تظاهر مئات الأشخاص أمس في الخرطوم بعد جنازة أحد المحتجين وغداة مقتل ثلاثة متظاهرين في الخرطوم، فيما شارك مصلون في تظاهرات أخرى مناهضة للحكومة السودانية مطالبين برحيل البشير في موكب "التنحي" وفضت الشرطة بالغاز المسيل للدموع اعتصامًا بمستشفى رويال كير فيما هتف المحتجون "تسقط بس.. وما خايفين" في شوارع حي برى بشرق الخرطوم، حيث دارت مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين. وتظهر مقاطع فيديو رجالاً ونساءً يضع الكثير منهم أقنعة يرددون شعارات ضد النظام. وبدا وراءهم دخان كثيف من الإطارات المشتعلة وسيارة للشرطة مدمرة. وفي تظاهرة منفصلة، هتف المصلون بعد صلاة الجمعة "حرية سلام عدالة" داخل مسجد الأنصار التابع لحزب الأمة القومى المعارض"بحي ود نباوى في أم درمان. وقال شاهد عيان "بعد الصلاة خرجوا من المسجد مرددين هتافات ضد الحكومة".وتابع "واجهتهم قوات مكافحة الشغب وفرقتهم". إلى ذلك أعلن اتحاد الأطباء الإضراب عن العمل في جميع مستشفيات السودان، كما انسحبوا من مشافي الشرطة والجيش والأمن احتجاجًا على مقتل طبيب. حقوق الإنسان تدعو لحماية حرية التعبير أعربت مفوضة الأممالمتحدة السامية لحقوق الإنسان عن القلق البالغ بشأن التقارير الموثوق بها التي أفادت باستخدام القوة المفرطة، بما في ذلك الرصاص الحي، من قوات الأمن التابعة للدولة ضد المتظاهرين بأنحاء السودان خلال الشهر المنصرم، ودعت ميشيل باشيليت الحكومة إلى حماية ممارسة الجميع لحقوقهم في حرية التعبير عن الرأي والتجمع السلمي، بغض النظر عن الانتماءات السياسية. وذكر بيان صادر عن مكتب حقوق الإنسان أن المظاهرات سارت في عدة مدن بأنحاء السودان منذ التاسع عشر من ديسمبر، وقال: إن الحكومة أكدت مصرع 24 شخصًا في سياق الاحتجاجات، إلا أن تقارير أخرى موثوقًا بها تشير إلى أن عدد من لقوا حتفهم يقترب من ضعف ذلك الرقم فيما أصيب الكثيرون بجروح. ووفق المعلومات التي تلقاها المكتب فإن قوات الأمن تتبعت بعض المحتجين إلى مستشفى أم درمان وأطلقت الغاز المسيل للدموع والرصاص الحي داخل مجمع المستشفى، وتشير التقارير أيضًا إلى أن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع داخل مستشفى بحري التعليمي ومستشفى «حاج الصافي»، ويقع المستشفيان في شمال الخرطوم حيث نظمت احتجاجات واسعة من جماعات معارضة، كما دعت ميشيل باشيليت السلطات إلى ضمان الإفراج العاجل عن جميع المحتجزين تعسفيًا بسبب ممارسة حقوقهم في التعبير والتجمع السلمي، وحماية حقوقهم بصورة كاملة.