الفيصل أو «كيسنجر العرب» و«المنقذ» و«الحكيم»، وفقيه السياسة والدبلوماسية.. ألقاب متعددة ارتبطت بالرجل نظرا لأنه كان وزيراً يمكث في طائرته أكثر مما يجلس على كرسيه بالوزارة.. لعل الصورة الجمالية الأكثر بهاءً وجمالًا والتي لن ينساها الشعب السعودي الأبي الكريم الواثق بالله ثم في قيادته الحكيمة، وعمق اللُحمة التي تميز السعوديين في توادهم وتراحمهم وارتباطهم بقادتهم وببعضهم البعض عن باقي شعوب الأرض قاطبة.. صورة سيدي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وهو "يعدّل" في تواضع واحترام وإجلال، يُعدل عقال الراحل الكبير عميد "الدبلوماسية العالمية" الأمير سعود الفيصل - رحمه الله -، وكان ذلك في آخر لقاء علني لسموهما الكريمين قبل وفاة الفيصل نجل الفيصل يوم التاسع من يوليو 2017 م، لتبقى الكلمات التي بادر - يرحمه الله - بحديث القلب للقلب حين قال للقائد الاستثنائي وهو يستشرف المستقبل للأمير الطموح الشاب المتواضع بأنه سيكمل حصاد الدبلوماسية السعودية "أمميًا وعالميًا" بل ويصنع التاريخ، (خدمك المال والبنون يابو سلمان)، لتبقى تلك الصورة حاضرة وتلك الالتقاطة وذلك الجمال راسخ في الأذهان كلما ذُكر الراحل الكبير سعود الفيصل. اليوم تهنئ القيادة السعودية باستمرار نهج العلو في الهمة والأنفة في الحضور والشموخ والإباء التي صنعت من الحراك الدبلوماسي السعودي نموذجًا فريدًا قلّت محاكاته في عالم اليوم، السعودية بنجاحات سياستها الرزينة في غير "سكون" والمتقدة حيوية ونشاطا وتأثيرا في غير "عجلة"، ولكم أن ترجعوا بعقارب الساعة "لا الزمان" إلى حيث الحراك الدبلوماسي العالمي المتسارع الذي "بات لحظي الرتم" فيقابله إنجاز سعودي موازٍ له في النشاط متفوق عليه في "الأثر" ليصل ذلك (الحراك) حد الإبهار في كل قضايا الساعة وأينما وحيثما حلت بوصلة قضايا الساعة! في سلسلة - بحول الله - أعد فيها قراء "بصريح العبارة" الكرام سأسرد إنجازاتنا في مملكة الحُب والسلام والوئام، أسرد سلسلة "السعودية دروس وعِبر" في مجالات عدة، سياسية واقتصادية، الاستراتيجية منها والجيوسياسية والسياحية والرياضية والمجتمعية التي جعلت وطن العطاء المملكة العربية السعودية "الأول عالميًا" في الحراك السياسي السلمي، بشهادة جميع العرب والمسلمين والأصدقاء وربما الأعداء ممن ينشدون الود كلما تذكروا بأس السياسة والسياسيين في بلد الحكمة ومهدها، نعم الأصدقاء والأعداء على حد سواء أجبرتهم الحكمة والحنكة السعودية في "الماضي" للشهادة بأن المملكة "الرقم الصعب" في السياسة الذي لا يمكن أبدًا تجاوزه، كما يقول العالم اليوم ويشهد عمليًا "بذات النهج المتأصل الراسخ" للحراك السياسي "الفريد" وهو النهج والغاية والهدف الذي سار عليه الراحل الكبير سعود الفيصل عبر أربعة عقود من الزمان منذ 1975م وإلى 2015م حين رحيله - يرحمه الله -. الفيصل أو «كيسنجر العرب» و«المنقذ» و«الحكيم»، وفقيه السياسة والدبلوماسية.. ألقاب متعددة ارتبطت بالرجل نظرا لأنه كان وزيراً يمكث في طائرته أكثر مما يجلس على كرسيه بالوزارة، ساهم - رحمه الله - في تشكيل تحالف عربى للتخلص من الحوثيين وإعادة الشرعية في اليمن، عاصر الحرب «العراقية - الإيرانية»، والغزو العراقى للكويت عام 1990، والانتفاضتين الفلسطينيتين الأولى والثانية، وأحداث الحادي عشر من سبتمبر عام 2001، وثورات الربيع العربى وكان الرقم الصعب والشاطئ الهادئ الذي ترسو فيه كل سُفن العالم وتركن وتهدأ، لتعود إلى حيث يريد لها "السعودي" أن تعود! الفيصل: حالتي الصحية أشبه بحال الأمة العربية ، عقب رحيل الملك عبدالله، وعقب عودته من رحلة علاج بالخارج، بعد إجرائه عملية جراحية، وأمام مجلس الشورى، طلب وزير الخارجية السابق، العذر من أعضاء المجلس، قائلاً: "أستبيحكم عذراً أن أكون بينكم اليوم وأنا لا أزال في طور النقاهة إثر عملية جراحية كانت حالتي فيها أشبه بحال أمتنا". لن تسعني المساحات ولا الكتب والمجلدات لأنقل واكتب بفخر عما قيل في حق الراحل الكبير، لكني هنا سأختم بما قاله الرئيس العراقي صدام حسين - رحمه الله - حين أجاب عن الرجل الذي يخشاه فقال: "سعود الفيصل أدهى من قابلت في حياتي، فحينما كنت في حرب إيران جعل العالم معي وبعد أن دخلت الكويت قلب العالم ضدي"، وأضاف صدام: "كل ذلك يكون في مؤتمر صحفي واحد، ولو كان لدي رجل كسعود الفيصل لحكمت العالم".