تنداح الذكريات من مخيلة لاعب النصر السابق"الجوكر"سعد السدحان 53 عاماً، وهو يتحدث عن مشواره الكروي العريض، في مستهل حديثه قال:"سجلت في كشوفات النادي عام 1387ه عن طريق فريق نمور النصر، وكان المشرف على الفريق الكابتن أحمد السوداني، وكنت في الثانية عشرة من عمري، ومثلت النادي عن طريق الأشبال، وأتذكر من زملائي الأشبال آنذاك سعد الحوبان وفرحات". ويضيف السدحان:"أشرف على تدريباتنا في ذلك العام عدد من المدربين السودانيين والمصريين منهم أحمد عبدالله والد ماجد عبدالله وعبدالله الكنج والد الحارس الخوجلي وميمي عبدالحميد وحسن خيري، ولكن البداية الرسمية مع المدرب اليوغسلافي بروشتش، وكانت أول بطولة أسهمت في تحقيقها للنصر كأس بطولة الدوري التصنيفي عام 1395ه على حساب الأهلي، وكانت النتيجة 2- صفر بقيادة المدرب بروشتش". ولا يزال السدحان يتذكر بداياته في عالم كرة القدم:"كنت ضمن أفراد منتخب المدارس عام 1393ه وبعد عودتنا من الدورة المدرسية قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تطعيم فريق المدارس ببعض لاعبي منتخب الشباب، وقرر أن نمثل المملكة في تصفيات آسيا المقامة في طهران للأولمبياد التي أقيمت نهائياتها في مونتريال 1976، ولعبنا أمام منتخبات درجة أولى بينما فريقنا لعب بطاقم من الناشئين، ومع ذلك حقق الفريق نتائج جيدة، إذ فزنا على العراق بهدفين من دون مقابل وعلى البحرين بهدف، وخسرنا بصعوبة من الكويت وإيران، وفي لقائنا مع العراق كنا متقدمين بهدفين على رغم فارق السن والخبرة، وقبل نهاية المبارة بعشر دقائق حاولت أن أسدد إحدى الكرات ما تسبب في سقوط"البوت"من قدمي، وقبل أن آخذه سبقني لاعب عراقي وأرسلها إلى المدرجات، وحاولت أن أستردها ولكن الجمهور رفض ذلك، ولم يعدها إلا بعد أربع دقائق وأنا خارج الملعب، وعلى رغم هذا الموقف المحرج إلا أنني كنت أضحك من نفسي كما ضحك زملائي من هذا الموقف". ولا ينسى"جوكر"النصر المواقف التي جمعته برئيس النصر الراحل الأمير عبدالرحمن بن سعود"لا أنسى هنا الإشارة إلى المواقف الطيبة لرئيس نادينا الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله، فأتذكر عندما سجلت في نادي النصر كان عمري 12 عاماً، وشاهدني المدرب في التدريب وطردني وقال: هذا صغير. فخرجت من الملعب متأثراً، وكان الأمير عبدالرحمن جالساً يشاهد التدريبات كعادته، وسألني عن المشكلة مع المدرب، وبعدها أرجعني للنادي وكان سبباً في استمراري مع النصر وتألقي". ويتذكر السدحان طريقة صرف الملابس والمستلزمات الرياضية للاعبين فيقول:"الملابس كنا نأخذها من النادي، أما الأحذية الأبوات فكانت تصرف لنا بواسطة خطاب موجه من النادي إلى شخص سوداني الجنسية يدعى الفلو، ويقوم بتفصيل الأبوات الجلدية ويضع أسفلها كدايس خشبية مثبتة بمسامير، ونتسلّمها منه بعد أسبوع من محله في الحلة، وفي حقبة التسعينات الهجرية تطورنا وأصبحت الملابس والأحذية تصرف للاعبين بخطابات من الأندية عن طريق أحد محال الرياضة في شارع الثميري، وكانت"أديداس"أول ماركة أحذية رياضية نلبسها". ويشير السدحان إلى التنافس بين النصر والهلال، معتبراً أن التنافس في السابق كأن أقوى منه في الحاضر"كانت الجماهير تتحدث عن اللقاء قبل انطلاقته بأكثر من أسبوع، عكس هذه الأيام، وكان لاعبو الفريقين يمثلون المنتخب الذي كان يعتمد في قوته على نجوم الفريقين بدرجة كبيرة، وهما منبع النجوم، أما الآن فالنجوم محصورون بواقع اثنين أو ثلاثة في كل فريق". وعن غياب المواهب في النصر في الواقت الراهن، يشرح السدحان ذلك بقوله:"يمر النصر هذه الفترة بمرحلة انتقالية، ولديه لاعبون جيدون أمثال عواد العتيبي، وأتمنى له تحقيق بطولة هذه السنة حتى تكون فاتحة خير للبطولات المقبلة، وأتمنى أن يكون هناك مدرب مثل بروشتش يبني فريقاً لبطولات مقبلة، وهناك ضغط على اللاعبين والإدارة من الجمهور النصراوي المتعطش للبطولات، والأمر ذاته ينطبق على الهلال، إذ لم يبرز أي لاعب جديد عدا محمد الشلهوب، وفي خانة الدفاع بعد النعيمة لم يبرز لاعب، وهذا يعود بالضرر على المنتخب". وعن تمثيله المنتخب في دورة الخليج الرابعة قال:"أعتز كثيراً بتمثيلي المنتخب في دورة الخليج الرابعة، وأفتخر بالعطاء الذي قدمته مع صفوة نجوم نادي النصر، وأعتز كثيراً بأحسن مباراة قدمتها في مشواري الرياضي ضد فريق الأهلي عام 1395ه، وانتهت نتيجتها لمصلحتنا 2- صفر، وسجلت فيها الهدف الثاني وصنعت الهدف الأول، وكانت على كأس الملك، وأدار هذه المباراة الحكم الدولي عبدالرحمن الدهام". وأشار السدحان إلى الفارق بين لاعب الأمس ولاعب اليوم فقال:"في السابق كنا نلعب من أجل شعار النادي، لا نفكر في المادة، وكنا موظفين ومرتبطين بأعمال فلا نسهر، بعكس لاعب اليوم الذي لا يفكر في الكرة من أجل الكرة وإنما من أجل المادة". ولا ينسى الرياضيون الحوار الكروي بين الثنائي السدحان ومهاجم الهلال التونسي نجيب الإمام، ويعلق السدحان على ذلك التنافس قائلاً:"نجيب الإمام كان علامة فارقة في كل مباراة بين النصر والهلال، وكنت أركز عليه لأن لاعب الهلال الآخر ريفيلينو كان يمرر جلّ الكرات إليه، وأسلوبي في اللعب رجولي والصلابة سمة المدافع وجزء مهم من شخصيته في الملعب أمام مهاجمي الفريق الخصم". ولا يزال السدحان يتذكر بعض النجوم الذين زاملوه في النادي"هناك أسماء محفورة في ذاكرتي كأحمد الدنيني ومحمد سعد العبدلي والمرحوم سعد الجوهر وخالد التركي وناصر الجوهر ومبروك التركي رحمه الله وسالم مروان شفاه الله وتوفيق المقرن ودرويش سعيد وعبدالله عبدربه وهاشم سرور وماجد عبدالله وعيد الصغير وفهد بن دحم وممدوح بن سعود". وعن معسكر الفريق في الماضي قال:"كنا نقيم في مقر النادي، وأول هدية حصلت عليها من يد الأمير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله وهي عبارة عن سيارة، كانت بعد رجوعنا من تصفيات ايران". ولم يخف السدحان إعجابه ببعض لاعبي الفرق الأخرى"ثمة لاعبون استحوذوا على اهتمامي وإعجابي بأدائهم ومهاراتهم العالية، أذكر منهم"الأسطورة"مبارك عبدالكريم وسلطان بن مناحي من الهلال، ومبارك الناصر مهاجم أهلي الرياض. وزيد المطرف وفهد البريك وصالح العميل من الشباب، إضافة إلى سعيد غراب". وعن مشاركته في تدريب براعم النادي قال:"طلبت مني إدارة النصر الإشراف على البراعم، وكان ذلك في عام 1407ه، وأتذكر من اللاعبين عبدالله القرني وحسين هادي وعبدالعزيز الجنوبي، ولكن لظروف خاصة لم أستمر، وأنا أشرف على أحد فرق الحواري بعد اعتزالي الكرة عام 1404ه". وعن مشواره مع الإصابات قال:"عشقي للاصابات قديم، فقد أصبت أواخر عام 1397ه، وابتعدت عن الملاعب ما يقارب موسمين بسبب الإصابة في إحدى المباريات التجريبية في بلجيكا، وأجريت جراحة لإزالة الغضروف، ومن ثم تضاعفت الإصابة وأجريت جراحة أخرى لإزالة الغضروف الثاني. والإصابة الثانية في مباراة دورية، وفي كرة مشتركة مع زميلي مهاجم القادسية فريد المعيدي وأثناء اندفاعي إلى الكرة وقعت على يدي اليمنى وانقطعت عضلة اليد، وتحاملت على نفسي وشاركت في مباراة الاتفاق والهلال، ثم دخلت المستشفى التخصصي ووضعت يدي في الجبس لفترة". وعمّا كتبته الصحف عنه وقتها قال:"كتبت أن السدحان مشكلة لم يتوقعها دفاع الأهلي...السدحان الناشئ تلاعب بأصحاب الخبرة وقاد النصر للبطولة". وعن أفضل اللاعبين الحاليين قال:"يعجبني ياسر القحطاني ومالك معاذ".