من الأهمية بمكان التأكيد أن العالم الإعلامي أفرط في تقديم المحتوى الإعلامي واختلط الإعلام الكاذب اليوم في وسائل الإعلام الاجتماعي والرقمي، مع ثورة المعلومات التقنية وإعلام الذكاء الاصطناعي الجديد، الذي أصبح وعاء للمعلومة الصادقة والكاذبة والمبالغة والإثارة والتسويف. وليس ضروريًا أن تكون الأخبار الكاذبة سياسية أو حتى أخباراً، فأي محتوى، سواء أكان قصة خبرية أو مدونة أو ملفاً صوتياً أو شريط فيديو، ينشر معلومات مضللة أو مشوهة هو أخبار كاذبة، كون العالم إلى "قرية صغيرة" بدا قبل عقود قليلة وكأنه "بشرى" تقرب الدول والشعوب والثقافات والمعاملات والأخبار، لكنه اليوم يلقي بظلال وخيمة على الجميع بين الحين والآخر خصوصا أن الثورة الرقمية ووسائل التواصل الاجتماعي وخطاباتها المليارية في الحياة الكونية الرقمية، أدت إلى تحول الأفراد من العالم الفعلي إلى العالم الرقمي ومن المجالات العامة والشخصية الحرة أو المقيدة، إلى مجال عام وطني وإقليمي وكوني مفتوح على مصراعيه في حرية تبدو بلا حدود. ويصعب اكتشاف الأخبار الكاذبة عندما يشرعنها الإعلام العالمي بمنح صانعيها منبرًا، ويصبح الاعتراف بكذبها أصعب عندما تتوافق مع فهمنا أو عندما تُقدَّم بطريقة مؤثرة. والصحافة المهنية هي صحافة الحقائق المشفوعة بأدلةٍ يمكن التحقق من صحتها، إذا كان الصحافي معروفًا بكشف المعلومات الملائمة ذات المصداقية والشفافية بحضور كل أطراف القصة، ولنا في واقع جماعات الإسلام السياسي التي بزغ نجمها في أعقاب أحداث ما يسمى "الربيع العربي" مثال على كيفية تطويع المنصات العنكبوتية لصناعة واقع افتراضي سياسي لا وجود له على أرض الواقع، أو مبالغ فيه لدرجة فادحة. قوة ناعمة وليس هناك رأيين على أنّ القوة الإعلامية الناعمة تلعب دورا كبيرا في إبراز مكامن القوة من خلال سرد قصص النجاح السعودية للعالم، حيث يتمحور دور الإعلام في التأثير على جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وإظهار مناطق القوى في ظل الثورة الإعلامية الرقمية الجديدة، ووسائل حديثة ومتطورة والفضائيات والمواقع الإلكترونية، لذا بات الإعلام ممكنا رئيسا لصناعة قصص النجاح. وليس هناك رأيين أنّ القطاع الإعلامي العالمي، يعيش ثورة تقنية هائلة ومتسارعة، غيرت الكثير من أساليب التعامل الإعلامي، فيما تخوض وسائل الإعلام التقليدية تحدي التجديد في الزمن الرقمي، وذلك لضمان استمراريتها خاصة مع استحواذ وسائل التواصل الاجتماعي على اهتمام ومتابعة الجمهور العالمي. وعلى الرغم من الصعوبات الحالية، إلا أنّ تطوير المحتوى وتحقيق المصداقية والجودة يبقيان سلاح الإعلام للحفاظ على مكانته ومواجهة تحديات الرقمنة. صحافة البيانات وتتمتع السعودية اليوم بمكانة إقليمية ودولية مرموقة، الأمر الذي يتطلب من المنظومة الإعلامية مواكبة التحولات على كافة الصُّعُد والمجالات في التنظيمات والسياسات، والممارسة المهنية والتقنية؛ للارتقاء بقدراته المهنية وتسخيرها على أفضل وجه؛ من أجل تقديم عمل إعلامي رقمي يُلبّي حاجات المتلقى وتعطشه للمعلومة وفق أداء احترافي يلتزم بالمعايير والقيم المهنية، وتعظيم صورة المملكة خارجيا بأدوات وأساليب تقنية عالمية. ولهذا يناقش المنتدى السعودي للإعلام بالتزامن دورته الثانية التي تقام يومي 20 - 21 فبراير، العديد من القضايا التي تتعلق بصحافة بالبيانات وأهمية البيانات للمستخدمين ومستقبل الإعلام في ظل ثورة البيانات كون صحافة البيانات تعد اليوم من اهم متطلبات الاعلام الجديد. صحافة الروبوت كما يناقش المنتدى صحافة الروبوت في مواجهة الحس والموهبة ومستقبل الصحفيين بعد ظهور الروبوت. وتأثير "صحافة الروبوت" على نمو الحس الصحفي وتأثيره على الموهبة وتماشي "صحافة الروبوت" مع الصحافة الحقيقية وكيفية تطوير"صحافة الروبوت" مستقبلا. ويسعى لخلق بيئة تنافسية في العمل الإعلامي، ليكون دافعاً للمؤسسات المتخصصة والمهنيين في تقديم الأعمال المميزة التي تستحق الاحتفاء والتكريم. وسيحظى موضوع تطبيق الدردشة الالية والمعروف "شات جي بي تي" ChatGPT بكثير من النقاش في المنتدى كونه الموضوع الأكثر سخونة لعام 2023 وهذا البرنامج هو تكنولوجي عالمي يعتبر ثورة في التقنية والذي سيغير في قواعد اللعبة الاعلامية العالمية في عالم التكنولوجيا واحتل مكانة مهمة في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس حيث سلط عليه الضوء بشكل واسع. تحديات جديدة وسيُسلط المنتدى على التحديات الجديدة التي تواجهها صناعة المحتوى الإعلامي في خضم الثورة التقنية الهائلة للذكاء الاصطناعي، ويوسع آفاق النقاش حول التحولات المتسارعة التي تشهدها هذه الصناعة بمفهومها الشامل، مع تمكن الآلة من تبني أدوارها والقيام بمهامها عبر التقنيات الذكية والتطبيقات المُبتكرة، خلال جلسة النقاش التي ينظمها بعنوان 'شات جي بي تي.. ملامح وتحديات الثورة القادمة' بمشاركة نخبة من خبراء ورواد الإعلام والتقنية، إلى جانب التطرق إلى نموذج الذكاء الاصطناعي الأشهر في كتابة المحتوى ومعالجة اللغة على الإنترنت (ChatGPT)، والأثر الذي سيشكله على مستقبل الإعلاميين والمؤلفين وكتّاب المحتوى، بوصفه مثالًا حيًا على المُهددات المستقبلية لاستدامة الرسالة الإعلامية والكتابة الإبداعية بشكلها الطبيعي، في ضوء الإحصائيات الحديثة التي تشير إلى أنه أصبح اليوم التطبيق المستهلك الأسرع نموًا في التاريخ، والإقبال الكبير على استخدامه والاستعانة بهفي كتابة المحتوى والمعرفة. وتطرح الجلسة جملة من المحاور الرئيسة التي تدور في فلك التساؤلات حول المستقبل الوجودي لصناع المحتوى الإبداعي والإنساني، والتغييرات التي ستطال المرتكزات الأساسية للإعلام، في ضوء مهام هذه التطبيقات الذكية في كتابة المادة الإعلامية وإعدادها للمتلقي، وتصميم المحتوى المرئي والمكتوب والمؤثرات البصرية، علاوة على كيفية الاستفادة من هذا التطور الهائل في جوانب الذكاء الاصطناعي،لتطوير الإعلام واستدامة رسالته. تحولات رقمية وتشير التقديرات إلى أن ChatGPT قد وصل إلى 100 مليون مستخدم نشط شهريا في يناير الماضي، بعد شهرين فقط من إطلاقه، مما يجعله تطبيق المستهلك الأسرع نموا في التاريخ، ويستطيع البرنامج التمييز بين النص المكتوب آليا باستخدام الذكاء الاصطناعي والنص البشري الذي قدمه إنسان حقيقي. ويتطرق المنتدى إلى مواكبة التلفزيون والصحافة للتحولات الرقمية، وأهمية الإعلام الرقمي وتسويق المحتوى، وصحافة الموبايل، والمنصات الحديثة، كما يناقش واقع الإعلام العربي،والتوجهات الحديثة في القطاع، والعديد من القضايا المتعلقة به. ومن هنا، سيكون المنتدى فرصة لتلاقح الأفكار، والعمل الجماعي لتطوير العمل الإعلامي عبر التقاء الإعلاميين في مكان واحد، وتبادُل الأفكار فيما بينهم، وبلورة الأفكار الرائعة، وتعزيز العلاقات الجيدة لتطوير العمل مستقبلاً. ولم يستبعد الإعلاميون أن يزداد المنتدى السعودي للإعلام ثقلاً دورة بعد أخرى، من خلال العناوين والموضوعات التي يناقشها، وقدرته على مواكبة التغيرات في المشهد الإعلامي الدولي؛ وهذا كفيل بأن يجعل المنتدى مستقبلاً بمنزلة المصنع لنجوم الإعلام السعوديين، وتقديمهم إلى وسائل الإعلام السعودية والعربية؛ كون ذلك إحدى مهمات منتديات الإعلام.