تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم الأربعاء بذكرى يوم تأسيس الدولة السعودية في منتصف عام 1139ه الموافق لشهر فبراير من عام 1727م على يدي الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، مستعيدة ذكرى ملحمة من البطولة والتضحيات التي قدمها الرجال الأوفياء. في شهر فبراير من العام 1727 م بزغ فجر المجد معلناً انطلاق ملحمة بناء دولة عظمى اتخذت من الدرعية عاصمة لها لتخوض معارك طاحنة وحدت بها القبائل وضمت البلدات القريبة من الدرعية لتكتمل ملحمة التوحيد في عام 1932م على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه. في هذا اليوم يستذكر أبناء الوطن قصص راسخة وروايات ملهمة لقادة هذه البلاد المباركة مستلهمين تضحيات الأفذاذ الأوائل وجهود كل من ساهم في بناء وتوحيد ونماء هذا الكيان حتى بات أنموذجا فريدا بين دول العالم في الحضارة والتقدم وعونا للمحتاجين والمنكوبين في كافة أنحاء العالم . مسيرة الإنجازات التي حققتها المملكة على مدى تاريخها الناصع حتى باتت رقما أوليا في منصات التتويج ومرجعا أساسيا في صناعة القرار الدولي هي مكمن فخر واعتزاز كل مواطن ومواطنة، ومحل تقدير لكل شعوب العالم. يعكس يوم التأسيس مكانة المملكة وأصالتها وارثها الثقافي والحضاري ويكتب صفحات ناصعة في الحب والولاء بين القيادة والشعب ونافذة لمستقبل مشرق تحت قيادة حكيمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبرؤية مباركة من سمو ولي عهده الأمين. وتجسد هذه المناسبة الوطنية التي ستقام تحت شعار "يوم بدينا" معاني الاعتزاز بالجذور الراسخة لهذه الدولة المباركة، وارتباط مواطنيها الوثيق بقادتها منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل ثلاثة قرون وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم حتى وقتنا الحاضر. ويفتخر أبناء المملكة بهذا الإرث التاريخي الكبير الذي أسسه الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- في دولة مترامية الأطراف رسمت سجلاً حافلاً لأحداث الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية التي عاشها أبناء الجزيرة العربية آنذاك تحت حكم الدولة السعودية الأولى مروًرا بحكم الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود -رحمه الله- في الدولة السعودية الثانية، وصولاً إلى قيام المملكة العربية السعودية على يد موحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- وباني نهضتها والذي ينسب إليه الفضل بعد الله في تطورها ونمائها ووصولها إلى ما وصلت إليه اليوم من نهضة داخلية ومكانة متميزة عربيًا وإقليميًا وعالميًا، ومن بعده أبنائه الملوك -رحمهم الله- حتى العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين -حفظهما الله-. وستشهد مدن المملكة بهذه المناسبة إقامة عدد من الفعاليات الثقافية والفنية والشعبية التي تحلق في سماء الإبداع والحب والولاء مجسدة عمق هذا التاريخ الكبير الذي خلفه لنا قادة هذه البلاد المباركة ورجالاتهم حتى الوقت الحاضر في لوحات معبرة عن فصول من الزمن مرت بها هذه البلاد في أوقات الرخاء والشدة وظلت خلالها ولله الحمد راسخة أبية محافظة على هويتها العربية الأصيلة مجددة مفهوم الوحدة الوطنية في كل مرحلة من مراحل بناء الدولة السعودية الأولى فالثانية حتى قيام المملكة العربية السعودية ظل خلالها التلاحم عنوانًا بارزاً للعلاقة المجيدة ما بين الشعب والقيادة الرشيدة.