على طريقة العلماء والرحالة الأوائل؛ نقش الشيخ محمد بن ناصر العبودي اسمه بمداد من ذهب في مسيرة التأليف والتدوين والرحلة، بعد أن طاف معظم بلدان العالم أكثر من مرة، دوّن خلالها مشاهداته وانطباعاته بلغة جمعت فهم الفقهاء وتأمل العلماء ورصد الجغرافيين ونفس المؤرخين وسرد الأدباء، فطوال مسيرته الممتدة لتسعة عقود وهب العبودي حياته للرحلة والتأليف، قدم فيها عصارة تجربته، مؤرخا تحولات البلدان، وتطورات الشعوب، وغرائب العادات والمشاهدات، بالإضافة إلى تقديم صورة ناصعة للدين الإسلامي بعيدا عن التشوهات التي لحقته من الأدعياء والمتطرفين. إضافة إلى توثيق الرحلات في العديد من المؤلفات، قدّم الشيخ العبودي مئات الحلقات الإذاعية التي نجح فيها في نقل المستمعين إلى أصقاع الأرض يجوبون معه مجاهل البلدان، مستمتعين بسرده للأحداث، ومشدوهين بهمته وجرأته في تقحم الصعاب، ومأخوذين بقدرته على تصوير الأحداث بلغة سهلة ممتنعة. وإلى جانب رحلاته أثرى العبودي المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات في التاريخ والأنساب واللغة والأدب يزيد مجموع المطبوعة منها والمخطوطة على 200 كتاب، من بينها: الأمثال العامية في نجد، ومعجم الكلمات الدخيلة، ومعجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة في 13 مجلدا، وأيضا عدد من المعاجم لأسر منطقة القصيم أبرزها معجم أسر بريدة الذي صدر في 23 مجلدا. ومن بين أبرز مؤلفاته في تدوين الرحلات كتب: رحلات في أمريكا الوسطى، وإطلالة على نهاية العالم الجنوبي، وإلى أقصى الجنوب الأمريكي، وذكريات في أفريقيا، وجولة في جزائر البحر الكاريبي، وعلى قمم جبال الأنديز، وجولة في جزائر جنوب المحيط الهادئ، وكتاب على ضفاف الأمازون، وإطلالة على أستراليا، وفي أعماق الصين الشعبية. في مسيرته نال الشيخ محمد بن ناصر العبودي العديد من الجوائز وأوسمة التقدير، منها: ميدالية الاستحقاق في الأدب من وزارة المعارف عام 1394ه، وجائزة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية حيث فاز في دورتها الثالثة 1430ه، وفاز كتابه (معجم الأصول الفصيحة للألفاظ الدارجة) بجائزة كتاب العام التي يقدمها نادي الرياض الأدبي الثقافي في دورتها الثالثة 1431ه، كما فاز كتابه (معجم الملابس في المأثور الشعبي) بجائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب لهذا العام 1435 ه، إضافة إلى فوز كتابه (معجم وجه الأرض وما يتعلق به من الجبال والآبار والجواء ونحوها في المأثورات الشعبية) بجائزة الملك عبد العزيز للكتاب في دورتها الثانية 1436ه، وآخر تلك الجوائز فوزه بجائزة شخصية العام الثقافية في مبادرة الجوائز الثقافية الوطنية من وزارة الثقافة لعام 1442ه.