لاشك أن الكثير من اللاعبين السابقين كانوا نموذجاً للإخلاص والتضحية وخدموا أنديتهم ومنتخب وطنهم في فترة ماضية لم يكن فيها نظام احتراف ولا رواتب شهرية تُصرف لهم من أنديتهم بل إن بعضهم كان يتنازل عن مكافآته إذا كان ناديه يمر بأزمة مالية والاحتياجات الرياضية يقومون بتأمينها في ظل الشح المالي الذي كانت عليه الأندية في الماضي التليد.. في صورة تجسد قمة الوفاء والإخلاص والتضحية لهؤلاء اللاعبين.. لكن بعد أن دار الزمن نشاهد بعض هؤلاء ممن حبستهم الظروف الصحية والمادية والنفسية ووجدوا أنفسهم فجأة يعيشون على الكفاف، وآخرين أحوالهم تحزن القلب كثيراً مع تزايد الحالات الإنسانية التي نطالعها في بعض الصحف عن أحوال بعض اللاعبين القدامى ممن تكالبت عليهم الظروف الصحية والمعيشية والنفسية ووجدوا أنفسهم خارج إطار الأمان الكافي معيشياً وصحياً والاطمئنان على مستقبلهم المعيشي في ظل الظروف القاسية والمعاناة الدائمة وهم بالطبع جديرون بأن يحظوا ببادرة إنسانية ولمسة وفائية من أنديتهم الرياضية التي خدموا مسيرتها سنوات بكل وفاء وعطاء وتضحية.. تخفف عنهم آهاتهم ووناتهم، وبالتالي إخراجهم من دائرة المعاناة والأوضاع المتردية. ومع الأسف إن "الجانب الاجتماعي" في معظم الأندية الرياضية الكبيرة مغيب اليوم دوره كثيراً في تفقد مثل هذه الحالات الرياضية التي هي بحاجة لوقفة إنسانية حانية تخفف عنها قسوة العيش ومعاناة المرض. وهنا ينبغي أن تفعل الأندية الرياضية الجانب الاجتماعي في قالبه الإنساني الوفائي تجاه كل من خدم ناديه وأعطى وضحى له سنوات وأصبح فيما بعد يمر بظروف معيشية وصحية حالكة بعد تركه الكرة. لكن في خضم هذا التجاهل من معظم الأندية تجاه أبنائها الأوفياء الذين خدموا مسيرتها بكل عطاء وتفانٍ يجب الإشادة بالأدوار الإنسانية والاجتماعية من القيادة الرياضية وتفاعلها النبيل مع حالات كثر ولعل آخرها مبادرة الاتحاد السعودي لكرة القدم المتمثلة في تخصيص دخل نهائي كأس السوبر الذي جمع الاتحاد مع الفيحاء مؤخراً لصالح أسرة اللاعب الدولي الراحل شايع النفيسة - رحمه الله تعالى - بتوجيه كريم من الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل وزير الرياضة، وذلك تقديراً أصيلاً وعرفاناً جميلاً بما قدمه النجم الدولي الراحل في مسيرته الكروية مع المنتخب الوطني الأول ومساهمته الفاعلة مع بقية نجوم الكرة السعودية في إحراز الصقور الخضر كأس الأمم الآسيوية الثامنة عام 1984 لأول مرة بعد أن سجل شايع هدفاً نفيساً وغالياً مازال محفوراً في ذاكرة محبي الفن الأخضر بنهائي الذهب أمام المنتخب الصيني. وامتداداً للمبادرات الإنسانية النبيلة من "أمير الرياضة الوفي" عبدالعزيز الفيصل نتمنى أن تمتد الأيادي البيضاء لأسرة النجم الدولي لاعب المنتخبين الأهلي والعسكري سابقاً نواف خميس الذي وافته المنية قبل أيام بعد معاناة طويلة مع المرض تخفف عنهم مرارة الفقد وأسى الرحيل، حيث كان - رحمه الله - يعاني من مرض السكري ثم الإصابة بالفشل الكلوي بصورة مزمنة الأمر الذي عمل على تدهور حالته الصحية بعد أن كان يقوم بعملية الغسيل الدموي 3 مرات في الأسبوع ثم عانى من مضاعفات شديدة أدت إلى أصابته (بالغرغرينا)، وبالتالي اتخذ الأطباء قرار (بتر) قدمه اليسرى التي كانت في يوم من الأيام سبباً في تألقه ونجوميته مع كافة المنتخبات السنية قبل أن يمثل الأخضر في منافسات دولية أهلية وعسكرية مختلفة منذ عام 1983م ويساهم بالتالي في بعض منجزاته الذهبية مثل كأس آسيا وأولمبياد لوس أنجلوس.. كواحد من المدافعين البارزين في تاريخ "شيخ الأندية" والمنتخب السعودي.