كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام.. وتوفي صائماً ابن الناقد الراحل: أول مقال لوالدي قبل 76 عاماً.. وكتب في 10 صحف بأربعة أسماء أول مقال قبل 76عاماً امتهن الناقد الراحل الكتابة في سن مبكرة من عمره، وكان يمتلك موهبة وعشق لها، وتعرف على الصحافة في سن ال17، ونشر أول مقال اجتماعي له بصحيفة البلاد السعودية –صوت الحجاز سابقاً- بعنوان (الآباء مسؤولون) عام 1368ه، ومنها انطلق في نشر مقالاته، وكتب في 10 صحف سعودية، بدأ من البلاد والندوة والقصيم والخليج العربي والرياض والجزيرة والدعوة وعكاظ، بجانب مجلة اليمامة والملاعب الرياضية. عشقه الاتحاد والشباب كان كاتبا مرموقا، وقلما مؤثرا، له أطروحات ومقالات انتقد فيها الأوضاع السلبية في الأندية الرياضية إبان حقبة الثمانينات والتسعينات الهجرية، فيما كانت ميوله لنادي الاتحاد قبل انتقاله من جدة للعمل بمدينة الرياض ليرتبط بنادي الشباب، ووطد علاقاته بكبار رموز النادي أمثال العم صالح ظفران الغامدي ورائد الرياضة العم عبدالحميد مشخص -رحمهما الله-. في الإدارة الشبابية قبل 60 عاماً ارتباطه بنادي الشباب لم يكن إعلاميا فحسب بل تعدى ذلك إلى الانخراط في خدمه (شيخ الأندية) من خلال العمل الإداري عضواً بمجلس إدارته قبل 60 عاماً. وكان الكاتب الراحل مهتماً في حياته بناديي الشباب والاتحاد، وبقي متابعاً لهما من بعيد رغم ظروفه المرضية وابتعاده عن الكتابة في السنوات ال20 الماضية. امتهن الكتابة بأربعة أسماء وفي حديث ل»الرياض» كشف ابن الناقد الراحل الأستاذ سالم عبدالعزيز سالم الغامدي مساعد مدير عام الإشراف التربوي بوزارة التعليم سابقاً، أن والده -رحمه الله- كان يكتب في تلك الصحف بأربعة أسماء مختلفة: (فتى غامد – أبو سهام – الدامغي بجانب اسمه الثلاثي الصريح). وأضاف: «عمل والدي في العام 1370ه موظفاً بالضيافات الملكية في عهد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- واستمر في عهد الملك سعود -رحمه الله- ثم انتقل للعمل بوزارة الزراعة إلى أن تقاعد مديراً عاماً لإدارة التخطيط فيها». مرجع في التاريخ الرياضي وأشار سالم الغامدي إلى أن والده تعب في آخر شهرين من حياته.. وقبلها كان طبيعيا وقوي الذاكرة.. وقال: «كان دوما يجيب عما يسأله الآخرون حول المعلومات التاريخية في الرياضة وغيرها، وكان لا يترك أصحابه القدامى ويتصل بهم دوما ويسأل عنهم ويزورهم». توفي صائما وفي سنوات عمره الأخيرة كان يختم القرآن الكريم كل ثلاثة أيام، ومداومة الصيام كل اثنين وخميس والأيام البيض، وكان صائماً في يوم وفاته رحمه الله رحمة الأبرار. الساعاتي: أدرجت الغامدي في موسوعتي وأدرج عميد المؤرخين د. أمين ساعاتي اسم عبدالعزيز الغامدي في موسوعته «تاريخ الحركة الرياضية السعودية» عندما تحدث عن أعلام النقاد الرياضيين الأوائل. وتطرق الساعاتي إلى الكاتب الراحل وأبرز ذكرياته معه منذ السبعينات الهجرية في حديث خاص ل «الرياض» قائلاً: «الله يرحم أخي الصديق العزيز الأستاذ عبدالعزيز الغامدي، الذي يعتبر واحدا من المؤرخين الرياضيين المطبوعين الذين حملوا مشاعل التاريخ الرياضي منذ فجر تاريخ الأندية في العاصمة الرياض، وكان صاحب الكلمة الرصينة والمراحل التاريخية المهمة. رحم الله هذا الهرم الرياضي الذي كان علما من أعلام مرحلة تاريخية مضيئة ومهمة في تاريخنا الرياضي». اجتمع بيننا حب العميد وأضاف: «تشرفت بمعرفة أخي عبدالعزيز لأول مرة في جدة حينما كنت لاعبا في نادي الأندية السعودية العميد نادي الاتحاد في النصف الثاني من السبعينات الهجرية، وكان متيما بناديه الاتحاد، واجتمع بيننا حب العميد الذي حافظ على التشابك الرياضي بين جدة الباسلة البهية، والرياض العاصمة الفتية، وكنت حينما أزور العاصمة الرياض أحرص على أن ألتقي أخي عبدالعزيز في نادي الشباب». اختلفنا في محطات تاريخية ورغم أن تاريخ الاتحاد في جدة كان يجمعنا، إلا أننا كنا نختلف في بعض المحطات في تاريخ الأندية في العاصمة الرياض. ولقد عرفت في أخي عبدالعزيز الثبات على المبدأ، وبالذات عند الأحداث الكبيرة التي كان يقف عندها متلبسا ومتمسكا بثبات المبدأ، وأذكر أن الأستاذ عبدالحميد مشخص -رحمه الله- الذي كان رئيساً لنادي الاتحاد لأقل من عام ثم رئيساً لنادي الشباب لأكثر من تسعة أعوام معروفا بتركيب الأحداث وفقدان بعض تسلسلها وحينما يريد أبو غازي أن يصحح كان الأستاذ عبدالعزيز يتوقف مليا ويتمسك بالأقوال السابقة ولا يقبل تصحيحات الأستاذ عبدالحميد مشخص. «أبو غازي» ينسى ابنه في النادي! وكان المشخص يلتاع بداء النسيان، وكثيرا ما كان ينسى ابنه في النادي فيحملوه الشبابيون إلى بيته، وعندئذ يتذكر «أبو غازي» أن ابنه وقع ضحية نسيانه! رحم الله الأستاذ عبدالعزيز الغامدي، ورحم الله الأستاذ عبدالحميد مشخص، ونتضرع إليه سبحانه وتعالى أن يسكنهما الفردوس الأعلى، وإنا لله وإنا إليه راجعون. التاريخ لا يكتب عن طريق مناقصة! كان الأستاذ عبدالعزيز سالم الغامدي -رحمه الله- ناقداً بارزاً شارك بقلمه في كثير من القضايا الرياضية وطرح الآراء الإيجابية لحل معضلات كان من بينها قضية التوثيق التاريخي الرياضي التي ما يزال النقاش حولها ساخناً على الساحة الرياضية حتى اليوم. إذ سبق للغامدي أن طرح حلولاً لها في مقال مطول نشره بصحيفة الملاعب الرياضية عام 1404ه موجهاً للجنة الأولمبية وكان عنوانه: (التاريخ لا يكتب عن طريق المناقصة). ضوئية لتعليق الغامدي على فوز الهلال على الأهلي في جريدة القصيم 1383ه عبدالعزيز سالم الغامدي -رحمه الله- كان يختم القرآن كل ثلاثة أيام ضوئية لخطاب دعوة الغامدي لحضور احتفال بمقر الهلال في الظهيرة 1381ه مع كبار الرياضيين عبدالحميد مشخص وعبدالله التويجري -رحمهما الله- بجانب إبراهيم الشامي وعبدالرحمن العليق واللواء علي صالح الغامدي 1389ه عبدالعزيز الغامدي في صورة حديثه مع أبنائه: سالم ود. محمد ود. سعود عميد المؤرخين د. أمين ساعاتي أقدم صورة لفريق الشباب عام 1370ه تنشر لأول مرة من أرشيف الغامدي يظهر فيها رئيسه ولاعبه عبدالرحمن بن سعيد «الثالث من اليمين وقوفاً» يليه محمد إبراهيم مكي وعبدالله بن أحمد «الأول من اليسار جلوساً» رحمهم الله