قُتل متظاهر على الأقل برصاص الشرطة وأصيب عشرات آخرين من المحتجين والقوات الامنية بجروح، خلال موجة احتجاجات جديدة في العاصمة الخرطوم، نُظمت السودانية الخرطوم. ونشرت قوات الأمن والشرطة مئات الجنود والضابط في مناطق تجمع الاحتجاجات بكل من الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان، كما أغلقت جسور تربط مدن العاصمة الثلاث، قبيل انطلاق المواكب. وأعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، في بيان نشر على الإنترنت عن ارتقاء روح شهيد خلال مشاركته في مواكب بمنطقة شرق النيل إثر إصابته بعيار ناري في الصدر أطلقته قوات الشرطة. وقالت لجان مقاومة أحياء الحاج يوسف بشرق النيل إن الشاب القتيل يدعى إبراهيم مجذوب، حيث وثق متظاهرون لحظة استهدافه المباشر بيد شرطي كان يطلق النار مباشرة على المتظاهرين من مسافة قريبة. وجرى إسعاف مجذوب إلى مستشفى شرق النيل، لكنه فارق الحياة بعد وصوله إليها، بينما جرى نقل جثمانه إلى مشرحة مستشفى أم درمان التي شهدت تجمعاً غاضباً للمئات. وتجمع مئات المتظاهرين، من الحاج يوسف وشرق النيل، في محيط جسر المنشية محاولين عبوره إلى الخرطوم؛ قبل أن يتحول الأمر إلى عملية كر وفر بينهم وقوات الشرطة التي عملت جاهدة لمنع عبورهم الجسر. وتحدث ناشطون عن إصابة عشرات المحتجين بيد قوات الشرطة التي استخدمت الرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فيما كشف تجمع لجان أحياء الحاج عن إصابة أربعة متظاهرين بالرصاص الحي، مؤكداً أنهم في حالة الخطر. بدورها، قالت قوات شرطة ولاية الخرطوم، في بيان، إنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية لكشف ملابسات وفاة أحد المتظاهرين بشرق النيل. وأشارت في بيان صحفي إلى أن المتظاهرين استخدموا العنف المفرط في مواجهة القوات العاملة في تأمين محلية شرق النيل، باطلاق الغاز المسيل للدموع والحجارة والملتوف الحارق والزجاج والنبال والدروع، مما أدى لحرق ثلاث من آليات الشرطة وإصابة عدد من عناصرها لم يحدد البيان عددهم بالضبط. وفي بيان لاحق قال المكتب الصحفي لوزارة الداخلية إن الوزارة تابعت مقطع الفيديو الذي يظهر أحد أفراد الشرطة وهو يطلق النار ضد المتظاهرين، معلنة «إتخاذ الاجراءات القانونية حياله فوراً». وعدَت ما حدث «سلوكاً شخصيا وتصرف مرفوض ومخالف للتوجيهات بعدم التعقب او المطاردة اثناء تعامل القوات مع المتفلتين الذين قال البيان إنهم» يستغلون الحراك لإحداث فوضي تقود إلى ما لا يحمد عقباه». بدورها عبرت قوى الاتفاق الاطاري عن صدمتها حيال العنف غير المبرر من الشرطي تجاه المتظاهرين السلميين، ودعت في بيان أجهزة الدولة النظامية والعدلية لالقاء القبض على الجاني ومحاسبته «على فعلته الشنيعة»، كما شددت على ضرورة وقف كل أشكال العنف والقمع ضد كافة إشكال التعبير السلمي. من جانبه كشف حزب الأمة القومي عن أن الشاب القتيل نجل لكادره مجذوب إبراهيم الناشط في محلية شرق النيل. وقدم الحزب في بيان صحفي تعازيه للأسرة، قبل أن يطالب بالتحقيق الفوري في الأحداث غير المبررة التي صاحبت المواكب، والكشف عن مرتكبي جريمة اغتيال الشهيد وتقديمهم للعدالة عاجلاً. وطالبت قوى اعلان الحرية والتغيير بضرورة تقديم الضابط القاتل للمحاكمة العلنية المفتوحة إمام القضاء الطبيعي وليس اي قضاء خاص سواء كان عسكريا آو إداريا حتى ينال جزاءه العادل. وأكدت في بيان على حق التظاهر والتجمع السلمي، مبدية رفضها لاية مبررات للإفراط في القمع والعنف تجاه المتظاهرين. وأضافت «يعزز هذا الحادث قناعتنا الراسخة بضرورة الإصلاح الأمني والعسكري للقوات النظامية وعلي رأسها الشرطة وتأسيسها علي عقيدة جديدة تقوم علي احترام القانون وحماية وخدمة المواطن». وفي ام درمان نجح مئات المتظاهرين في الوصول إلى مقر البرلمان، على الرغم من الانتشار الكثيف لقوى الأمن والشرطة، حيث استطاع بعضهم تسلق شرفات وسياج المجلس التشريعي. وفي الخرطوم منعت قوات الشرطة مئات آخرين من الوصول إلى القصر الرئاسي الذي حُدد كوجهة نهائية لمواكب 28 نوفمبر التي رفعت شعار «ختام المهزلة»، حيث استخدمت ضدهم الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.