لا تستغرب إذا وجدت سائحاً من أبعد بلاد العالم يقف مبهوراً وهو يشاهد فعاليات مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل على أرض الصياهد في عاصمة وطننا الحبيب الرياض، فقد ذهبت إلى هناك متوقعة أن أشاهد حدثاً محلياً فريداً، لكني فوجئت بمهرجان بمواصفات عالمية، يندر أن تجد مثله في أي مكان على وجه الأرض، بعدما تحول المهرجان إلى واجهة ثقافية وتراثية وترفيهية واقتصادية واجتماعية استثنائية. من يحظى بزيارة المكان ويدخل في قلب الفعاليات سيجد نفسه في عالم فريد، يجذبك من اللحظة الأولى لوصولك، يحملك بذكريات طويلة ستحتاج إلى وقت طويل وأنت ترويها لم يشاهدوا المهرجان، كل شيء مستواه عالٍ: التنظيم، المنافسات، النشاطات المصاحبة، المعارض، شباب وشابات الوطن الذين يقدمون صورة مبهجة تحفز على الطاقة الإيجابية والسعادة، حتى الجمهور الرائع الذي يتفاعل مع كل شيء داخل المهرجان. لم أحتج إلى وقت كبير لمعرفة سر هذا التوهج في تحويل الحدث التراثي المحلي فعالية عالمية، استقطبت زوارا من كل مناطق ومدن المملكة، ليحيوا الموروث الثقافي العريق لوطنهم، وزوارا وسائحين من مختلف بقاع المعمورة، السر يعرفه الجميع، ويتمثل في دعم القيادة الرشيدة حفظها الله، فقد أنشأ نادي الإبل الذي يقف وراء تنظيم المهرجان عام 2017 بتوجيه ملكي كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -رعاه الله-، وأقيم تحت إشراف عراب الرؤية والقائد الملهم صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، علاوة على أنه يحمل اسما غاليا على قلوب السعوديين، مؤسس الوطن وباني نهضته الحديثة الملك عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه-. من هنا جاءت فعاليات المهرجان عالمية، تجمع بين المحافظة على الأصالة والاتجاه الحضاري المعاصر، وتنشر الوعي والمعرفة بالإبل وثقافتها وارتباطها بالموروث السعودي، وتجتهد في تطوير اقتصاديات الإبل ومستقبلها، وتقدم مئات الفرص الوظيفية لشباب وفتيات الوطن، والكثير من الأسر المنتجة التي عاشت أياما لا تنسى داخل المهرجان. تحية شكر وعرفان لكل من ساهم في تنظيم المهرجان وعمل على الارتقاء به لأعلى المراتب، ومن فتح الباب أمام الأسر المنتجة لتكون عنصرا فاعلا في إحياء التراث الوطني، وتصبح شريكا لا يمكن الاستغناء عنه في جميع الفعاليات. *إعلامية