستوطنين، وتحطيم مركبة تابعة لهم، إلى جانب اندلاع مواجهات وإلقاء حجارة في 4 نقاط متفرقة بالضفة. وقتل 8 جنود ومستوطنان إسرائيليان وأصيب 43 آخرون بجراح مختلفة، ضمن 1177 عملاً مقاوماً نفذها فلسطينيون في الضفة والقدس في شهر فبراير الماضي، وفق "معطى". من جهة ثانية، اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي. ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح، عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات المستوطنين. وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدسالمحتلة بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسًا تلمودية في المنطقة الشرقية منه. وتفرض شرطة الاحتلال قيودًا مشددة على دخول المصلين الوافدين للمسجد، وتحتجز هوياتهم عند أبوابه الخارجية وتدقق فيها، فيما تواصل إبعاد العشرات منهم عن باحاته لفترات متفاوتة. وتواصلت الدعوات المقدسية لتكثيف الرباط وشد الرحال إلى الأقصى، لإفشال مخططات الاحتلال والمستوطنين الساعية لتهويده. وشددت الدعوات على أهمية تواصل الرباط في المسجد وإعماره، لإحباط مخططات الاحتلال التهويدية، ويشهد المسجد الأقصى يوميًا عدا الجمعة والسبت، سلسلة انتهاكات واقتحامات من المستوطنين، بحماية شرطة الاحتلال، في محاولة لفرض السيطرة الكاملة على المسجد، وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا.