يلجاء الكثير من الفنانين إلى الاكتفاء بعمل تلفزيوني واحد كل عام، رغبة منهم في تكريس مجهوداتهم على شخصية واحدة، وبالتالي منحها الثقل الكافي لإقناع المشاهدين بحقيقتها، لكن الفنان الكويتي جاسم النبهان يرى أن أي ممثل متى ما أحسن اختيار شخصياته، وتمكن من فصل كل منها عن الأخرى فسيكون قادراً على إقناع الجماهير بجميع الأدوار التي يلعبها، وهو ما دفعه هذا العام لقبول المشاركة في أربعة أعمال مختلفة، إذ يشارك في مسلسل تاريخي هو «اخوان مريم»، الذي يسرد قصة أسرة آل صباح الحاكمة ورحلتهم إلى الكويت، إضافة إلى مشاركته في المسلسل البدوي «وعد لزام» ومسلسل «حيتان وذئاب»، الذي يعالج قضايا معاصرة، بينما يلعب دور البطولة في مسلسل «ساهر الليل» الذي تعرضه قناة أبو ظبي، وعن تلك الأدوار يقول النبهان: «كل شخصية ألعبها تختلف تماماً عن الأخرى، فبينما أمثّل شخصية تاريخية في مسلسل اخوان مريم، ألعب شخصية معاصرة في حيتان وذئاب، وشخصية بدوية خالصة في وعد لزام، وكل شخصية لها طابعها المختلف، وبالتالي تأتي قدرة الفنان على إجادة كل دور، وفصله عن الآخر كمحور رئيسي في تقبل الجماهير للفنان بكل تلك الشخصيات». ويجسد النبهان شخصية عيسى أحد التجّار المتذوقين للفن القديم في «ساهر الليل»، وهي الشخصية التي يتمحور حولها العمل، فهو الأب لعائلة مكونة من ثلاث فتيات فقط، يقوم بتربيتهن بعد وفاة زوجته في الحلقات الأولى، فيكرس حياته من أجل تعليمهن وزواجهن، ما يدفعه الى الانصراف للعمل التجاري. وحول الدور يقول النبهان: «من خلال العمل نستعرض شريحة كبيرة من الناس كانت تعيش في تلك الحقبة الزمنية، إذ إن المسلسل يحتوي على عدد من الأحداث مثل الانفتاح الحضاري، وكذلك اتصال المجتمع بالعالم الخارجي، ومدى تأثير ذلك الاتصال فينا، وعموماً الشخصية التي أقدمها تختلف عن كل ما قدمته سابقاً، من خلال علاقتها بالآخرين وسلوكياتها في المجتمع». وينتظر النبهان نهاية الشهر بحثاً عن نتائج حضوره وتأثيره في الجماهير، فهو يرى أنه من الصعب توقع نجاح عمل معين أو شخصية معينة على أخرى في الأدوار الأربعة التي لعبها، مرجعاً ذلك إلى الفوارق الكبيرة بين الأدوار واختلاف طبيعة الأعمال عن بعضها. وعلى رغم المنافسة القوية التي تشهدها الكويت بين المنتجين، إلا أن النبهان لا يرى أنها تلعب دائماً لمصلحة الأعمال المقدمة إذ يقول: «لم يعد يمكننا قياس عملية الإنتاج وعوائده في الكويت، فالأمور باتت مزاجية. ومع ذلك يمكنني القول من وجهة نظري إن البعض يتنافس بقدرته على تقديم الأفضل دائماً، والبعض الآخر يتنازل بإظهار عيوب مجتمعنا بشكل فاضح، وهذا الأمر مرفوض طبعاً جملة وتفصيلاً». ويرفض النبهان خوض تجربة الإنتاج على الأقل في الفترة الحالية، رغبة منه في الحفاظ على شخصيته كممثل، والتركيز على أدواره التي يقدمها، مؤكداً أن الإنتاج عملية ليست سهلة على الإطلاق كما يعتقد البعض، ويضيف: «متى أصبحت منتجاً، فذلك يعني أنني يجب أن ألتزم بأخلاقيات المنتج، فلا أبخس أحداً حقه، لأن من سأعمل معهم هم زملائي في الوسط الفني، وبطبعي أتمنى لغيري ما أتمناه لنفسي، لذلك في الوقت الراهن لا أعتقد أنني مستعد لخوض تلك التجربة، وإن حان وقتها سأعمل على أن أنفذ كل ما قلته، كي أكون أميناً مع نفسي قبل أن أكون أميناً مع الآخرين». ويرفض النبهان الأحاديث التي أثيرت أخيراً حول خلاف بينه وبين الفنانة حياة الفهد، إذ يعتبر ما دار بينهما حادثة شخصية بعيداً عن خلافات وجهات النظر، مؤكداً احترامه لكل الفنانين والفنانات الذين اعتلوا خشبة المسرح. بينما يرجع غياب التعاون بينه وبين الفنانة سعاد عبدالله في السنوات الأخيرة إلى ضيق الوقت وتداخل مواعيد التصوير «للأمانة سعاد عبدالله عرضت علي أكثر من مرة أن أشارك في أعمالها، لكن ظروف التصوير كانت تتعارض في ما بيننا، وفي بعض الأحيان الرؤى التي يناقشها العمل كانت تختلف أيضاً، ومع هذا أرى أن سعاد إنسانة واعية وانتهجت خطاً اجتماعياً رائعاً، وأتمنى أن نلتقي في عمل في القريب العاجل».