البيت هو المسكن بمفهومه الشامل الذى يحتوي داخله على الفراغات التي تغطي الوظائف المطلوبة لكل فراغ، وأن تكون الفراغات المختلفة داخل المسكن متكاملة مؤكدة الخصوصية لما يلزم خصوصيته، وأن تكون هذه الفراغات تامة التهوية بما يوفر الحياة الصحية داخلها ومضاءة إضاءة طبيعية في النهار الإضاءة اللازمة لكل فراغ بما يضمن كفاءته الوظيفية، وأن تكون الفتحات التي توفر التهوية والإضاءة موزعة بحيث تسمح باستخدام الأثاث والأدوات التي تشكل وظائف هذه الفراغات طبقاً لنوعية الأثاث والأدوات المناسبة لشاغلي هذه البيوت والمساكن بشرائحهم الاجتماعية والاقتصادية المختلفة. ويتميز في "السابق" تصميم البيت السعودي بتحقيقه أطراف هذه المعادلة مما جعلته المسكن الذي تسكنه عائلة واحدة أو عائلات ممتدة (أكثر من عائلة) من رب عائلة واحدة وقد يتشاركون في استخدام بعض الفراغات وقد لا يتشاركون فيصبح البيت عدة بيوت (وحدات) في نفس الطابق أو على عدة طوابق، وقد كان ذلك ميسرَا في زمن سابق قبل الزيادة السكانية والامتدادات غير المخططة في كثير من مدننا. ومن المؤكد أن حياتنا ومتطلباتها الوظيفية والنفسية داخل فراغات البيت (المسكن) تختلف من مكان إلى آخر وتختلف في المدن عن القرى مما يستوجب عند تصميم المسكن أن يكون مناسبَا للمكان (المناطق) والوسط الحضري (المدن). بعد هذا التحليل النظري الذي -من الضرورة- أن يعرفه كل من يتعرض لتصميم المسكن نجد أنه قد ظهر في الآونة الأخيرة توجه نحو التغريب في تصميم بعض المشروعات السكنية بتصور أن في ذلك تحديثا للحياة المعاصرة التي تمردنا فيها على حاجاتنا الفراغية في مساكننا وقد أضعنا الكثير من هويتنا داخل بيوتنا، فرأينا الغرف تكون بمساحات صغيرة جداً، وكذلك دورات المياه، وذلك لصالح المناطق المفتوحة من دون خصوصية كالصالة وغرف السينما المستحدثة، وكذلك بعض الفراغات غير المستخدمة كالصالة الرياضية فقط مرة بالشهر، كذلك صرعة الواجهات والفراغات الخارجية المودرن كل هذا على حساب ما ذكر في أول المقال ورأينا أخيرا مستثمرين يعلنون عن مشروعاتهم بمسميات غربية غريبة والأدهى والأعظم يشتمل الإعلان على أنه عودة إلى بيت العائلة السعودية طبقَا للتصميم الغربي الذى يحقق الخصوصية، هل ينطلي علينا أن التصميم الغربي يحقق الخصوصية!! ورأينا التصاميم لا تتناسب مع المناخ الخارجي لأغلب مناطق المملكة وكل هذا على حساب الطاقة المستهلكة بالمنزل. في تصوري أن قضية الفراغات غير المستخدمة والضائعة في تصميم المساكن (البيوت) تحتاج نظرة جادة من الأكاديميين بالجامعات؛ ليتعلم مزاول مهنة العمارة مزيدا من معايشة الواقع الاجتماعي والاقتصادي في مجتمعنا بجميع شرائحه المختلفة ليعرف كيف يصمم الفراغات الصالحة للشاغل السعودي.. وتحتاج أيضاً إلى مزيد من البحث التطبيقي من مركز بحوث البناء والإسكان (تتبناه وزارة البلديات والإسكان) ليكون لدى مصمم المسكن من خلال المركز -قاعدة البيانات عن مهارات البناء ومواد البناء وأساليب الإنشاء في المناطق المختلفة في المملكة.. عند ذلك ستكون لدينا منازل سعودية طبقاً لتصميمات خاصة بهوية سعودية يسكنها شعب همته كجبال طويق... ودمتم بود.