لم يُستكشف قطاع التعدين في المملكة ومكامن قوته الضخمة، إلا خلال السنوات الماضية، وأصبح اليوم من القطاعات الواعدة التي عضدتها رؤية 2030، بعد الكشف عن معادن تزيد قيمتها على 1.3 تريليون دولار في المملكة، وهو الأمر الذي فتح فرصًا هائلة وضخمة للاستثمار وتعظيم آفاق صناعة التعدين، وتعضيد مخرجات المواد غير النفطية لتكون رافداً للعوائد المالية في مرحلة ما بعد الاعتماد على النفط. تنويع الاقتصاد تبذل المملكة جهوداً ضخمة لتنويع الاقتصاد المعتمد على النفط بشكل كبير، وغيرت هذه الفلسفة، نظرة العالم، للمملكة بعد تحولها الاستراتيجي صوب اكتشاف المعادن والفلزات واستخراجها. ووضعت السعودية خطة ضمن رؤية 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لضخ مئات المليارات من الدولارات لتنويع الاقتصاد بعيدًا عن النفط. ولقيادة المساهمة في تطوير المنطقة التعدينية المتميزة التي تمتد من إفريقيا إلى وسط وغرب آسيا، تحتضن الرياض مؤتمر التعدين الدولي في نسخته الثانية خلال الفترة من 10 -12 يناير الجاري، تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، لمناقشة دور المعادن في صناعات تحول الطاقة والذي يتطلب استثمارات بمليارات الدولارات في إنتاج المعادن والفلزات الجديدة؛ حيث يُوفّر مؤتمر التعدين الدولي نقطة التقاء تشتد الحاجة إليها للمنتجين والمستثمرين لإيجاد طرق مفيدة للطرفين لتطوير الثروة المعدنية الهائلة غير المستغلة للاقتصادات الناشئة عبر آسيا وإفريقيا والشرق الأوسط. * مركز تعدين جديد وأكد خبراء ل"الرياض" أن مؤتمر التعدين الدولي يشكل فرصة ممتازة لتشكيل مركز تعدين إقليمي جديد، مما يسمح للمعنيين بهذه الصناعة بالنظر إلى الآثار المترتبة على هذا النقص في المعروض، كما أن ذلك سوف يساعد المنطقة على تطوير مواردها وابتكار طرق تعدين جديدة من أجل تحقيق توفير المعادن من مصادر موثوقة ومسؤولة. وقالوا إن المؤتمر يعد الحدث الأهم في استراتيجية صناعة التعدين للمساهمة في نجاح تحول الطاقة، مضيفين أن الاقتصاد العالمي منخفض الكربون سوف يحتاج إلى مزيد من المعادن، مع ضرورة مراعاة أن يكون التعدين، حتى في ظل تزايد هذه الحاجة، بطريقة مسؤولة ومستدامة، وسيتطلب تحقيق ذلك مزيداً من التعاون وتبادل المعرفة والخبرة بين شركات التعدين، والمستثمرين، والحكومات، والمجتمعات. * منطقة الدرع ثروة ضخمة وتحتوى منطقة الدرع العربي على ما قيمته 1.3 تريليون دولار من القيمة المحتملة للمعادن والفلزات؛ كما تحتوي على معادن مهمة لتقنيات مثل بطاريات السيارات الكهربائية، وتوربينات الرياح التي سوف تلعب دوراً في تحقيق الاستدامة، خصوصاً أن هناك كميات هائلة من هذه المعادن مطلوبة بشدة في الوقت الحاضر وفي السنوات القادمة. * منصة دولية شاملة ويعد مؤتمر التعدين الدولي منصة دولية شاملة، تُتيح الفرصة للمستثمرين وشركات التعدين والأطراف المعنية بقطاع التعدين، على مستوى العالم، للالتقاء والاطلاع على كل ما يهمهم حول إمكانات وفرص قطاع التعدين في منطقة التعدين الناشئة، والحديث حول كيفية بناء صناعة تعدينٍ مستدامة، والاطلاععلى الإمكانات الجيولوجية الهائلة للمناطق المُستهدفة، واعتبر عدد من خبراء التعدين العالمين أن أجندة برنامج جلسات "مؤتمر التعدين الدولي" ستشكل منصة للحوار الذي يستطلع آفاق التعدين ويفتح باب استكشاف فرص الاستثمار في المنطقة والعالم، بالإضافة إلى إتاحة الفرصة للجميع ليطلعوا على الدور المحوري لاستدامة القطاع. o تلبية الطلب العالمي وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة "غولد أند ماينرالز"، بريان هوسكينغ، إن مؤتمر التعدين سيسلط الضوء على الفرص والإمكانيات الهائلة لمناطق الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، مشيراً إلى أن منطقة الدرع العربي الغنية بالمعادن والحزام المعدني تيثيان – أوراسيا، يعرفان بقدرتهما على تلبية حصة كبيرة من الطلب العالمي المتزايد على المعادن والفلزات. * 2000 مشارك ويشارك في فعاليات المؤتمر، أكثر من 2000 شخص من أكثر من 100 دولة، وأكثر من 150 من كبار المستثمرين العالميين، و100 متحدث دولي بارز، بينهم عدد من الوزراء المعنيين بقطاع التعدين، وقادة الاستثمار التعديني على مستوى العالم، بالإضافة إلى قادة القطاعات المالية، ورؤساء كبرى شركات التعدين، من مختلف الدول. وسيبدأ أول أيام المؤتمر غداً باجتماع الطاولة المستديرة لأصحاب المعالي الوزراء المعنيين بقطاع التعدين. * أجندة ثرية وجلسات ويشهد اجتماع الطاولة المستديرة الثاني للوزراء المعنيين بشؤون التعدين الذي ينعقد اليوم الثلاثاء في إطار مؤتمر التعدين الدولي تمثيلاً غير مسبوق في مجاله من حيث عدد الدول المشاركة فيه؛ التي بلغ عددها 60 دولة ممثلة ب40 وزيراً وعدداً من المسؤولين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى 10 منظمات إقليمية ودولية. o أرض الفرص وفي اليوم الأخير للمؤتمر، سيتم تسليط الضوء على المملكة العربية السعودية في جلسة تحت عنوان: "أرض الفرص - قوة إقليمية"، وكذلك جلسات حوارية حول "فرص الاستثمار العالمية والوصول إلى رأس المال"، تتبعها عدد من الجلسات الحوارية الرئيسة. ويناقش المؤتمر تعزيز التعدين المسؤول والمستدام وزيادة القيمة لثروة المنطقة المعدنية، من خلال رفع مستوى الشفافية، وتطوير المنطقة لتصبح مركزًا متكاملًا لإنتاج المعادن الخضراء، بالإضافة إلى مناقشة تنمية التعاون الدولي لإنشاء مراكز تميز في المنطقة لزيادة إسهاماتها في إمداد معادن المستقبل. المملكة أطلقت مؤتمر التعدين الدولي استشعارًا منها لأهمية قطاع التعدين والمعادن في العالم وتأثيره على الانتعاش الاقتصادي وعلى مستقبل العديد من الصناعات التي تؤثر في حياة المجتمعات ورفاهيتها.