يتميز الشيخ العلامة محمد بن ناصر العبودي بشخصية لافتة بما تحمل من تجارب ثرية جداً في السفر والترحال، وفي ممارسة الأعمال الإدارية والتربوية، مع رصيد ضخم جداً من المؤلفات النافعة في حقول متعددة، منها: الحقل الأدبي، وخاصة أدب الرحلات، والحقل الجغرافي، والاهتمام بالتراث المحلي غير المكتوب، والعناية بالجوانب اللغوية. وقد حظيت معظم مؤلفاته بجوائز محلية مما يعني علو كعبها ورفعة قيمتها. حصل الشيخ محمد العبودي على شخصية العام الثقافية، والتي تعد الجائزة الكبيرة التي تكرم من خلالها الوزارة رواد الثقافة في البلاد. وفاز الشيخ العبودي في عام 2010 بجائزة النادي الأدبي بالرياض عن كتابه «معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة». وكان هذا الكتاب نموذجاً للتدوين بناء على الرحلة، إذ تميز بتتبع دقيق لأصول الكلمات ورفدها بالشواهد القديمة والحديثة، وتآزرَ فيه المنهج العلمي الصارم مع الاطلاع الواسع المتشعب الذي يربط الكلمات الدارجة بأصولها الفصيحة من خلال الرجوع إلى المعاجم اللغوية الخالصة ومعاجم الأمثال، وربطها بالاستعمال الحاضر في بعض لهجات الجزيرة العربية. السيرة الذاتية محمد بن ناصر العبودي، (1345ه - 1926م - توفي 2 ذي الحجة 1443ه - 1 يوليو 2022م)، هو أديب ومؤلف ورحالة سعودي ولد في مدينة بريدة، وتلقى تعليمه الأولي فيها على يد عدد من العلماء، ثم عمل مدرسًا، ثم مديرًا للمعهد العلمي في بريدة، ثم أصبح الأمين العام للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة لثلاثة عشر عامًا، وفي وقت لاحق أصبح وكيلاً للجامعة نفسها ثم مديرًا لها، ثم شغل منصب الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، أتاح له عمله في الرابطة وقبلها في الجامعة الإسلامية بالمدينة كأمين عام لها زيارة معظم أصقاع العالم، فكان لمشاهداته العديدة واطلاعاته أن تثمر أكثر من مائة وستين كتاباً في أدب الرحلات، ويكون بهذا قد حقق رقمًا قياسيًا في كتب الرحلات العربية. منح ميدالية الاستحقاق في الأدب عام 1394 ه، 1974م. تعليمه تعلم في مدينة بريدة في أحد الكتاتيب، ثم في المدرسة الحكومية، ثم على يد العديد من المشايخ، ومن استفاد منهم شيخه الأول الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، والشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ صالح بن أحمد الخريصي، والشيخ صالح بن عبد الرحمن السكيتي، وغيرهم الكثير. مؤلفاته على الرغم من أن تعليم العبودي كان تعليماً دينياٌ في مجال الشريعة الإسلامية. إلا أن معظم مؤلفاته كانت أدبية، ويصب الجانب الأكبر منها في مجال أدب الرحلات حيث يعتبر من الرواد في هذا المجال في المملكة العربية السعودية، والجزء الآخر من مؤلفاته في مجال اللغة العربية، وقد بلغ عدد مؤلفاته المطبوعة 128 كتاباً تقريباً، ويوجد لديه حوالي 100 كتاب آخر لا يزال مخطوطاً ينتظر الطبع، وله 125 كتاباً في الرحلات و15 كتاباً في الدعوة، و15 كتاباً في الأدب واللغة. تكريمه وجوائزه كُرم العبودي من جهات عدة تقديرًا لجهوده العلمية والأدبية، فمنح عدد من الشهادات، ومن الجهات التي كرمته: * وزارة المعارف عام 1394ه كرمته بميدالية الاستحقاق في الأدب. * اثنينية عبد المقصود خوجة عام 1406ه. * نادي أدبي القصيم عام 1421ه. * ثلوثية المشوح. * فاز بجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية في دورتها الثالثة 1429-1430ه (2008 -2009م)، حيث «نال الجائزة التقديرية للرواد لجهوده العلمية المتمثلة في رصده الدقيق لجهود المملكة العربية السعودية في مجال الدعوة الإسلامية، وإيصال المساعدات السخية للشعوب الإسلامية، وتدوين ذلك بدقة من خلال كتبه التي تجاوزت المائة عن رحلاته في العالم الإسلامي. * فاز كتابه (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) بجائزة كتاب العام التي يقدمها نادي الرياض الأدبي الثقافي في دورتها الثالثة 1431ه (2010م). * فاز كتابه (معجم الملابس في المأثور الشعبي) بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لهذا العام 1435 ه (2014م). * فاز كتابه (معجم وجه الأرض وما يتعلق به من الجبال والآبار والجواء ونحوها في المأثورات الشعبية) بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب في دورتها الثانية 1436ه (2015م) في فرع جائزة الكتب المتعلقة بجغرافية المملكة العربية السعودية. كُرّم في عام 7 رمضان 1442ه الموافق 19 أبريل 2021م بجائزة شخصية العام الثقافية في مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية من وزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية. وفاته توفي العبودي يوم الجمعة 2 ذي الحجة 1443ه الموافق 1 يوليو 2022م، وسيصلى عليه بعد صلاة ظهر يوم السبت في جامع الجوهرة البابطين في مدينة الرياض.