الأستاذ الدكتور عبدالله بن إبراهيم الزهراني.، من مواليد منطقة الباحة، درس بها ثم انتقل إلى منطقة تبوك لمواصلة دراسته، حصل على درجة البكالوريوس في تخصص اللغة العربية من فرع جامعة الإمام في أبها، ثم حاز درجة الماجستير من جامعة أُم القُرى، وعنوان رسالته «شهاب الدين الخفاجي: حياته وأدبه»، ودرجة الدكتوراة من جامعة أُم القُرى أيضاً وعنوانها: «الشعر وحروب الخلافة العثمانية» عام 1412ه/1991م، وترقي في الدرجات العلمية والأكاديمية حتى حصل على رتبة أستاذ عام 1430ه/2009م، كما تولى رئاسة قسم الأدب بجامعة أم القرى، ثم تولى رئاسة قسم الدراسات العليا عام 1427ه/2006م. والدكتور الزهراني يعمل أستاذًا للأدب والنقد في جامعة أم القرى، وهو اسم معروف في الوسط الجامعي تمامًا، وإن لم يكن معروفًا في وسائل الإعلام لبعده عنها، وهو حاضر بقوة في مجال الإشراف على الرسائل الجامعية ومناقشتها وفي بعض ملتقيات الأندية الأدبية، إضافة إلى عضويته في مجلس إدارة نادي مكةالمكرمة الثقافي الأدبي منذ أكثر من عشر سنوات، وله صلة وثيقة بجمعية الأدب العربي (التابعة لجامعة أم القرى) منذ تأسيسها قبل نحو ربع قرن عضوًا في أول مجلس لإدارتها، ثم أميناً لها، ثم عيّن قبل ثلاث سنوات رئيسًا لمجلس الإدارة، ومن هنا حرصنا على الالتقاء به وتقديمه للجمهور لمعرفة جوانب من حياته، مع إلقاء الضوء على نشاط جمعية الأدبي العربي بوصفه رئيسًا لمجلس الإدارة. * نود في البداية أن نتعرف على ظروف الولادة والنشأة والدراسة في منطقة الباحة، ثم في منطقة تبوك؟ ولدت في محافظة قلوة بمنطقة الباحة عام 1381ه/1961م، ودرست الابتدائية بها مع أبناء القرية والمحافظة، وكنا نذهب مشيًا على الأقدام في الغالب إلى المدرسة. تخرجنا في السادسة الابتدائية مع اثنين فقط، بينما كان عدد المتقدمين يربو على العشرين، لم يكن في المحافظة حينها مدرسة للمتوسطة، وسبقني إخواني للدراسة في تبوك؛ لوجود أخوالي هناك وذلك في المعهد العلمي، وكان المعهد شعلة نشاط وميدان تربية ومركز إشعاع ثقافي تعلمت من أساتذته وكان جلهم أقرب إلى العلماء منهم إلى مدرسي مواد، وكنت مشاركا في أنشطة المعهد ونلت شهادات تقديرية وكتبًا نظير تلكم المشاركات، ثم بعد تخرجي من المعهد سجّلت في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، فرع أبها، وبحمد الله كانت الجامعة وجوها العلمي محفزا للقراءة والاطلاع، وبعد تخرجي عيّنت معيدا فيها، ولكن ظروفي ما كانت تسمح وشاء الله أن يعلن عن وظائف في جامعة أم القرى فكانت فرصة ذهبية لي لأكون مجاورا لبيت الله، وسجلت رسالة الماجستير في الأدب العربي في العصر العثماني عن شهاب الدين الخفاجي، وكان توجيه التخصص بناء على رؤية عميد الكلية الدكتور عليان الحازمي لسد ثغرات المناهج في الكلية، ثم سجلت الدكتوراة في الشعر وحروب العثمانيين. * كيف كانت تجربتك في الدراسة الجامعية في مكة المكرّمة؟ ومن أبرز من كان لهم تأثير في شخصيتك العلمية ورغبتك في مواصلة الدراسات العليا؟ * من الشخصيات التي تأثرت بها في الدراسة الجامعية: الدكتور عبد الهادي حرب -رحمه الله-، وفي مرحلة الماجستير والدكتوراة كثر، ومن أهمهم: الدكتور محمود الطناحي، والدكتور محمد عبدالعزيز الكفراوي، والدكتور إبراهيم الحاردلو، والدكتور عبدالحكيم حسّان، والدكتور لطفي عبد البديع. * التقطتَ موضوعيْ الماجستير والدكتوراة فيما يسمى أدب العصور المتتابعة، فما سر هذا الاختيار؟ * السبب أن هذه الحقبة الأدبية لم تحظَ بما تستحق من الدراسات الأدبية والنقدية، ومن هنا اخترتها حقلاً للبحث في الماجستير والدكتوراة. * لك تجربة طويلة جدًا مع الإشراف والمناقشات للرسائل الجامعية فما خلاصة التجربة؟ وما الوصية التي توجهها إلى طلاب الدراسات العليا بعامة؟ * خلاصة تجربتي مع الإشراف والمناقشة لأكثر من مئتي رسالة علمية هي أن الأستاذ لا بد أن يكون قارئا جيدا مواكبا لما استجد من نظريات أدبية ونقدية ليتم توجيه الباحث نحو الأمثل، ثم ينبغي أن يعرف الأساتذة المشرفون أنهم لن يصنعوا من الدارس أكثر مما يصنع نفسه وينبغي توجيه الدارس للقراءة حول الموضوع بما لا يقل عن شهرين قبل الشروع في الكتابة، وعموما فهي تجربة ثرية تستحق الكتابة وحدها. o ارتبط اسمك بالجمعية العلمية السعودية للأدب العربي: عضوا ونائبا وأمينًا ثم رئيسًا، كيف ترى مسيرة الجمعية بعد مرور نحو ربع قرن على نشأتها؟ o بالنسبة للجمعية فرح بها المجتمع فرحا كبيرا لكن الأنظمة واللوائح للجمعيات عموما لا تساعد الجامعة على الدعم المادي، واشتراكات العضوية لا تغطي النفقات، والمتبرعون لا ينظرون لها نظرة إيجابية، ومع ذلك فقد استطاع الزملاء في مجالس الإدارة المتعاقبة على صنع فعل ثقافي واضح ولله الحمد، والمقبل أجمل بإذن الله. وقد أصدرت الجمعية في عام 1440ه/2019م كتابًا توثيقيًا رصدنا فيه كل ما يتعلق بالجمعية من حيث النشأة والمسيرة والفعاليات والإصدارات والشراكات ونحو ذلك. o ما أبرز الفعاليات التي نهضت بها الجمعية في مجال المحاضرات والشراكات؟ o أقامت الجمعية عددا من الأنشطة والمحاضرات واللقاءات، ومنها: ندوة بالشراكة مع النادي الأدبي بالرياض عن الأدب في قنواتنا الإعلامية عام 1437ه/2016م، وتكريم الدكتور محمد الربيّع بالشراكة مع النادي أيضًا عام 1440ه/2018م، وندوة عن "العربية والعلوم" في جامعة أم القرى عام 1437ه/2016م، وندوة عن المناهج النقدية بالشراكة مع نادي القصيم الأدبي عام 1437ه/2016م، وندوة بعنوان "الأدب والمعرفة اللغوية" بالشراكة مع مركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية عام 1439ه/2018م، وندوة بعنوان "آفاق في بحوث العربية" بالشراكة مع مركز بحوث اللغة العربية وآدابها بجامعة أم القرى عام 1439ه/2018م، ومحاضرة بعنوان "الوطن في عيون شعرائه" عام 1440ه/2019م، كما كرّمت الجمعية بالشراكة مع نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالمحسن القحطاني عام 1444ه/2022م، ونظمت ملتقى وج الثقافي بالشراكة مع بعض الجهات في الطائف في العام نفسه كذلك. وهناك مجموعة (واتسية) نشطة جدًا، وأسهمت في ترتيب العديد من اللقاءات والنقاشات والمشاركات الشعرية في عدد من مناطق المملكة، وتمخض عنها تنظيم لقاءات في القصيم والزلفي وينبع وتبوك والنماص وثادق والطائف، وكانت زيارات ناجحة جدًا جمعت بين الجوانب: الثقافية والسياحية والترفيهية لأعضاء الجمعية، وأشكر بالمناسبة جميع الزملاء الذين كان لهم دور في هذه الاستضافات وترتيب الفعاليات. o آمل اطلاع القراء الكرام على جهود الجمعية في مجال إصدار الكتب والمجلات؟ * للجمعية مجلة علمية محكّمة صدر عددها الأول في عام 1440ه/2019م، وأما الكتب فقد أصدرت الجمعية بالشراكة مع بعض الجهات ودور النشر ستة كتب، وهي: الترابط النصي للدكتور موسى الزهراني عام 1438ه/2017م بالشراكة مع دار الانتشار في بيروت، والمطالع والمقاصد في الشعر الجاهلي للدكتور يوسف الدعدي عام 1439ه/2018م بالشراكة مع مكتبة وهبة بالقاهرة، ومحمد الربيّع: الحضور الثقافي والتواصل الإنساني بالشراكة مع النادي الأدبي بالرياض واثنينية النعيم الثقافية بالأحساء عام 1440ه/2018م، ومن ثمرات الأندية الأدبية للدكتور محمد الربيّع عام 1440ه/2019م، والجمعية العلمية السعودية للأدب العربي: النشأة والإنجازات عام 1440ه/2019م، وجسر من التعب: بحوث ومقالات عن د. عبدالمحسن القحطاني بالشراكة مع نادي جدة الأدبي الثقافي عام 1444ه/2022م. o متى ستعقد الجمعية العمومية لانتخاب مجلس إدارة جديد؟ o قريبًا إن شاء الله، وننتظر التوجيه من المسؤولين في جامعة أم القرى. * حقق ملتقى وج الثقافي بالطائف نجاحًا ملحوظًا، فهل ثمة نية لعقد الملتقى الثاني؟ ومتى موعده؟ o عقد ملتقى وج الثقافي الأول في مدينة الطائف في محرم الماضي 1444ه (أغسطس2022م)، وحقق جزءًا من الأهداف المرجوة لبعض أعضاء الجمعية، ورغب سمو محافظ الطائف أن يكون نصف سنوي وقُدّمت لمقام المحافظة رؤية بذلك وهي في طور التخطيط. * بالنظر إلى مسيرتك الطويلة في البحث العلمي لا نكاد نجد لك كتبًا مطبوعة إلا قليلة، فهل في النية جمع بحوثك المتناثرة في كتب تلم شتاتها؟ * لدي أكثر من خمسة وثلاثين بحثا، وهي منشورة في مجلات علمية محكّمة أو كانت في أصلها مشاركة في مؤتمرات الأندية الأدبية والمهرجانات الثقافية، ولكنها لم تجمع في كتب، ومن الكتب: أسامة بن منقذ والموروث الشعري مطبوع، ومقدمة الدر الفريد وبيت القصيد لابن أيدمر مطبوع، وأزمة البلقان في الشعر العربي زمن العثمانيين مطبوع، وقريبًا سأجمع ما اتفق لطباعتها في سلسلة أدبية ونقدية. * لك تجربة ثرية في الأندية الأدبية وخاصة نادي مكةالمكرمة الثقافي الأدبي عضوًا في مجلس الإدارة، فما جديد النادي؟ وما الذي يمكنه أن يقدّم للأدباء الشباب؟ * تجربتي مع النادي الأدبي في مكةالمكرمة تجربة ثرية عرّفتني على الساحة الأدبي المحلية عن قرب وكذا الحراك الأدبي والثقافي على مستوى المملكة، وفي ظني أن تجربة الأندية تستحق الوقوف عندها للتعريف بمدى النجاحات التي حققتها منذ النشأة حتى اليوم. وقد قدم النادي ما استطاع في إقامة المهرجانات الأدبية والثقافية وعني بالشباب من خلال جماعة شعر وجماعة جوهر، وكان لدينا منتدى سمي منتدى الشباب، كان الحضور له مشجعا من الشباب، ومطبوعات النادي كان من أهدافها نشر الإبداع الشبابي تأليفًا وإبداعًا إذا حقق المستوى المطلوب للنشر. من ندوات الجمعية من إصدارات جمعية الأدب العربي شعار الجمعية