هياء هديب الشهراني كاتبة سعودية، في رصيدها كتابان عبارة عن قصص مهتمة بالتراث وحكايات الأجداد؛ الكتاب الأول «حنا بدو» والثاني «راوي على سفح جبل» تحدثت في حوارها مع صفحة زاد المعرفة عن أدب التراث وواقع الأدب بشكل عام وجوانب أخرى: * بماذا يتميز أدب التراث عامة وفي المملكة خاصة؟ * التراث هو مجموعة التقاليد والعادات والمبادئ والثقافة الموروثة، التي تتناقلها الأجيال وتفتخر بها الشعوب وهو علامة فارقة يمتاز بها كل مكان عن غيره ويعتبر ذاكرة حية للشعوب، فلكل منطقة تراثها وثقافتها التي تميزها عن المناطق الأخرى حتى لو كانت في نفس الدولة، فهو يميز هوية الشعوب وتنوع ثقافتها، ويحكي عن تراكم خبرات المجتمع. وتميزت المملكة وتفردت عن غيرها من الشعوب بتنوع تراثها وأصالتها فهي تفخر بتراثها وتعمل على الحفاظ على هويتها وتشجيع الاهتمام به وتوثيقة في كل محفل ومناسبة ونحن نرى جهود حكومتنا الرشيدة في تعزيز الهوية والحفاظ على تراثنا وإرثنا الثقافي، فنحن شعب نعشق تراثنا ونفتخر به ونطوره. * هل استطاع أدب التراث أن يكون وَثيقة لحفظ التراث وصونه ونقله للأجيال المتعاقبة؟ * لاشك أن أدب التراث له أكبر الأثر في صون التراث كونه الحلقة الوثيقة بين الماضي والحاضر، والأدب يحفظ كنوزا جمة من ثقافتنا لولاه لاندثرت واختفى ذكرها في الجيل الحالي، ويحمل كل ما في الماضي من جمال وقيم وعادات وتقاليد وجمال معنوي أو مادي من مبانٍ وتصاميم وأزياء تميز الشعوب عن بعضها البعض، فأدب التراث هو استعادة مجموعة القيم والمبادئ والفنون القديمة وعرضها والحفاظ عليها بأسلوب شعري أو نثري يترسخ في الأذهان. وتكمن أهمية التراث أيضًا بأنه نشاط معاصر يمكن أن يدخل في السياسة والحوار بين الثقافات المختلفة، وقد يكون قاعدة للتنمية الاقتصادية. * كيف تنظرين إلى قارئ اليوم وهل برأيك لوسائل التواصل دور في تغيير توجهات القراء؟ * لا يخفى علينا ما أَحدثته هذه الشبكات التفاعليَّة مِن نقلات نوعية في حياة الناس، فأصبحوا مهووسين بها، ويجدون صعوبةً في الإقلاع عنها؛ بسببِ ما وفَّرَتْه لهم من إمكانات. وسهولة الوصول على المعلومات، ولكن تبقى القراءة هي المصدر الموثوق والآمن في الحصول على المعلومة؛ والكثير منا يعشق القراءة ويقتني الكتب التي تثري مكتبته حسب اهتمامته وهوايته. * ما رأيك بسوق النشر والتوزيع المحلي؟ وهل تأثر بسوق النشر الإلكتروني؟ * يعتبر النشر الإلكتروني من أهم التقنيات المعاصرة التي تسهم في تعميم المعرفة وإيصالها إلى أي مكان في العالم، وقد فرض سوق التوزيع الإلكتروني نفسه على الساحة الإعلامية كمنافس قوي للتوزيع الورقي؛ بالإضافة إلى ظهور الأجيال الجديدة التي لا تقبل على الكتب المطبوعة. ولكن برأيي الشخصي أرى أن النشر الإلكتروني لن يحل محل التوزيع الورقي، فالكتب ودور النشر تقوم بجهود جبارة في المشاركة في المعارض المقامة سواء في المملكة أو في الخارج مما يساهم في نشر الكتب والإقبال عليها من خلال الإعلان عنها وجذب القراء. * هل أنت مع التخصص في مجال الكتابة، أم أن الإبداع فضاء مفتوح، لا يحكم؟ * الكاتب يكتب حسب ما يملي عليه إحساسه قد يبدع في مجال معين ويتميز به؛ ولكن دائمًا إحساسه وميوله هو من يقوده في اختيار كلماته وعبارته. * كيف ترين مكانة الأندية الأدبية اليوم وهل لا تزال مؤثرة في الوسط الثقافي؟ * لا أستطيع أن أجزم بدورها في البيئة الثقافية؛ لقلة خبرتي بها ولكن أتمنى أن تدعم الكتاب المبتدئين وتؤدي دورها المأمول في خدمة الأدب والأدباء في شتى مناطق المملكة، على أساس يحقق رؤية 2030. حنا بدو راوي على سفح جبل