«صفقة التاريخ» وإضافة عالمية من النوع الثقيل للدوري السعودي للمحترفين وهي الثانية، حيث كانت بلا شك الإضافة الأولى فوز المنتخب السعودي الوطني على فريق الأرجنتين في كأس العالم «2022» في قطر التي لمع فيها مستوى الكرة السعودية وما وصلت إليه، وهذا واضح منذ اللحظات الأولى بعد الإعلان الرسمي عن ضم الأسطورة البرتغالي «كرستيانو رونالدو» لنادي النصر، في كمية الزخم والتأثير الإعلامي في كافة القنوات الرياضية العالمية وبرامج التواصل الاجتماعية المختلفة وعدد المتابعين والتفاعل فيها لمتابعة تفاصيل هذا الحدث التاريخي، ليبرز تباعًا ما تشهده المملكة من تطورات اقتصادية وفنية وحراك سياسي مهم على كافة المستويات، واستضافتها لأهم الأحداث الرياضية الماضية على مستوى الراليات، فورمولا إي وغيرها بالإضافة إلى إعلان المجلس الأولمبي الآسيوي اختيار المملكة العربية السعودية لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الشتوية في عام «2029» في مدينة نيوم المستقبلية العملاقة، وستكون المملكة مركزاً عالمياً في قطاع الألعاب الإلكترونية بحلول عام 2030، واستضافة المملكة لبطولة العالم للكبار في رفع الأثقال، كل ذلك وبشكل جلي يزيد بريق هذا الوطن، ويدرك كل ذي لب أن المملكة أصحبت نقطة جذب عالميًا ليس اقتصاديًا وسياسيًا فقط بل رياضيًا، ومنطقة خصبة لرؤوس الأموال والفنون والثقافة، كل هذه العناصر تكون في الحسبان حين عقد أي صفقة عالمية كبيرة أو استثمار في أي مجال كان. المملكة الآن في قمة تألقها للكثير من مثل هذه الاستثمارات وخاصة رياضيًا وثقافيًا، لما تتمتع به من مقومات حديثة وبنية تحتية ذات جهوزية عالية، وها هي الرياض عاصمة القرار والرقم الصعب في كافة الأحداث ومن أجمل مدن العالم حضاريًا، وتنعم بشتى أنواع الترفيه والتسويق والمعالم السياحية، ومحل اهتمام عالمي تتسلط عليها الأضواء في كل مجال أو حدث، وبلا شك الدوري السعودي ضمن ذلك الاهتمام العالمي والعربي خاصة أنه يأتي كأحد أكثر البطولات شعبية وانتشارًا في الشرق الأوسط وقارة آسيا ويتواجد فيه عدد كبير من اللاعبين العالميين المحترفين في صفوف الأندية السعودية، ويأتي تصريح رونالدو في نفس الإطار قائلاً: إنه متشوق لتجربة دوري كرة قدم جديد في دولة مختلفة، وأضاف: إن الرؤية التي يعمل بها نادي النصر ملهمة جدا، وأنه متحمس للانضمام مع زملائه بالفريق ليعملوا سويا لتحقيق المزيد من النجاحات لنادي النصر العالمي العريق. وفي حديث سابق لنجم المنتخب المصري السابق أبو تريكة خلال ظهوره في أحد الأستوديوهات الرياضية عن انضمام النجم البرتغالي كرستيانو رونالدو إلى صفوف نادي النصر السعودي قائلاً: «العقل والعاطفة تقول إن اللاعب يجب أن يبقى في أوروبا»، وأضاف «كنتُ أتمنى منه يعني «رونالدو» لو لم يجد عقدا في أوروبا أن يعتزل اللعبة، ويحاول يمسك منتخب البرتغال كمدرب»، أعتقد أنه جانبه الصواب في رأيه هذا، وعكس الأمور على نفسه ومن وجهة نظره. رونالدو لاعب كبير والأشهر في العالم وما زال أمامه فرص كبيرة، درس كل العروض المتاحة له واختار الأفضل منها وفق الكثير من المعايير والمؤشرات التي تساعده في تحقيق نجاحات وإنجازات جديدة وبارزة في مشواره الرياضي. أعتقد أنه في الأيام القادمة ستشهد المملكة توافد الكثير من مشاهير كرة القدم وغيرهم من مشاهير الثقافة الفنون والمال، وسيقام الكثير من المناسبات العالمية، وهي فرص سانحة لإبراز مستويات متقدمة للكرة السعودية وتطورها، ودافعية أكبر للاعبين المحترفين في تقديم مستويات مشرفة، وزيادة عناصر التشويق والمتعة في الدوريات والمباريات المحلية والتي ستصبح مقصدا للكثير من المهتمين في أنحاء العالم للقدوم للسعودية ومشاهدتها. * مختص في الإرشاد النفسي والتربوي (جامعة الإمام)