الأندية السعودية (مجملاً) مرت بعثرات، وكان من أهم أسباب عثراتها هو عدم الاستقرار على العناصر، وعلى الهوية الفنية للفريق، وكذلك على الإدارات، وكان الهلال أفضل الأندية في جانب الاستقرار سواء أكان الاستقرار يختص باللاعبين أو الإداريين، أما عندما تتجه الأعين على المدربين فقلما يُذكر أن مدرباً أمضى مع الهلال عامين متتاليين، وثمة أمر يدور الهلال في أرجائه منذ عقود من الزمان، يحقق الفريق بطولات كبيرة مع مدرب، ثم تأتي نتائج سلبية، فتهب رياح إقالة المدرب حتى يُقال، فيأتي من يخلفه ويحقق ذات النتائج أو ما يوازيها، ثم يمر بذات المرحلة فيقال. في هذا الموسم شخصت أمام الهلال العديد من المشكلات، منها تداخل المسابقات، وإعداد المنتخب السعودي الذي عمد إلى جل لاعبي الهلال فاختار أكثرهم، وكذلك المنع من التسجيل الذي تسبب للهلال بقصور فني من تواجد بعض الأجانب الذين لا يرضى الهلاليون عن مستوياتهم، فانحرف مسار الفريق عن تحقيق النتائج الإيجابية، ولم تزل به حتى مال إلى النتائج السلبية؛ فخسر أموراً ما كان للهلال أن يخسرها،فهل يُلام المدرب في الغيابات التي عصفت بالفريق؟ أم يلام بأن لا يختار محترفاً أجنبياً واحداً؟ أم بالكم الهائل من الهجمات التي تضيع؟ أم بالأخطاء الفردية للمدافعين؟ وإن أقيل فما عسى أن يفعل من يخلفه -إن استمرت الظروف-؟ يجب على إدارة الهلال أن تعي حجم الصعوبات التي تواجه الفريق، وهي أهل لذلك، ولا أظن إقالة مدرب حلاً سيغير المعادلة بالفريق، فالاستقرار أعظم من ذلك كله، خاصة إن كان المدرب يبني فريقاً صعباً على الخصوم، فهو أهم المسالك التي تبقي الهلال في الطريق الصحيح لتحقيق المزيد من الألقاب.