من المحتمل أن تجد ثلاثة مصانع مقترحة على الأقل لتصدير الغاز الطبيعي المسال بالولاياتالمتحدة عددًا كافيًا من العملاء لتلقي الموافقات المالية هذا العام، وهي تطورات من شأنها أن تجعل البلاد أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال في العالم منذ سنوات. بعد ندرة موافقات المشاريع في العقد الماضي، حصل المطورون على عشرات العقود طويلة الأجل لتمويل مصانع جديدة للغاز الطبيعي المسال بمليارات الدولارات، فيما تسارعت وتيرة الموافقات مع ابتعاد أوروبا عن الغاز الروسي منذ غزو موسكولأوكرانيا. ويأمل حوالي عشرة مطورين في اتخاذ قرارات الاستثمار النهائية هذا العام. وتم تأخير العديد من هذه المشاريع عدة مرات، لكن المحللين قالوا إن ثلاثة على الأقل ضمنت عددًا كافيًا من العملاء للمضي قدمًا قريبًا. ولطالما كانت الولاياتالمتحدة مستوردًا للغاز الطبيعي المسال، لكن اكتشافات الغاز الطبيعي وإنتاجه من ثورة الصخر الزيتي قلبت البلاد إلى مصدر للغاز الطبيعي المسال في عام 2016. وبلغت صادرات الغاز الطبيعي المسال الأميركية 10.6 مليار قدم مكعب يوميًا في عام 2022، مما جعل البلاد ثاني أكبر مصدر للغاز الطبيعي المسال بعد أستراليا. من بين المشاريع الأفضل للمضي قدمًا مصنع بورت آرثر التابع لشركة سيمبرا للطاقة في تكساس، و مصنع تشارلزفي لويزيان، وريو غراندي التابعة لشركة نيكست ديكيد كورب في تكساس، ويقول المحللون إن لديهم كل أو معظم اتفاقيات مبيعات الغاز الطبيعي المسال طويلة الأجل اللازمة لإقناع البنوك بأن المشاريع جاهزة لتمويل الديون. وقالت سيمبرا في يناير إنها باعت كل السعة اللازمة لدفع المرحلة الأولى من بورت آرثر. ومن بين المشترين البولندية بولسكي كونسيرن وشركة إنتاج النفط الأميركية كونوكو فيليبس وشركة آر دبليو إي الألمانية. وقعت نيكست ديكيد صفقات لنحو 64 ٪ من المرحلة الأولى من ريو غراندي وقد تدفعها قريبًا إلى حوالي 87 ٪، وفقًا للمحللين في بنك مورغان ستانلي. يشمل عملاء ريو غراندي إكسون موبيل وشل وجالب إنيرجيا البرتغالية وإيتوشو كورب اليابانية. وقال مورجان ستانلي إن نيكست ديكيد يمكن أن تؤمن الضوء الأخضر المالي في النصف الثاني من هذا العام. يستغرق بناء هذه المصانع العملاقة ما يقارب الأربع سنوات، لذلك من غير المرجح أن يصل الغاز الطبيعي المسال إلى الأسواق قبل عام 2027. لكن أحجام إنتاجها ستسمح للولايات المتحدة بالبقاء متقدمًا على إنتاج أسترالياوقطر. تمتلك الولاياتالمتحدة بالفعل القدرة على إنتاج أكبر قدر من الغاز الطبيعي المسال في العالم وكانت ستصبح أكبر مصدر لولا إغلاق مصنع فريبورت للغاز الطبيعي المسال في تكساس بعد حريق في يونيو 2022. وقال محللون في شركة استشارات الطاقة تودور بيكرينغ هولت آند كو في مذكرة "الولاياتالمتحدة لا تزال تتربع على قمة ترتيب إضافات إمدادات الغاز الطبيعي المسال العالمية حتى عام 2030، تليها قطر وموزمبيق وكندا". ويجب أن تصدر الولاياتالمتحدة حوالي 11.8 مليار قدم مكعب في اليوم هذا العام و12.6 مليار قدم مكعب في اليوم التالي، حسب تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية. فيما يمكن لمصانع التصدير الأميركية السبعة العاملة بالفعل، بما في ذلك فريبورت للغاز الطبيعي المسال، تحويل حوالي 13.8 مليار قدم مكعب من الغاز إلى غاز طبيعي مسال كل يوم. ومن المتوقع افتتاح عديد مصانع الغاز الطبيعي المسال في الولاياتالمتحدة، وتشمل المشروع المشترك بين قطر إنرجي وإكسون في جولدن باس في تكساس في أواخر عام 2024، والمرحلة الأولى من شركة فينتشر جلوبال للغاز الطبيعي المسال في لويزيانا في 2024 - 2026، وتوسعة تشينير إنرجي في مصنع كوربوس كريستي في ولاية تكساس في أواخر عام 2024. ولا تزال أسواق الغاز الطبيعي في الولاياتالمتحدة تغرق، حيث يستمر العرض المرتفع والطلب المحدود في فصل الشتاء والانقطاع المستمر لمحطة تصدير فريبورت للغاز الطبيعي المسال في الضغط على الأسعار في جميع أنحاء البلاد، كان آخر سحب للتخزين أقل من نصف المتوسط التاريخي لمدة خمس سنوات، مما يسلط الضوء على زيادة العرض المستمرة في الولاياتالمتحدة. وكانت ألمانيا قد تلقت شحنتها الأولى من الغاز الطبيعي المسال الأميركي والتي وصفها مسؤولون ألمان بأنها تمثل نعمة لأمن الطاقة الإقليمي، جاءت الشحنة بعد أسابيع قليلة من افتتاح أول منشأة لإعادة تحويل الغاز المسال إلى حالته الغازية الطبيعية في فيلهلمسهافن بألمانيا والتي استقبلت سفينة إمداد الغاز الطبيعي المسال التي ابحرت من لويزيانا في 19 ديسمبر وهي تحمل ما يكفي من الغاز لتلبية متطلبات متوسط 50,000 منزل ألماني لمدة عام كامل. وقال نيك دين هولاندر، كبير المسؤولين التجاريين في شركة شركة الطاقة الألمانية يونيبر: "إن استخدام الغاز الطبيعي المسال كمصدر موثوق للطاقة أمر بالغ الأهمية لأمن الإمدادات لألمانيا وأوروبا ونحن ملتزمون بالمساهمة بدورنا من خلال جلب المزيد من الغاز الطبيعي المسال إلى السوق الأوروبية وخاصة ألمانيا. وقال الرئيس التنفيذي لشركة فينشر جلوبال، مايك سابيل: "بصفتنا شركاء استراتيجيين، نتطلع إلى توفير أمن طويل الأجل لإمدادات الطاقة لحلفائنا من خلال استمرار تقديم الغاز الطبيعي المسال الأميركي النظيف والموثوق". في وقت، تراجعت صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خطوط الأنابيب إلى أدنى مستوياتها في عام 2022 منذ انهيار الاتحاد السوفيتي مع خفض أكبر زبائنها الواردات بسبب الصراع في أوكرانيا وتضرر خط أنابيب رئيسي بسبب انفجارات غامضة. ونقلت وكالة تاس الروسية للأنباء عن نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك قوله إن روسيا ستخفض إنتاج وصادرات الغاز الطبيعي في 2023 بسبب إغلاق البنية التحتية للتصدير.