قالت السلطات الأوكرانية إن روسيا أطلقت عشرات الصواريخ صباح الخميس مستهدفة العاصمة كييف ومدينة خاركيف في الشمال الشرقي ومدنا أخرى. وكتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر "بربرية متبلدة. هذه هي الكلمات الوحيدة التي تتبادر إلى الذهن عندما ترى روسيا تطلق وابلا آخر من الصواريخ على مدن أوكرانية مسالمة قبل بداية العام الجديد". وأعلن الجيش الأوكراني أنه أسقط 54 صاروخا من بين 69 أطلقتها روسيا في هجوم بدأ في السابعة صباحا بالتوقيت المحلي. ودوت صفارات الإنذار في أنحاء البلاد وفي كييف لخمس ساعات فيما تعد واحدة من أطول فترات الإنذارات منذ انطلاق الحرب. وكتب الجنرال فاليري زالوجني قائد القوات الأوكرانية على موقع تيليجرام "أطلق المعتدون صباح الخميس صواريخ كروز من الجو والبحر، وصواريخ موجهة مضادة للطائرات على منشآت البنية التحتية للطاقة في بلدنا". وجاء القصف بعد هجوم خلال الليل شنته طائرات مسيرة انتحارية إيرانية الصنع. وأعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو عبر تيليجرام إسقاط 16 صاروخا فوق العاصمة، وأضاف أن 40 % من سكان العاصمة ليس لديهم كهرباء جراء موجة الهجمات الصاروخية . وقال كليتشكو إن إمدادات المياه والتدفئة تعمل بشكل طبيعي. وذكر إيهور تيريخوف رئيس بلدية خاركيف أن المسؤولين يستوضحون الأهداف التي تعرضت للقصف وما إذا كان هناك ضحايا بعدما تسببت الصواريخ الروسية في سلسلة من الانفجارات. وأشار أندريه سادوفي رئيس بلدية لفيف أندريه سادوفي عبر تيليجرام إلى انقطاع الكهرباء عن 90 بالمئة من المدينة الواقعة في غرب أوكرانيا، إلى جانب توقف وسائل النقل العام التي تعمل بالطاقة الكهربائية عن العمل. وأعلن كيريلو تيموشينكو نائب رئيس مكتب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن قصفا روسيا أصاب جناحا للولادة بأحد مستشفيات مدينة خيرسون في الجنوب يوم الثلاثاء، دون أن يصاب أحد بأذى. وأوضح عبر تيليجرام أنه جرى إجلاء الطاقم والمرضى لأحد الملاجئ. واستعادت أوكرانيا السيطرة على خيرسون الشهر الماضي فيما شكل انتصارا كبيرا لها، إلا أن المدينة لا تزال تتعرض للقصف بشكل متواصل من قبل القوات الروسية التي انسحبت للضفة الشرقية لنهر دنيبرو. * "الواقع الحالي" لا يلوح أي أمل حتى الآن لإجراء محادثات لإنهاء الحرب. ويضغط زيلينسكي بقوة للدفع بخطة سلام من عشر نقاط تتضمن التزام روسيا باحترام وحدة الأراضي الأوكرانية وسحب كل قواتها. إلا أن روسيا رفضتها الأربعاء وأكدت أن على كييف تقبل ضم روسيا للمناطق الأربعة وهي لوغانسك ودونيتسك في الشرق، وخيرسون وزابوريجيا في الجنوب. كما تقول إن على أوكرانيا الإقرار بخسارة شبه جزيرة القرم على البحر الأسود التي ضمتها موسكو عام 2014. وقال دميتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين إنه لا يمكن أن تكون هناك خطة سلام "لا تراعي الواقع الحالي فيما يتعلق بالأراضي الروسية، بضم المناطق الأربعة إلى روسيا". ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزير الخارجية سيرجي لافروف القول إن خطة زيلينسكي لطرد روسيا من شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم بمساعدة الغرب وحمل موسكو على دفع تعويضات لكييف ما هي إلا "وهم". كما نقلت تاس عن لافروف قوله إن روسيا ستواصل تعزيز قوتها القتالية وقدراتها التكنولوجية في أوكرانيا. وأضاف أن القوات الروسية التي تمت تعبئتها خضعت "لتدريبات جادة" وأنه رغم نشر كثيرين من أفرادها على الأرض، فإن الغالبية لم تصل بعد للجبهات. وحث زيلينسكي البرلمان الأوكراني على البقاء موحدا وأشاد بالأوكرانيين لمساعدتهم الغرب "في اكتشاف نفسه من جديد".