أهدى النصر مرحوم وسيف وعاش احتفاليات ست بطولات معه الشريم: جاء الجنوبي لناديه مهاجماً فوجد نفسه مدافعاً ودعت الساحة الرياضية الاثنين الماضي واحدا من نجوم نادي النصر في عصره الذهبي الظهير الأيمن الخلوق والمدرب الوطني ومعلم التربية الرياضية السابق محمد عبدالله الجنوبي (67 عاما) الذي توفي إثر نوبه قلبية رحمه الله. والفقيد أب لثلاثة أولاد "فواز – فهد – حسام"، بجانب ثلاث من البنات، وتميز بأخلاقه العالية وابتسامته الدائمة، وكان مدافعاً مثالياً يحترم خصمه بروحه الرياضية وأدائه النظيف البعيد عن الألعاب الخشنة رغم مركزه الدفاعي. التحق المدافع الراحل بصفوف النصر عام 1394ه - 1974م عندما أنهى دراسته الإعدادية في محافظة حوطة بني تميم، وجاء للرياض لإكمال دراسته بمعهد التربية الرياضية، وكان من زملائه بالمعهد نجما الهلال السابقين عبدالله فودة (العمدة) وسلطان النصيب. هداف شباب النادي مثل الجنوبي ناديه على مستوى الناشئين والشباب في مركز رأس الحربة، وتدرج إلى أن وصل إلى الفريق الأول، وكان مدربه آنذاك -مكتشف النجوم- اليوغسلافي العالمي بروشتش الذي كان يتابع درجة الشباب وأعجب بالجنوبي ورأى فيه قدرات دفاعية بارزة لحاجة الفريق الأول لظهير أيمن في تلك الفترة. ونجح محمد في مركزه الجديد ورسخ اسمه على خارطة الفريق الأول الذي كان يضم نخبة من ألمع المدافعين أمثال عيد الصغير وفهد بن دحم وتوفيق المقرن ومحمد سعد بخيت وقبلهم سعود أبو حيدر ومحمد الهديان رحمهما الله. ست بطولات نصراوية لا تنسى وفي الفترة التي صعد فيها الجنوبي للفريق الأول حقق النصر ست بطولات: الدوري التصنيفي وكأس الاتحاد وكأس الملك عامي 1395- 1396ه، بجانب أول وثاني لقب لبطولة الدوري الممتاز في تاريخ نادي النصر موسمي 1400- 1401ه، إضافة إلى إحراز كأس الملك لعام 1401ه. الشريم: بروشتش حوله من الهجوم للدفاع ويروي ل»الرياض» الرئيس الأسبق لنادي الأنوار بحوطة بني تميم والصديق المقرب للاعب الراحل الأستاذ عبدالرحمن الشريم بعض الجوانب من تاريخ الكابتن الجنوبي -رحمه الله- قائلاً: «درس محمد أربع سنوات من المرحلة الابتدائية مع أخيه إبراهيم الذي يصغره بعام في مدرسة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بشارع الفريان في مدينه الرياض، ثم انتقل ليعيش بعض سنوات عمره في حوطة بني تميم التي أكمل فيها دراسته للمرحلة الإعدادية عام 1393ه، وعاد في العام التالي للعاصمة الرياض لرغبته في إكمال دراسته بمعهد التربية الرياضية، وتخرج بعد ثلاث سنوات معلماً للتربية البدنية، وخلال تلك السنوات التحق بنادي النصر عام 1394ه، ولعب في درجة الناشئين ثم الشباب وكان مهاجماً بارزاً وهدافاً للفريق في دوري الشباب والناشئين، وهو ما لفت انتباه المدرب بروشتش فاستدعاه للفريق الأول وأقنعه بتغيير مركزه من رأس حربة إلى ظهير أيمن، ولم يكن محمد -كما سبق أن ذكر لي- راضياً في البداية عن هذا القرار، لكن المدرب أقنعه في النهاية لم شاهد فيه من مقومات الظهير وأبرزها السرعة التي كانت من صفات محمد. وتذكر بداية التحاق الجنوبي في النصر تزامنها مع انتقال نجم الوحدة سعود حريري لصفوف «فارس نجد»، وكان الفريق يتمرن آنذاك في ملعبه الترابي بشارع الجامعة». مساعداً للمدرب بمونديال الأندية بعد اعتزال الكابتن محمد الجنوبي اتجه إلى ميدان التدريب والتحق بعدد من الدورات التأهيلية للمدربين الوطنيين، وكان الساعد الأول لمدرب النصر إبان مشاركته العالمية في أول مونديال للأندية العالمية عام 2000م. وأوكلت إليه مهمة تدريب النصر في دورة الصداقة الدولية بأبها وفي مشاركة أخرى للنصر بدورة صداقة في لبنان. أول من اكتشف موهبة (مرحوم) عمل النجم الراحل في حقل التعليم مدرساً للتربية الرياضية بمدرسة أبو عبيدة بن الجراح الابتدائية في منفوحة، ثم بمدرسة الزبير بن العوام في حي الحبونية، إضافة إلى مدرسة ابتدائية بحي السويدي. وكان من تلاميذه نجميا النصر السابقين مرحوم المرحوم وفيصل سيف، وكان الجنوبي أول من اكتشف موهبتهما وسجلهما بكشوفات النصر، كما درب الراحل فريق نادي الصم بالملز. دعم انتشار الرياضة المدرسية وكان الجنوبي حريصا على دعم وانتشار الرياضة المدرسية وكرة القدم بالذات، وتولى مع المدرب الوطني بندر الجعيثن قيادة منتخب مدارس مركز الإشراف التربوي بحي السويدي. رحم الله النجم الراحل رحم الله النجم النصراوي الراحل والأستاذ المربي محمد الجنوبي وأسكنه فسيح جناته.. رحل مخلفاً ورائه سمعه عطرة وسيرة حسنة لواحد من نجوم (فارس نجد) في زمنه الجميل. رئيس الأنوار يطلي سيارته بألوان نادي النصر! رئيس الأنوار الشريم (يسار) مع سيارته النصراوية وصديقه حسن آل الشيخ 1398ه عبدالرحمن الشريم يميل الرئيس الأسبق لنادي الأنوار بحوطة بني تميم والصديق المقرب لنجم النصر الراحل محمد الجنوبي.. الأستاذ عبدالرحمن الشريم إلى تشجيع نادي النصر بانتماء قوي، وأكد ذلك في حديث لا يخلو من الظرافة للصفحة، قائلاً: «كنت أمتلك قبل 46 عاماً أول سيارة في المملكة مطلية باللونين الأصفر والأزرق شعار نادي النصر السعودي، إذ كنت ميالاً لهذا النادي الكبير بتاريخه وانجازاته، اشتريتها من شركة الهملان بحي الشفاء، وكانت تويوتا كروسيدا موديل 1978م زرقاء اللون، وبادرت إلى طلائها باللون الأصفر بجانب لونها الأساسي في صناعية محافظة الخرج، وامتد اللون الأصفر إلى المراتب الداخلية والكبوت وتمثال مقدمة السيارة و(طيس) إطاراتها الأربعة. وقد حرصت على التقاط صورة تذكارية لي مع سيارتي النصراوية عام 1398ه، ويظهر معي في الصورة من أبناء حوطة بني تميم صديقي العزيز حسن بن صالح آل الشيخ». محمد الجنوبي -رحمه الله- في صورة حديثة النجم الراحل -يمين- في احتفالية الفوز بأول دوري للنصر 1400ه حاملاً ابنه الأكبر فواز 1407ه الراحل مع صديقه عبدالرحمن الكنعان في حي معكال 1391ه الجنوبي مع توفيق المقرن وفهد بن دحم في معسكر خارجي 1398ه مع نجم المنتخب والأهلي إبراهيم مريكي -رحمهما الله- في اعتزال السيكا 1399ه الجنوبي الثاني من اليمين مع فريق متوسطة حوطة بني تميم 1393ه