جاءت توجيهات قيادة المملكة العربية السعودية - أيدها الله - بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية وتنظيم حملة شعبية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي بلسما شافيا للمنكوبين والمتضررين الذين قضت عوائلهم تحت ركام الأبنية المنهارة، وفقدوا دورهم ومساكنهم، فباتوا بحاجة للإيواء والغذاء والدواء والمشافي، محاطين في الشمال السوري على وجه الخصوص بظروف إنسانية صعبة، خلفتها حرب طاحنة، عصفت بإنسانيتهم ومعيشتهم على مدى سنوات طوال، وأحالت حياتهم جحيما لتأتي الزلازل وارتداداتها فتزداد المعاناة مع قسوة الشتاء أسى وشظفا لا يطاق، وتتناقل الشاشات والهواتف ما يدمي القلوب ويجري سيل المدامع. ويجمع مختصون ومهتمون بالشأن العام، ومنصفون في شتى دول العالم وقاراته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن المعونات والمساعدات الإنسانية هي الأسرع نجدة والأضخم عالميا، وأن يد الخير والعطاء امتدت إلى أكثر من 80 دولة دون شروط مسبقة أو مكاسب سياسية لاحقة، حتى الدول المجافية أو المناصبة للعداء بهرت شعوبها بوصول المساعدات لها، مؤكدين أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية قدم خلال سنة واحدة فقط ولبلد واحد أكثر من 460 مليون دولار. التميز الإنساني السعودي متجذر على مر التاريخ، فالمملكة رائدة العمل الخيري على مستوى العالم، وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان - حفظهم الله - قادة الأعمال الانسانية والنجدات في النوازل، وهم رعاة الأخلاق والمبادئ والقيم، المسارعون في كرامة البشر وعونهم، أياديهم البيضاء بتوفيق الله وإلهامه بلسم لكل محتاج ومتضرر في الدول المنكوبة سواء من جراء الحروب أو المجاعات أو الفيضانات أو الزلازل، وما تقدمه للمنكوبين دافعه خيري وإنساني فليس هناك بعد طائفي أو مذهبي أو حزبي أو عرقي يحكم هذا الدعم، فحيث ما كانت الحاجة والضرورة جاء العون والإغاثة، واليوم تقف جنبا إلى جنب لترفع كابوسا حل بالشعبين السوري والتركي مع موجات الزلازل العنيفة التي ضربت مناطقهم. ومع إطلاق الحملة الشعبية تتحفز الهمم العالية للشعب السعودي وينطلق العنان للأيدي السمحة والنفوس الكريمة إلى مزيد من العطاء المدرار، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- فتشرئب الأعناق وتميل الأفئدة إلى مد حبل الإحسان، لتهطل سحائب الخير على شعوب تصارع الموت "ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، إنها إنسانية القيادة ووفاء الشعب في أسمى المعاني تعاونا وتلاحما، بلدة طيبة وقيادة مباركة سند لكل مكلوم وعون لكل محتاج، عطاء لا ينضب ونهج ثابت سارت عليه المملكة منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز -طيب الله ثراه-، واقتفى أثره أبناؤه البررة من بعده حتى العهد الميمون الذي شهد فيه العمل الخيري نقلة نوعية وريادة عالمية.