الإبداع سلاح ذو حدين.! حينما يجسد الممثل شخصية العمل لتصبح جزءاً من طبيعته وفكره ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، لكن سرعان ما ينفك هذا الارتباط النفسي والعقلي بعد نهاية العمل، المفارقة هنا عندما يتلبس الممثل شخصية في مسلسل لمدة طويلة، قد تصل إلى سنوات عدة، كما رأينا في مسلسل «الميراث» والذي شارك فيه عدد من الممثلين المبدعين الذين تقمصوا الشخصية وتشربوها لأعوام عديدة، السؤال هنا: هل كان من السهل الخروج من شخصية الممثل إلى حياته الواقعية؟ نجم مسلسل «ميراث» عبد الله القحطاني، يعبر عن أزمة خروجه من شخصية طلال، بعد تعايشه داخلها طيلة الثلاث سنوات، حيث يقول: حتى الآن وأنا أعاني من بعض شوائب شخصية طلال، وأحاول الخروج من الشخصية إلى هذه الثانية، فمازال لدي بعض التصرفات والمفردات التي استخدمتها في المسلسل في الحياة الواقعية، وإن شاء الله أخرج منها بأسرع وقت لأنه في طبيعة الحال، بودي أن أعود إلى حياتي الطبيعية في أسرع وقت. يقول القحطاني عن تأثير مسلسل الميراث في نفسيته: إن مسلسل الميراث كان له تأثير نفسي كبير، حيث كنت أعيش ثلاث سنوات متتالية في منزل آخر عن عائلتي الحقيقية ومع إخوان وأخوات وأقرباء من عالم آخر، فتجسدت معاناة خروجي من شخصية طلال هو التعود لأن بيننا عشرة، كأنها عائلة حقيقية وليست وهمية حتى بالسؤال عن الأم والأخ يقصدون شخصيات المسلسل، وأحسسنا كأننا عائلة حقيقة وبعد مرور السنوات كان التأثير النفسي، هو الاشتياق لهذه الشخصيات والأجواء العامة في تصوير المسلسل. عبد الله القحطاني: مازلت أعاني من بعض شوائب شخصية طلال مضيفا أن حياته الطبيعية هي التمثيل وسيكون مستمر بعد توقف فترة أسبوعين فقط من الميراث، وبدأنا بالفعل في تصوير أعمال جديدة وسأحاول الهروب من شخصية طلال إلى شخصيات أخرى، وإن شاء الله سترون أعمالا جديدة في الأيام المقبلة. بينما تضيف الفنانة نور حسين: بأن الفنان الحقيقي هو من يحاول السيطرة وأن لا يدع أي شخصية يلعبها تتلبسه وتؤثر على حياته وأعماله الأخرى، فالمسلسل له تأثير مثل أي تأثير يعيشه الفنان، ولكن كان الفرق بين الميراث وغيره هي المدة الطويلة، فتجد الفنان شبه متقمص للشخصية وأنا على قدر المستطاع، أبتعد عن التقمص الدائم خارج التصوير حتى لا تؤثر الشخصية على حالتي النفسية والاجتماعية. وحقيقة أحتاج إلى إجازة حتى وإن كانت بسيطة. نور حسين: الفنان الحقيقي هو الذي لا يدع الشخصية تؤثر على حياته ونوهت نور: إن التقمص الفني له وجه آخر في داخل الممثل المبدع، يكمن في صراعاته الداخلية، والذي يتحول إلى جزء لا يتجزأ من الشخصية الحقيقية، لكن الممثل المتمكن هو من يجعل الشخصية كالروح التي تصعد إلى السماء بعد خروجه من العمل، وينظر لها مبتسماً من جانبه الواقعي على شاشة العرض وكأنها ذكرى جميلة وبصمة له في عالم التمثيل، ويكون حصيلته النهائية هو ثقة الجمهور له وحبهم لأدائه الحقيقي المتقفن.. فإذا لم تشعر بذلك عزيزي الممثل فإنك ممثل مقلد وليس متقمص.