يعد رائد المؤرخين الدكتور أمين ساعاتي (81 عاماً) الرقم الوثائقي الصعب في مسيرة حركتنا الرياضية. فقد عاصر أهم حقبة تأسيسية لرياضة الوطن وتحديدًا في النصف الثاني من عقد السبعينات الهجرية من القرن الفائت أيّ قبل ما ينيف على نصف قرن من الزمن ومثّل في تلك الحقبة نادي الاتحاد صاحب لقب العمادة مع جيل عبدالمجيد كيال وأحمد مسعود وغازي كيال وعبدالمجيد بكر وعبدالرزاق بكر وسعيد غراب وغازي ناصر وعبدالله حجازي ومحمد حسام الدين وعبدالمجيد رجخان وكتلوج وبقية نجوم العصر الذهبي الاول للعميد. وبعد اعتزاله أوائل الثمانينات الهجرية اتجه للسلك التحكيمي وحمل صافرة القانون في لعبة كرة القدم والطائرة وتنس الطاولة وكان من ضمن الرُّواد الأوائل الذين التحقوا بدورة تدريبيَّة في مجال التحكيم في مصر بدعم مباشر من رائد الرياضة الأمير عبدالله الفيصل -رحمه الله-. لم يكرم مع الرواد.. والاتحاد الدولي للمؤرخين الرياضيين أنصفه باختياره رئيساً له خدم الهلال قبل 54 عاماً ثم انتقل الساعاتي للعمل في نادي الهلال بطلب من رائد الحركة الرياضيَّة الأول بالمنطقة الوسطى ومؤسسه الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله - الذي اسند له رئاسة لجنة النادي الثقافية والإشراف على نشاطها منذ عام 1387ه بعقل مستنير وفكر متفتح وأفق واسع فترك بمنهجه المؤسسي بصمته الواضحة في النَّشاط الثقافي الأزرق من خلال الندوات والمحاضرات لكبار رجال الفكر والأدب وكان من ضمن تلك الأنشطة إصدار مجلة أسبوعية باسم نادي الهلال وعرض الأفلام الثقافية لاستقطاب المزيد من الأسر والعائلات في النادي وكانت اللجنة الثقافية تضم اسماء كبيرة بينها الأستاذ يوسف الكويليت وراشد الحمدان -رحمه الله- ومحمد رمضان –شفاه الله-. أمينًا عامًا للأهلي ثم عاد للمنطقة الغربية لتتجه بوصلة عطائه المتقد وروحه الوثابة وعشقه الرياضي للعمل سكرتيرًا في النادي الأهلي في صوره تنمُّ عن محاربته للتعصب وألوانه، كونه كان لاعبًا سابقاً في الاتحاد وانتقل لخدمة النادي المنافس مسجلاً أروع الأهداف المثالية في شباك الوعي الرياضي. موسوعة ال 7000 صفحة لم يكن «الساعاتي» الأكاديمي المستنير رياضياً أو اجتماعياً فقط بل كان ومازال جبلاً من الثَّقافة تحوّل إلى ساحة الإعلام الرياضي في سن مبكرة من عمره الإعلامي ليخوض تجربته المهنية الرصينة في بلاطة صاحبة الجلالة عبر بعض الصحف المحلية خلاصتها أن صنعت رقمًا صعبًا في عالم التدوين والتوثيق وحفظ التاريخ الرياضي بالمملكة العربية السعودية في أوعية منضبطة وفق أسسه العلمية ومنهجه الرصين فقدم لوطنه أكبر موسوعة رياضية في تاريخ الحركة الرياضية بالمملكة وهي مكونة من ثمانية أجزاء في أكثر من (7,000) صفحة تتكلم بلغة الأرقام عن تأسيس الأندية ومنجزاتها ونجومها ومؤسسيها كما تتضمن معلومات وثائقية مدعمة بالحقائق الدامغة والصور النادرة عن الحكام والإداريين والإعلاميين.. الخ. « قاضي التاريخ الرياضي» وبالتالي أصبحت تشكّل موسوعته العملاقة مرجعية ثرية للباحثين في التاريخ الرياضي وما زال يهرول في مضمار الإعلام واتجاهاته الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية والرياضية كاتبًا شموليًا يتكئ على رصيد معرفي ومخزون ثقافي أصيل. لكن وبالرغم من تلك الإسهامات التاريخية والعطاءات الخالدة والتضحيات الكبيرة بشمولها وإثرائها رياضياً واجتماعياً وثقافياً التي جسّدها أبو تميم أو «قاضي التاريخ الرياضي» كما لقبه الزميل الإعلامي خالد الدوس في مسيرة عمرها تجاوز (60 عامًا) خدمةً للحركة الرياضة بمملكتنا الغالية، لم يكّرم أو تثمن خدماته الجليلة وتضحياته الخالدة في خدمة رياضة الوطن عقوداً من الزمن غير أنه توّج مسيرته الناجحة باختياره في شهر رمضان الماضي رئيساً للاتحاد الدولي للمؤرخين الرياضيين، وهو أكبر تكريم لهذه الشخصية الريادية المتميزة في عالم التوثيق والضبط التاريخي الرصين. بعد أن تجاهلوه في حفل تكريم رواد الرياضة وأوائل المؤسسين للحركة الرياضية المكرمين في حفل أقامته المؤسسة الرياضية عام 1426ه وكان تحديد اسماء المكرمين تحت إشراف وكيل الرئيس العام لرعاية الشباب آنذاك د. صالح بن ناصر. في الوقت الذي حفظ فيه عميد مؤرخي الحركة الرياضة (الساعاتي) تاريخ كل من تم تكريمه من الرموز الرياضية والرواد الأوائل عبر موسوعته التوثيقية الاستثنائية العملاقة. غلاف موسوعة تاريخ الحركة الرياضية السعودية للدكتور أمين ساعاتي. مع رائدي الرياضة حمزة فتيحي وعبدالحميد مشخص-رحمهما الله- 1402ه. د. أمين مع الأديب محمد حسن عواد -رحمه الله- خلال محاضرته بنادي الهلال 1387ه. برفقة أخيه البروفيسور عبدالإله في زيارة لرائد رياضة الوسطى عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- 1430ه. (الاتحاد في التاريخ) أول إصدار للمؤرخ الساعاتي عام 1382ه. غلاف الطبعة الأولى لتاريخ الحركة الرياضية السعودية للدكتور أمين 1389ه.