للمرة الثانية تقدم هيئة الترفيه ضمن فعاليات موسم الرياض لهذا العام، مسرحية اجتماعية رياضية جماهيرية بعنوان "السهم الملتهب" بعد الأولى مسرحية "الفيلسوف" عن حياة اللاعب يوسف الثنيان الكروية، حيث أطل أسطورة الكرة السعودية والآسيوية "ماجد عبدالله" على جمهور المسرح بالبوليفارد خلال الأسبوعين الماضيين، شاهدوا سيرته الكروية في صورة درامية، والحقيقة التي يجب أن تذكر وتشكر هي أن المسرحيتين تعد بادرة إنسانية من معالي المستشار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه، إيماناً منه بأن المنشغلين بالمسرح والتلفزيون والسينما في العالم يهتمون كثيراً بالنصوص الروائية الاجتماعية للعظماء في مختلف أوجه الحياة الاجتماعية لتحويلها إلى دراما تجذب حضور الجمهور وتلفت انتباهه، فالذي شاهد مسرحية السهم الملتهب، تم وضعه أمام محطات تاريخية واقعية واضحة المراحل في حياة ماجد الكروية بما فيها من انتصارات وانكسارات سواء في ناديه النصر أو المنتخب السعودي، مسرحية مليئة بالرسائل الرياضية والإنسانية التي سطر حروفها ماجد عبدالله طوال مسيرته الكروية الرائعة، فالعمل المسرحي الواقعي من أصعب المدارس المسرحية، لأن المتفرج يشعر أن الممثلين لا يمثلون على الخشبة، بل هم أناس حقيقيون موجودون مع الجمهور بالصالة التي تحصل فيها أحداث المسرحية، وهذا النوع من المسرحيات الواقعية يحتاج لمخرج ذكي له علاقة قوية مع حياة الشخصيات وبالذات الرئيسية، وهذا ما حصل مع المخرج الفنان "نايف البقمي" الذي جسد شخصية ماجد من خلال الممثل عبدالرحمن المزيعل "ماجد الشاب" وفيصل الدوخي "ماجد الكبير" بكل أبعاد ماجد النفسية والسلوكية والحركية والكلامية بمستوى مجهود عالٍ، ولأن العمل واقعي فلم يكن هناك حضور للموسيقى التصويرية والمؤثرات الصوتية، بقدر ما كان الحضور للحكاية وأداء الممثلين، كذلك كان لحضور التقنيات الحديثة في الصوت والإضاءة التأثير والجذب الأمر الذي جعل الجمهور يستمتع بالأجواء الحياتية لماجد، حكاية ماجد على المسرح فيها الكثير من التشويق والمتابعة ومتعة الكلام وإن ظهر فيها شيء من المباشرة في الحوار لكن مع ذلك تقبله الجمهور، الحوار بالمسرحية كشف بعض الحقائق التي كانت غائبة عن الجمهور والإعلام الرياضي في سيرة ماجد، خاصة الهدف في مرمى الاتفاق بدوري عام 1979م، والذي تطرق إليه ماجد كأجمل هدف سجله في حياته ولم يتم تسجيله صوتاً أو صورة ولا حتى في الإعلام المقروء، وربما أراد كاتب النص من هذا الهدف أن يكون خطاً درامياً لغرض البحث عن المجهول والإمساك من خلاله بخيوط القصة لغرض المتابعة، فالجمهور طوال العرض انتظر مشاهدة الهدف بعد أن شاهد الكثير من الأهداف الخالدة في الذاكرة الرياضية، تخللت الحكايات والأهداف الماجدية عدد من اللوحات الاستعراضية قدمها أعضاء الفرقة بمهارة وإبهار وثراء مكونات الصورة مصحوبة سنوغرافيا عالية الجودة، أخيراً دوت قاعة مسرح البوليفارد كثيراً بالتصفيق للممثلين نظير الأداء الجميل منهم، خاصة من فيصل الدوخي وعبدالرحمن المزيعل ورياض الصالحي وعبدالله فكي وأحمد العليان، كذلك الأداء المميز من الممثلات خاصة اللواتي قمن بدور بنات أخت ماجد، فشكراً هيئة الترفيه وشكراً لطاقم السهم الملتهب نصاً وتمثيلاً وإخراجاً وفنيين والفريق الاستعراضي.